د. حسن مكاوي في حواره ل"المصريون": برامج "المقالب" ليس لها أى جهة رقابية دور الهيئات الوطنية الإعلامية لا يخلو من التداخل.. والخاسر فى النهاية المشاهد قال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، إن الأعمال الدرامية لا تحترم المواثيق الدولية، بما تحتويه هذه الأعمال المعروضة من مشاهد عنف هذا العام، إذ أن الأممالمتحدة تمنع مشاهد القتل والدماء والضرب والعنف. وأضاف مكاوى في حواره مع "المصريون": "فكرة تقديم الشخصيات الإيجابية في البرامج غابت إلى حد كبير عن شاشة الفضائيات خلال شهر رمضان لهذا العام، وذلك بالكشف عن أسرار المشاهير علنًا، وكثرة البرامج ذات المضامين الخارجة عن الآداب المهنية". وطالب مكاوي، القائمين على منتجي البرامج والدراما، بالابتعاد عما هو غير مهني وخارج عن القيم المجتمعية من مواد مقدمة عبر الفضائيات، مشددًا على ضرورة إظهار الشفافية في الإعلان عن سياساتهم التحريرية والمكاسب والخسائر في ميزانياتهم للجمهور. وإلى نص الحوار: ما رأيك في مسلسلات رمضان ومشاهد العنف التي تتصدرها؟ هى أعمال لا تحترم مواثيق دولية، وخاصة الأممالمتحدة، التى تمنع مشاهد القتل والدماء والضرب والعنف، ولأن مصر خصيصًا تواجه عدوًا يسمى "الإرهاب"، فيجب على المنتجين والمخرجين منع هذه المشاهد، فعلى الرغم من أنها تتجسد في واقع افتراضي، لكن من الممكن أن تصبح واقعًا حقيقيًا، فتأثيرات هذه المشاهد السلبية أكبر بكثير من عامل التشويق أو الإثارة. برامج المقالب.. كيف تراها؟ برامج "المقالب"، ليس لها أى شكل رقابى ما قد تتسبب فى خلل إعلامى، وخروج عن الآداب والتقاليد المهنية والمجتمعية لأن بها ألفاظ سب وقذف وتعنيف، لا يجب أن تدخل إلى البيوت، فوضع الضيوف بهذه البرامج فى مواضع خطرة أو محرجة قد يؤدى إلى أزمات صحية، والقنوات تبحث بهذه النوعية من البرامج عن الربح، أما البرامج الأخرى المهنية غير الشيقة فإنها تبتعد عنها. بعض البرامج تكشف عن تفاصيل الحياة الشخصية للمشاهير؟ هذ الأمر يسمى تصدير النماذج السلبية للمشاهدين، أو المستمعين بدلاً من النماذج الإيجابية، من أجل تطوير المجتمعات، بل من الممكن أن يحدث تشويه يطال الشخصية المعروفة بالأخلاق الحميدة، وهذا يجعل المجتمع فى حالة عدم يقين. إعلانات رمضان ذات تكلفة إنتاجية عالية في الوقت الذي تطالب فيه المشاهدين بالتبرع، بم تفسر هذا؟ دائمًا ما تحمل الإعلانات الرمضانية خللاً كبيرًا، فشهر رمضان غير مرتبط بالإعلانات من الأصل، فهو شهر عبادة وتقرب إلى الله، وما يعرف عنه من تقاليد دينية بعيدة تمامًا عما يحدث، وبالنسبة لإعلانات أطلق عليها "التسول" ليس لها مسمى غير ذلك فإنها ى تقلل من مكانة مصر في الخارج، وتسبب إحباطًا وعدم ارتياح للمشاهدين في أيام معروفة عند الله بأنها للعبادة والبهجة والسعادة. من ناحية أخرى، توضح هذه الإعلانات أن الدولة غير موفرة لاحتياجات أبنائها سواء كانوا من محدودي الدخل والفقراء أو المرضى، وللأسف يحدث استغلال سيئ للمشاعر الإنسانية وإلحاح فى ابتزاز للمواطنين. الإعلانات زائدة بشكل غير مسبوق هذا العام؟ الإعلانات المعروضة، غير متفقة مع المعايير الدولية والمواثيق الإعلامية، فالعالم كله يتفق على أنه خلال الساعة تكون هناك 6 دقائق فقط إعلانات، وإذا تجاوزت جدًا من الممكن ان تصل ل10 دقائق، ولكن توجد قنوات حاليًا بها 40 دقيقة إعلان و20 دقيقة لعرض المادة البرامجية، أو المعروضة أيًا كانت، وهذا يعنى انتهاك كامل لحقوق المشاهد من قبل القنوات، والمواطن فى مصر ليس له اعتبار المهم إرضاء ملاك الفضائيات والمُعلنين حتى تحولت القنوات ل"سبوبة" تجارية غير مهنية. هل ما يحدث يعكس رغبة في الحصول على الأموال فقط بصرف النظر عن المحتوى الإعلامي؟ بالتأكيد، بل وعدم إدراك، لأن من يتولى أمور هذه القنوات التى يظهر بها الخلل قيادات فارغة من الخبرات المهنية والعلمية فى الإعلام، وفى إدارة الشاشات بشكل محدد، الإعلام السيئ يؤثر على المجتمع بأكمله فهو مهمة خطيرة تتعامل معها الحكومة المصرية باستهتار. ما رأيك بدور المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام ونقابة الإعلاميين في المحتوى المعروض؟ بشكل عام الهيئات الوطنية لا تعرف هدفها أو دورها حتى الآن، بعد مرور عام على تشكيلها، كل ينزع حق يحتسبه حقه من الآخر، وفى حالة نزاع مستمرة والخاسر فى النهاية هو الجمهور والكل يرى فى نفسه وزير إعلام، على الرغم من أن وزارة الإعلام تم إلغاؤها، وأيضًا نقابة الإعلاميين مطموسة الهوية حتى الآن.