مثلت سيناء ولا تزال أهمية حيوية للأمن القومى المصرى، حتى بعد مضى نحو أربعة عقود من آخر حرب عسكرية بين مصر وإسرائيل. وعلى الرغم من الوعود المتكررة منذ تحريرها بتنميتها وتشجيع المصريين على القدوم إليها إلا أنها لم تترجم حتى الآن على أرض الواقع. ومع كل حادث تبرز على السطح قضية إهمال سيناء، وآخرها هجوم رفح الذي أسفر عن مقتل 16 من جنود قوات حرس الحدود، في الوقت الذي يؤكد فيه السيناويون أن الأمن الحقيقى لسيناء هو تنميتها من جميع النواحى زراعية وصناعية حيث أنها تفتقر إلى جميع الخدمات. وأكد سلامة الرقيعى عضو مجلس الشعب المنحل عن شمال سيناء، أن تمليك الأراضى لأبناء سيناء وتفعيل مشروع تنمية سيناء سيقضى على الفراغ الموجود بها والذى يؤدى إلى وجود بؤر إرهابية وإجرامية كثيرة تختبئ فى هذا الفراغ. وأضاف أنه يجب على الدولة أن تعامل أبناء سيناء مثل أبنائها فى باقى المناطق بمصر مطالبا بعدم التفرقة بين أبناء سيناء وأبناء مصر فى المجتمعات الأخرى. وأوضح الرقيعى أن ماحدث من عمل إرهابى فى رفح لا يعبر بالضرورة عن أن الجانى له علاقة بسيناء وأهلها مشيرا إلى أن هذا العمل الإجرامى مرفوض شرعا وعرفا لدى أبناء سيناء. وأكد أنه ينبغى أن يأخذ فى الحسبان الجانب الأمنى حيث التفاعل من الجانب الشعبى من أبناء سيناء معهم لولائهم الشديد لوطنهم الحبيب مصر ولحبهم لقواتهم المسلحة التى تثبت على مر العصور بأنها الحامية لهذا الوطن. وأشار الرقيعى إلى أن جبل الحلال الذى يعتقد أنه يأوي العناصر المنفذة لهجوم رفح كان يأوى دائما من عليهم أحكام جنائية والآن تم تصفية عناصر كثيرة منهم، مشيرا إلى تورط الموساد بتلك المذبحة بنسبة كبيرة جدا وأن الغياب الأمنى أتاح أن تكون تلك المنطقه فى حالة فوضى مما أدى إلى نمو الخلايا الإرهابية بشكل كامل وبحرية كاملة. وطالب الرقيعى الجهات الأمنية بالكشف عن آخر ما توصلت إليه التحقيقات فى تفجيرات خط الغاز الطبيعى وربط الأحداث بمذبحة رفح لاحتمالية أن يكون الجانى واحدا. من جهته، أكد محسن أبو حسان عضو مجلس الشعب المنحل عن شمال سيناء أن سيناء تتميز بالقبلية الموجودة فيها فمعظم القضايا يتم السيطرة عليها عن طريق العادات والتقاليد مما يعطى مجالا أكبر لاحتواء المشاكل والقضايا والسيطرة عليها وفى هذه الحالة لن يتبقى من سيناء سوى مناطق صغيرة يصعب الوصول إليها والتى يجب على الأمن مداهمتها والسيطرة عليها وإخلائها مما تحويه من جماعات إرهابية. وأشار إلى أن الأمن الحقيقى هو فى تنمية سيناء واستغلال ما بها من معادن بباطن الأرض مشيرا إلى أن سيناء لا يوجد بها أى خدمات سواء زراعية أو صناعية بخلاف مصنعين أسمنت أحدهما تملكه القوات المسلحة والآخر يملكه مجموعه من المستثمرين. ورأى حسان أن أبسط شىء هو خدمات المحمول التى تستخدم برفح المصرية فلا يوجد أى شبكة من شبكات المحمول المصرية هناك لذا فأهالى تلك المنطقة يستخدمون شبكات المحمول الإسرائيلية. وأضاف أن شهود العيان أكدوا أن مرتكبى حادث رفح بعضهم من سيناء والآخر كانت لهجتهم من خارج سيناء تماماُ مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تخاذلت عن القيام بدورها مرجحا أن إسرائيل هى من مولت تلك العملية بنسبة 80% وقام بها بعض العناصر من فلسطينوسيناء.