صحفى يهودى نمساوى مجرى، مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة، ولد فى العاصمة المجرية بودابست عام 1860، وتوفى فى النمسا فى مثل هذا اليوم عام 1904م. تلقى تعليمًا يطابق روح التنوير الألمانى اليهودى السائد فى تلك الفترة، تعليمًا يغلب عليه فى صلبه الطابع الغربى المسيحى حتى سنة 1878، وفى نفس السنة انتقلت عائلته إلى فيينا مباشرة، التحق هيرتزل بكلية القانون حتى حصل على الدكتوراه سنة 1884، واشتغل بعدها فترة قصيرة فى محاكم فيينا وسالسبورج، ثم توجه إلى الأدب والتأليف بداية من سنة 1885 فنشر مجموعة من القصص الفلسفية، كما كتب عددًا من المسرحيات التى لم تلق نجاحًا كبيرًا. اشتغل هرتزل أيضًا بالصحافة حيث عمل فى باريس كمراسل للصحيفة النمساوية الأهم فى ذاك الحين "نوى فرى"، ووقتها بدأت تتشكل أفكار هرتزل الصهيونية، بعد أن عايش مسألة دريفوس وتابع أحداثها فى مراسلاته الصحفية فى فترة ازدادت فيها معاداة السامية. هرتزل، اليهودى المندمج، أصبح يفكر فى المشكلة اليهودية وفى ضرورة إيجاد حل غير الاندماج والانصهار فى مجتمعات أوروبا الشرقية والغربية، فالتيار المعادى للسامية ورغبة اليهود فى إثبات وجودهم كشعب يدعو إلى البحث عن بديل. الإجابة كانت فى الكتيب الذى انتهى من تأليفه عام 1895، والذى نشر عام 1896 تحت عنوان "دولة اليهود"، وإن لم يجد الكتيب صدى واسع فى البداية إلا أنه وضع فعلاً حجر الأساس لظهور الصهيونية السياسية وتأسيس الحركة الصهيونية بعد انعقاد المؤتمر الصهيونى الأول فى مدينة بازل السويسرية بين 29 و31 أغسطس سنة 1897، وانتخاب هرتزل رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية. بعد ذلك بدأ هرتزل عدة محادثات مع شخصيات عديدة من دول مختلفة، مثل القيصر الألمانى فيلهلم الثانى الذى التقى به سنة 1898 مرتين فى ألمانيا وفى القدس، وكذا السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى سنة 1901، بحثًا عن مؤيدين للمشروع الصهيونى، لكن جهوده فشلت وتركت المجال مفتوحًا لمواصلة العمل على تأسيس الدولة. رفض السلطان عبد الحميد الثانى رفضًا قاطعًا لمشروع هتلر، وقال عبارته المشهورة: لئن يقطع المبضع فى جسدى ولا اقتطع من أملاك الدولة العثمانية شبرًا واحدًا، ولما مات هيرتزل أكل مسيرته من بعده حاييم وايزمان. ترك هيرتزل تراثًا أدبيًا مكتوبًا، منه: "مسرحية الجيتو (حى اليهود) سنة 1894، الأرض القديمة الجديدة سنة 1902، كتاب (دولة اليهود) سنة 1896، حيث كان يعتبر أن انتقال اليهود من دولة إلى دولة ليس حلاً للمشكلة بل هذا يفاقم المشكلة وكان يطالب بقطعة أرض لتكون دولة لهم، وهو ما تحقق لهم بعد سنوات ليست طويلة.