ولد الحسن الثانى فى الرباط يوم 9 يوليو سنة 1929، ودخل الحياة السياسة بعد وفاة والده الملك محمد الخامس يوم 26 فبراير 1961، حيث تم تنصيبه ملكًا، درس القانون فى الرباط وحصل على الشهادة فيه فى مدينة بوردو الفرنسية. كان يقوم بعدة مهام وهو ولى للعهد ونفى مع والده محمد الخامس من طرف الاستعمار إلى كل من كورسيكا ومدغشقر، وهذا ما ألهب شرارة انتفاضة شعبية كبرى خاصة بعد تعيين الاستعمار ابن عرفة ملكًا على المغرب، والذى نجا من محاولة اغتيال من طرف أحد المقاومين المسمى علال بن عبد الله وسميت هذه الفترة "ثورة الشعب والملك"، وكان الحسن الثانى هو الذى يحرر المراسلات وترجمة الرسائل لوالده فى المنفى، ثم عاد محمد الخامس وولى عهده الحسن الثانى من المنفى إلى المغرب ليتم استقلال المغرب عام 1956. فى سنة 1961 تولى الحسن الثانى حكم المغرب بعد وفاة والده، وتعرض الحسن الثانى للعديد من محاولات الاغتيال فى ال38 سنة التى قضاها فى الحكم، وكانت محاولة "الصخيرات" سنة 1971 ومن بعدها محاولة "القنيطرة" سنة 1972 من أبرز ما واجهه الملك الحسن. فى عام 1971 وأثناء حفل الذكرى ال42 لميلاد الحسن الثانى ببلدة الصخيرات الواقعة قرب الرباط العاصمة، هاجم 1400 جندى الحفل مخلفين 100 ضحية من بينهم سفير بلجيكا فى المغرب، كما جرح أكثر من 200، ونجا الملك الحسن عندما اختفى فى أحد جوانب المكان، وقد سحقت قواته الموالية المتمردين فى الساعات نفسها التى تلت الهجوم، وبعد أقل من سنة من محاولة الصخيرات وعند رجوع الملك من زيارة لفرنسا، تعرضت طائرته لهجوم من أربع طائرات مقاتلة من نوع إف 5 فى محاولة اغتيال من تدبير انقلابى تزعمه محمد أوفقير وزير داخليته، ونفذه طيارو القوات الجوية المغربية، فهبطت طائرة الملك اضطراريًا بمطار الرباطسلا مما دفع المقاتلات إلى قصف المطار، ولم يتوقف القصف إلا بعد أن قام الملك بالإعلان عبر مساعديه أنه قد مات وأن محاولة اغتياله نجحت، وما أن توقف القصف حتى شملت الاعتقالات جميع الانقلابيين واعتقلوا بسجن تزمامارت على رأسهم محمد أوفقير، لاتهامه بالضلوع فى هذه المحاولة الانقلابية. عرفت فترة حكمه بسنوات الرصاص حيث قمع المعارضة وخرق حقوق الإنسان والعديد من الاغتيالات والمجازر خصوصًا خلال قمع انتفاضة الريف وحرب الصحراء ومجازر البيضاء وفاس. أهم حدث للحسن الثانى هو"المسيرة الخضراء" حيث طالب المغرب وبشدة فى بداية السبعينيات ضم الصحراء الغربية، التى كانت تحت السيطرة الإسبانية، وتوج الأمر بمسيرة تم خلالها ضم الصحراء، ضمت تلك المسيرة 350 ألف مغربى ومغربية اجتازوا حدود "الصحراء الغربية" يرفعون المصاحف الشريفة والأعلام المغربية، فى السنة نفسها انسحبت إسبانيا من الصحراء بعد تجزيئها حسب معاهدة مدريد إلى: ثلثين للمغرب (الساقية الحمراء) وثلث لموريتانيا (وادى الذهب) تفاديًا لحدوث نزاع بين الدولتين. توفى الحسن الثاني فى مثل هذا اليوم عام 1999، إثر نوبة قلبية لينتقل الحكم كما هو فى الدستور المغربى إلى الابن الأكبر سنًا وهو محمد السادس.