للمرة الثالثة فى أقل من أسبوع تعلن بعض وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية أن الدكتور محمد مرسى الرئيس المصرى سوف يقوم بزيارة لإيران خلال الشهر الجارى ، بينما نشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية خبراً يفيد بأن الرئيس مرسى سوف يتجه لإيران فى أغسطس لتسليم رئاسة منظمة دول عدم الإنحياز إلى الرئيس الإيرانى احمدى نجاد ، الذى يأتى الدور على بلاده لرئاسة المنظمة .. ومع كل خبر ينشر عن زيارة الرئيس المصرى لإيران يكون هناك عامل مشترك فى الخبر ، وهو خروج الدكتور ياسر على القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية لينفى أنباء وأخبار زيارة مرسى لإيران جملة وتفصيلا ، لكن السؤال الذى يطرح نفسه : هل فعلا سيزور الرئيس إيران ؟! وإذا كانت هذه الأخبار كاذبه فماهى إستفادة إيران من نشرها بهذا التكثيف ؟ وأول زيارة خارجية للرئيس المصرى يجب أن تكون إلى أين؟.. بوابة الشباب حاولت الإجابة عن التساؤلات فى السطور القادمة ... فى البداية يحلل الباحث فى الشأن الإيرانى بمركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية محمد عباس الأخبار التى تبثها وكالة الأنباء الإيرانية ويقول .. ماتقوم به إيران الأن من نشر أخبار على لسان وكالة أنباءها عن زيارة الدكتور محمد مرسى لها هو يؤكد تلهف إيران لعودة العلاقات بين البلدين بشكل قوى أو على الأقل تحسين شكل العلاقات ، فإيران تقدر دور ومكانة مصر كثيرا وتعرف حجمها وتأثيرها فى المنطقة ، وأنه بعودة العلاقات بين مصر وإيران سيزيد من رصيد الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط باكمله هذا بالإضافة إلى أنه سيخصم من رصيد دول أخرى بالمنطقة مثل إسرائيل والنفوذ الأمريكى وربما السعودية، كما تحاول إيران القيام بعملية إحتواء للتطور السياسى فى مصر ، وتكون صور للرأى العام العربى والدولى أن التجربة الثورية فى مصر هى مستلهمة من الثورة الإيرانية ، ففى فبراير 2011 فى احد خطب المرشد العام للثورة الإيرانية قال أن الثورة المصرية مستهلمة ومستوحاة من مثيلتها الإيرانية ، وهذا مارفضته مصر على جميع مستوايتها الرسمية والحزبية والشعبية بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين وأكدوا جميعا وقتها أن الثورة المصرية نموذج منفرد مستلهم من قوة وإرادة الشعب المصرى فقط. يؤكد عباس على أنه من الصعب أن تكون أول زيارة للدكتور مرسى لإيران فهذا سيفتح عليه النار من شتى جبهات المعارضة ، وبالنسبة لتسليم منظمة عدم الإنحياز فهذا إجراء بروتوكولى بحت يمكن أن ينيب فيه الرئيس اى شخص، وحتى لو تم بالفعل ترتيب زيارة على المستوى الرئاسى لإيران ستكون زيارة ضمن سلسلة زيارات خارجية للرئيس ، وإذا اعيدت العلاقات بين البلدين ستكون مشروطه ، فعودة العلاقات مع إيران يمكن أن تكلفنا الكثيرمنها توتر العلاقات مع دول الخليج بالإضافة إلى الأبعاد الدينية والطائفية التى تراعيها وتضعها مصر فى حسابتها إذا عادت العلاقات بشكل كامل، وعن الأخبار التى تبثها وسائل الإعلام عن زيارة الدكتور مرسى لإيران يصفها عباس بأنها أخبار كاذبة وليس لها اى أساس من الصحة ، ويقول أن إيران لديها إعلام فاسد أيضا مثلنا ، يضخم من الأمور لخدمة سياسة أو هدف معين. وبالنسبة لاول زيارة خارجية للدكتور مرسى وما يمكن أن تعطيه من دلالات يقول السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية .. فى تقديرى أن أول زيارة خارجية لاى نظام جديد يكون لها 3 دوافع ، الأول هو أن يكون النظام يريد أن يعكس من هذه الزيارة أولوية معينه للدولة التى سيزورها، وأن تكون هذه الدول من ضمن الدول التى تريد مصر أن تدخل معها فى تحالفات مستقبليا، الدافع الثانى قد يكون النظام الجديد يريد أن يبدأ فترة رئاسته بتصديه وحل مشكلة معينة تواجها مصر فى الوقت الراهن ، مثل مشاكل المديوينة أو مشاكل العمالة المصرية فى الخارج أو السفر لدول حوض النيل لبحث وحل ازمة مصر من حصتها من مياه النيل، واخيرا أن تكون مصر تريد أن تستعيد دورها الريادى فى المنطقة فتقوم بزيارة لحل مشلكة بين بلدين أو لحل مشاكل داخلية فى هذه البلد مثل أن يقوم النظام الجديد لزيارة للسودان لبحث الأوضاع هناك ووضع حلول لمنع وقوع حرب أهلية. وعن أول زيارة للدرئيس يجب أن تكون للقطب المحرك للسياسة الدولية واشنطن، ولكن هذا ربما ضد رغبة بعض القوى السياسية فى مصر فيستبدل منها زيارة لإحدى الدول الأوروبية التى تجمعنا بها علاقات تاريخية وثقافية مثل بريطانيا ، فتكون هذه الزيارة بمثابة رساله للغرب وأمريكا أن مصر لن تقاطعهم بل هى حريصة على تقوية العلاقات بينها وبينهم ، والبديل العربى الوحيد الذى يمكن أن يقوم به الدكتور مرسى هى تكون أول زيارة عربية للرياض.