نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين ، أمام ما يقرب من 20 ألف من أنصار ومؤيدي الجماعة شاركوا في المؤتمر الانتخابي لمرشحي جماعة الإخوان والذي عقد في منطقة الإبراهيمية مساء أمس ، ما يثار حول وجود صفقة بين الجماعة والحزب الوطني الحاكم ، معتبرا أنه من المستحيل أن تعقد الجماعة صفقات مع حزب أفسد الحياة السياسية وأصابها بالجمود والركود وزاد من معاناة المواطن المصري وهمش دور مصر الإقليمي والدولي. وأشار حبيب إلي تنامي ثقافة الشك والريبة لدي قطاع كبير من النخبة السياسية خلال الأعوام الماضية وهذا هو الذي يدفع البعض للقول بوجود صفقة بين النظام والإخوان استناداً إلي الإفراج عن بعض قيادات الإخوان المعتقلون. وقال لو نظرنا إلي ما حدث من حراك سياسي خلال هذا العام سنجده أنه لم يحدث منذ 50 عاماًَ لدرجة أن الصحف انتقدت الرئيس وأسرته بصورة تخطت كل الخطوط الحمراء ، وهذا يفسر لماذا أصبحت الحكومة لا تفرض من القيود علي الإخوان كما كانت تفعل في الماضي. ورفض حبيب ما يتردد حول شرعية الجماعة ووصفها بالمحظورة ، معتبرا أن ذلك كلاما مردودا عليه لأنه لابد أن نفرق بين ما يسمي بالمشروعية القانونية والشرعية ، فالمشروعية القانونية هي الرخصة التي تعطيها بالدولة لجمعية أو حزب أما الشرعية التي يتميز بها الإخوان فهي شرعية تاريخية وسياسية واجتماعية مستمدة من دور الجماعة في حياة الأمة المصرية والإسلامية والعربية ، التضحيات التي قدمتها خلال العقود الماضية . وتعرض نائب المرشد العام للهجوم الشرس الذي تتعرض له الجماعة لتبنيها شعار " الإسلام هو الحل " " مؤكداً أن هذا الشعار مستمد من مرجعية الدولة وهي الشرعية الإسلامية والتي نص الدستور المصري في مادته الثانية بأن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ، ومبادئ الشرعية الإٍسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وأكد حبيب أن تبني الجماعة لشعار "الإسلام هو الحل" لا يعني أننا نرمي غيرنا بالكفر ، كما أنه ليس هناك نخبة علمانية يمكن أن تفرض نظرتها ورؤيتها علي هذا الشعب وترفض شعار الإسلام هو الحل. ثم أضاف مقارناً ومتسائلاً " هل يعني ما يسمي حزب الحكومة نفسه بالحزب الوطني الديمقراطي فهل هذا يعني أن كل من هو خارج هذا الحزب غير وطني وخائن؟ " . وعن مسألة تمويل الجماعة وما يتردد عن ذلك سواء في وسائل الإعلام أو في الحزب الوطني ، قال نائب المرشد العام كنا نتمنى كجماعة أن يكون لدينا المليارات كي ننفقها في سبيل الله ، نافيا أن تكون تكاليف الحملة الانتخابية لمرشح الجماعة الواحد 10 ملايين جنيه. وأضاف حبيب أن تمويل الجماعة تمويلاً ذاتياً من الداخل ومن تبرعات الأعضاء ، كما أن القوة البشرية الهالة للجماعة من الشباب والرجال الذين يعملون متطوعين تعوضنا عن الملايين بعكس الحزب الوطني الذي يدفع مقابل مادي لأي عامل يستأجره. ثم تعرض نائب المرشد العام لعلاقة الإخوان والقوى السياسية الموجودة علي الساحة ، فقال إننا مددنا أيدينا لكل القوى السياسية الراغبة في الإصلاح إيمانا منا بأن مسألة الإصلاح لن يقدر عليها أي فصيل وحده ، مؤكداً أن التواصل مع القوى السياسية يعتبر من الثوابت الأساسية لدي الجماعة واستراتيجية كبرى. وشهد المؤتمر كلمات لكل من النواب حسين محمد وحمدي حسن مرشحاً مينا البصل والمحمدي سيد أحمد مرشح الرمل ، ومصطفي محمد مصطفي مرشح دائرة المنتزه ، ومحمود عطية مرشح دائرة كرموز وتحدثوا فيها عن إنجازات خلال الدورة الماضية ، كما عددوا العديد من وقائع الفساد التي كشفوها وتصدوا لها. يذكر أن الجماعة تخوض انتخابات الإسكندرية ب 12 مرشحاً في معظم الدوائر ، ومن المنظر نجاح 10 منهم علي الأقل لو تمت الانتخابات نزيهة.