الإعلام الإسرائيلي: نفق التهريب الجديد هدفه تهريب السلاح الإيراني عبر سيناء وبموافقة داعش تدمير النفق سيكون له عواقب استراتيجية وقد ينهي المصالحة المصرية مع حماس والسلاح لم يخطر ببال القاهرة جرأة حماس في حفر نفق تحت إسرائيل ويصل لشبه الجزيرة لا شك أن المصريين سيعيدون تقييم منظومة العلاقات مع الحركة مجددًا فيما بدا أنها محاولة لتوتير علاقاتها مع مصر وإنهاء التقارب الذي شهدته العلاقات بين الجانبين خلال الشهور الأخيرة، قادت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة تحريض ضد حركة "حماس"، عقب تدمير الجيش الإسرائيلي ليل السبت لنفق يقول إنه يستخدم في هجمات عبر حدود غزة مع إسرائيل ومصر حفرته الحركة التي تدير القطاع. وقال موقع "واللاه" الإخباري العبري، إن هدم النفق جاء عقب جولة قام بها مسئولون بارزون تابعون لجهاز المخابرات المصرية مع ضباط من "حماس" في منطقة الحدود في الأسبوع الماضي، في محاولة لفحص ومراقبة عمليات الحركة الفلسطينية لمنع التهريب ومكافحة الهجمات. وأضاف: تدمير النفق يشير إلى احتمالين؛ الأول هو أن هناك مخططات تحدث تحت أنف "حماس"، وفي أسوأ الأحوال تجرى هذه المخططات بعلمها ومبادرتها". وتابع: "قيادات حماس لديها كل الأسباب كي تقلق الآن؛ فقد تم الكشف عن نفق جديد يخترق الأراضي الإسرائيلية ليضاف إلى سلسلة الأنفاق التي دمرت في الفترة الأخيرة، ما يشهد على فقدان الحركة الفلسطينية وبشكل سريع نسبيًا للسلاح الاستراتيجي الأقوى في المعركة القادمة مع إسرائيل، صحيح تملك الحركة الصواريخ إلا أن الأنفاق الهجومية تعد هي رأس القدرات العسكرية لحماس". وأوضح أن "هذا الأمر من شأنه دفع حماس إلى اتباع أسلوب هجومي خلال الفترة القادمة؛ محاولة بذلك استغلال الأنفاق المخترقة للأراضي الإسرائيلية والتي لا زالت تعمل". واستكمل: "بعد تدمير النفق الجديد، تشعر حماس بالإحراج الشديد من القاهرة وقيادات المخابرات المصرية، ففي الأسبوع الماضي تجول مسئولون بارزون تابعين للمخابرات المصرية مع ضباط من حماس على الحدود بين سيناءوغزة، وذلك للوقوف عن قرب وفحص العمليات التي تقوم بها الحركة لمنع التهريب من وإلى القطاع، ووقف تسلل النشطاء من غزة إلى مصر". وأوضح أن "العلاقات بين نخبة حماس وبين القاهرة تحسنت بشكل ملحوظ في الشهور الأخيرة والسنوار وإسماعيل هنية تنظر لهما مصر كشركاء ذوي أهمية في الحلبة الفلسطينية وفي كل ما يتعلق بالمصالحة الداخلية". وذكر الموقع: "الآن اتضح أنه من تحت أنف المنظومة الأمنية المصرية، تسمح حماس بشق نفق يمكن أن يستخدم لتهريب نشطاء من القطاع لسيناء". وقال إن "النفق الجديد كان يعبر من تحت مثلث الحدود الغزاوية المصرية الإسرائيلية، في المكان الذي يعمل من خلاله معبر كرم أبو سالم، وعلى ما يبدو يتفرع من هذا النفق ممرات أخرى يمكن استخدامها لعمليات هجومية في الأراضي الإسرائيلية ويستغل كذلك لنقل أفراد للأراضي المصرية، وهذه ليس المرة الأولى ولا الأخيرة التي تقوم فيها حماس بأمر كهذا، فالأنفاق تعتبر أنبوب الأكسجين المركزي لاقتصاد غزة". ورأى أن "استهداف تل أبيب للسلاح الاستراتيجي الحمساوي، ألا وهو الأنفاق، يمكن أن يدفع الحركة الفلسطينية إلى التركيز الآن على استخدام وسائل أخرى مثل قوات الكوماندوز البحرية التابعة لها أو الطائرات بدون طيار ضد إسرائيل". من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان: "تدمير الأنفاق في كرم أبو سالم... حماس حاولت خداع المصريين"، إن "حماس خططت لخداع الجيش الإسرائيلي وذلك كي تعط الفرصة لطهران كي تنقل صواريخها إلى القطاع والقيام بعمليات ضد إسرائيل، لكن الدولة التي يجب عليها القلق هي مصر، فالأخيرة التي تدير مفاوضات مع الحركة الفلسطينية ستدرك أنها سقطت كضحية لاحتيال من قبل حماس والتي تتعاون على طول الطريق مع تنظيم داعش الإرهابي". وواصلت: "تدمير النفق المخترق أراضي إسرائيل ومصر سيكون له عواقب استراتيجية؛ فمن شانه أن يقطع مسيرة المصالحة بين القاهرة وحماس ما يدفع الأخيرة والجهاد الإسلامي إلى اتخاذ قرار بشن هجوم على إسرائيل والتصعيد قبل فقدان كل الأنفاق