إمبراطورية توك شو "cbc"

كتيبة إعلام نظام مبارك تسيطر بإحكام على "التوك شو" وتمطر مصر يوميا بالأخبار والتقارير والأحداث الملفقة التى تظهرها فى صورة الدولة العاجزة أو الفاشلة.
والغريب أن القنوات التى أعادت بعث إعلام مبارك تأسست بعد الثورة وبرؤوس أموال هائلة، وبعضها يسعى إلى السيطرة على الصحافة الورقية عبر إطلاق صحف واستقطاب الصحفيين الذين خرجوا من عباءة أنس الفقى وجمال مبارك ليتولوا رئاسة تحريرها وأقسامها.
هل يجوز أن نكتفى بالتلميحات العابرة عن تلك الصحف والقنوات التى تحدث شرخاً فى الوطن بطرد مستمر للاستثمار وتدمير يبدأ مساء كل يوم للاقتصاد وللشعور الجمعى بالأمن والاطمئنان، والتفزيع والتخويف.
قناة cbc مثلا تقدم برامج التوك شو بواسطة كتيبة صحفية تنتمى عقلا وروحا وعاطفة إلى حسنى مبارك والنجل الوريث جمال ووالدته سوزان.
اثنان من عائلة واحدة يقدمان فيها أكبر برنامجى توك شو، الأول الصحفى المخضرم عماد الدين أديب الذى كان قريبا جدا من مبارك الأب وصاحب إمبراطورية إعلامية وفنية ضخمة لعبت بأوراق مهمة للغاية فى ذلك العصر، جعلته يترك برنامجه فى قناة غير مصرية يقدم فيها الضلع الثانى من العائلة وهو عمرو أديب برنامجه الذى يتباهى بأنه أقدم برنامج "توك شو" عربى ومصرى.
أما الضلع الثالث فهى زوجة الأخير "لميس الحديدى" التى اشتركت مع زوجها فى اسم البرنامج مع فوارق طفيفة، فهو يقدم "القاهرة اليوم" وهى ترد عليه فى نفس التوقيت ب"هنا العاصمة"، وكلاهما يتميزان بصوت عال يجعلك فى حاجة لأن تضع قطنا على أذنيك حتى لا تؤذيان، وكلاهما يتحدث فى أمور تشعر المشاهد بأنه يجب أن يهاجر من مصر لأنها موطن للرعب والخوف بعد سيطرة الإسلاميين على الحكم فيها.
يتبادل الاثنان اختيار ضيوفهما من نفس الفصيلة والتوجه، ويحملون نفس الرسائل الغاضبة من التغيير والتواقة للعودة إلى الماضى والتى تقوم على شهوة التشكيك.. ثم يأتى الضلع الأكبر والأستاذ ليقدم بصوته الهادئ "بهدووووء"، لكنه هدوء مصطنع، إذ يكرر السيناريو نفسه ويغلفه بحنكته وخبرته الطويلة.
ولم تكتف القناة بذلك الحيز الكبير الذى تسيطر به على الفضاء، فأصدرت صحيفة "الوطن" التى تقوم بالمهمة نفسها وسط الصحافة الورقية، مع إغراءات ومرتبات ضخمة استقطبت بها مجموعة من الصحفيين العاشقين للإثارة الذين يرتكبون أخطاء مهنية بالغة بدون اعتبار لأى ضوابط، بالتوازى مع سياسة القناة التى تنفق عليها.
بدأت "الوطن" علاقتها بالقراء بما وصفته بيوميات الرئيس السابق فى المركز الطبى العالمى قبل نقله إلى مستشفى سجن طره، وقد كتبت بطريقة تطعن فى مصداقيتها، كالتفاصيل التى تصل لنقل أحلام مبارك وكوابيسه وهمسه لنجليه.. وهذا لا يمكن أن تقع فيه صحيفة فى الغرب مهما وصلت درجة الإثارية فيها.. يرأس تحريرها مجدى الجلاد الذى يقدم برنامج توك شو فى القناة نفسها، ويساعده محمود مسلم الذى قدم برنامج "توك شو" فى قناة أخرى، ولا أعرف ما إذا كان ما يزال يقدمه أم انضم إلى إمبراطورية توك شو cbc..
ويقدم خيرى رمضان الكاتب ب"الوطن" برنامج توك شو فى القناة نفسها، وأيضا الناشط عمرو حمزاوى..
الكتيبة السابقة وقفت كلها وراء أحمد شفيق ودعمته إعلاميا ودعمت إشاعة فوزه بالأغلبية وبثت على نطاق واسع قصة مختلقة عن بطاقات تصويت صدرت من المطابع الأميرية لصالح مرسى.
arfagy@hotmail.com