تباينت آراء الدبلوماسيين والمحللين السياسيين حول تلبية الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية دعوة أحمد نجاد رئيس الجمهورية الإيرانية لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز الذى سيعقد هناك. ففيما فضل البعض حضور لاسترداد دور مصر الغائب فى المنطقة، أكد فريق آخر أن حضور مرسى سيثير تحفظ دول الخليج ومن الأفضل عدم تلبية الدعوة فى هذه الظروف. وقال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، إن الأفضل للدكتور محمد مرسى أن يتريث جيدًا قبل أن يتخذ قرارًا حيال هذا الأمر، وإن قرر تلبية دعوة إيران فالأفضل أن يرسل وزير الخارجية أو أحد المستشارين ويرسل رسالة شكر لإيران على هذه اللافتة الجميلة والرغبة فى التعاون ولكن لا يذهب بنفسه. وأوضح أن تلبية الدعوة فرصة لا تفوت، ولكن دون مبالغة أو تسرع ولأنها ستثير بعض المشكلات فى نفس الوقت، فهناك حساسية عالمية تجاه إيران خلقتها أمريكا، والأفضل أن يحسن مرسى العلاقات الإيرانية المصرية على المستوى الدبلوماسى أولاً قبل أن يذهب إلى هناك، مؤكدًا أن الناس لن تفرق بين زيارة مرسى لمؤتمر دول عدم الانحياز وزيارته لإيران وهناك حالة تربص كبير لمرسى ولمصر فيجب التعامل بحذر. وأعرب الأشعل عن اعتقاده بأن زيارة مرسى لإيران ستؤثر فى العلاقات المصرية السعودية خاصة لدور إيران فى كل من سوريا والبحرين، لكنه أفاد أن الزيارة ستحقق مكاسب إن تم التعامل معها بشكل جيد ولم يذهب مرسى بنفسه، فالأوضاع الداخلية والخارجية ليست مناسبة لهذه الخطوة. من جانبه أيد السفير السابق أمين يسرى، تلبية محمد مرسى للدعوة بحضور مؤتمر دول عدم الانحياز، مؤكدًا أن مصر هى المؤسسة لحركة عدم الانحياز ولا يجوز أن تغيب عن المؤتمر فهى فرصة للقاء بين الرئيس المصرى والإيرانى لتبادل الخبرات والتجارب. وأكد أن هذا المؤتمر لا يعيق العلاقات بين مصر ودول الخليج العربى فدول الخليج لها تمثيل دبلوماسى فى طهران والدولة الوحيدة على مستوى العالم التى ليس لها سفارات فى إيران هى الولاياتالمتحدة. وأكد يسرى أن أمريكا ليس لها وصاية على مصر ودول الخليج العربى لن يحضروا المؤتمر لأنهم غير مشاركين فى حركة عدم الانحياز. واتفق معه فى الرأى الدكتور عبد المنعم السعيد المدير السابق لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، الذى أيد حضور الدكتور محمد مرسى للمؤتمر لأن مصر فى أمس الحاجة لها لكى تتواجد خارجيًا وتعطى لمصر فرصة أن تستمع لتجارب دول أخرى، فى إشارة إلى أن الوضع الجديد فى مصر يحتم عليها المشاركة الفعلية مع دول متقدمة . وأكد سعيد أن حضور مرسى للمؤتمر لا يؤثر فى العلاقات المصرية الأمريكية لأن مصر شريك فى هذه الحركة منذ عقود كما أن زيارة الدكتور مرسى ستكون للمؤتمر وليس لإيران فى حد ذاتها. أما الدكتورة هدى راغب أستاذة العلوم السياسية ففضلت عدم تلبية دعوة حضور المؤتمر فالدكتور محمد مرسى يحاول أن يكون تجمعًا سنيًا من ليبيا وتونس ودول الخليج وإيران تتبنى المشروع الشيعى وفى حالة زيارة مرسى لإيران ستثير العديد من علامات الاستفهام حول الزيارة وتعيق التجمع السنى. وأكدت راغب أن زيارة هيلارى كلينتون لمصر فى هذا التوقيت كان خاطئًا وأثار الاضطرابات فى مصر، وزيارة مرسى لإيران ستكون خطأً أكبر وستؤثر فى العلاقات مع أمريكا وإسرائيل لأن إيران على عداوة شديدة بأمريكا وإسرائيل.