التي تم حفرها من أجل اختراق نشطائهم للأراضي الإسرائيلية". ومضت: "النفق الذي كان يمر تحت معبر كرم أبو سالم كان هدفه خداع كل من مصر وإسرائيل؛ حماس رأت أن الجيش الإسرائيلي لن يخطر بباله قيامها بالحفر تحت شريان الحياة الوحيد للقطاع -يقصد المعبر- وأن تخاطر الحركة الفلسطينية بحياة أهالي غزة، ويبدو أن الذراع العسكري للحركة كان له هدف من وراء هذا النفق، وهو القيام بعمليات تهريب وسائل قتالية استراتيجية، على ما يبدو صواريخ ثقيلة ودقيقة من إيران للقطاع عبر سيناء، والتي ستستخدمها حماس في المعركة المقبلة مع إسرائيل". واستدركت: "لكن هذا لم يكن الهدف الوحيد وراء حفر النفق؛ بل هناك هدف أخر وهو اختراق الأراضي الإسرائيلية والقيام بعمليات ضد المستوطنات المحيطة بغزة، أو تفجير الجزء الإسرائيلي من المعبر". وأشارت إلى أنه "الآن عرفت إسرائيل لماذا اتبع يحيى السنوار -رئيس حركة حماس بغزة- أسلوبًا معتدلاً في إدارة ملفات الحركة، كان يتبنى سياسة ضبط النفس ظاهريا بينما لم يكن هذا إلا ساترًا وغطاء لنواياه في تنفيذ عمليات مدمرة ودموية ضد إسرائيل، والالتفاف حول الوسائل التي تقوم بها القاهرة لقطع العلاقة بين حماس وداعش سيناء، والصلات بين الحركة الفلسطينية وتنظيمات إرهابية أخرى بالقطاع". واستكملت: "النفق الجديد يكشف للقاهرة أن حماس حاولت خداعها؛ فكما هو معروف على حدود القطاع مع سيناء هناك أكثر من ألف نفق تهريب تحت ما يعرف ب(محور فيلادلفيا)، والتي تستخدم لتهريب البضائع والسلاح والأفراد من القطاع لسيناء وبالعكس، عمليات التهريب تلك استغلها تنظيم داعش سيناء، ولهذا اتخذ المصريون عددًا من الإجراءات لقطع الصلة بين غزة وشبه الجزيرة". وأوضحت أنه "كان من بين هذه الإجراءات تدمير أنفاق وإغراقها بالمياه ومؤخرا حفر قناة عميقة، الأمر الذي أدى إلى انهيار جزء ملحوظ من هذه الأنفاق والتي حفرت على عمق غير كبير، لكن المصريون لم يخطر ببالهم أن حماس وتنظيمات فلسطينية أخرى سيتجرأن على حفر نفق تحت منطقة إسرائيلية والذي يصل أيضا إلى سيناء". وقالت: "لهذا السبب أدار رجال المخابرات المصرية مفاوضات المصالحة بين فتح وحماس؛ ومن أجل هذه المفاوضات كانت القاهرة مستعدة للتغاضي عن حقيقة أن الإخوان المسلمين وحماس هما الشئ نفسه، في وقت يرى فيه الرئيس المصري السيسي الإخوان كتهديد وجودي لكنه كان مستعدا للتصالح مع حماس كي يمنع الأخيرة من مساعدة تنظيم داعش، والذي يحارب الجيش المصري في شبه الجزيرة ويشن عمليات إرهابية هناك". وأشارت إلى أن "حماس تظاهرت برغبتها في المصالحة واستعدادها لتلبية المطالب المصرية، الحركة لم تحصل على مساعدات من دول عربية أو أوروبية وعلاقاتها مع إيران لا تثمر بالشكل المطلوب، علاوة على ذلك فإن قيادة حماس الجديدة في غزة تشاهد كيف تزداد المعاناة الاقتصادية والاجتماعية لمواطني غزة يوما بعد يوم، ولهذا فإن الحركة استجابت لكل مطالب القاهرة وقطعت ظاهريا علاقاتها مع داعش سيناء". وتابعت: "الآن اتضح للقاهرة أن حماس تحتال عليها وفي الوقت الذي تعطي فيه الحركة الفلسطينية المصريين وعودا، تقوم بشق ممر تحت أرضي يخترق سيناء ويصل حماس بداعش". وواصلت: "لقد قامت الحركة بهذه الخطوة كي تتمكن من الحصول على السلاح الاستراتيجي الإيراني المهرب عبر البحر الأحمروسيناء، لكن ولكي تحصل على هذا السلاح لابد من موافقة داعش، وهذا ما يفهمه المصريون جيدا، ويمكننا الافتراض أنه في أعقاب الكشف عن النفق الأخير، ستصل القاهرة إلى استنتاج بشأن حماس". وأوضحت أنه "لا شك أن حماس والجهاد الإسلامي فهموا الآن أنه بعد وقت قصير سيفقدون كل أنفاقهم تحت الأرضية، ولا شك أن المصريين سيعيدون تقييم منظومة العلاقات مع حماس مجددًا". وختمت: "هذه التطورات تزيد من الاحتمالات أن تقوم حماس والجهاد وهما أكبر تنظيمين إرهابيين في قطاع غزة، بتصعيد عسكري مع تل أبيب في القريب وذلك قبل أن يفقدوا قدرتهما على مفاجأة الإسرائيليين بعملية تخريبية استراتيجية جديدة". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين بعد استهداف النفق ردًا على انتقادات مشرعين يدعون إلى رد عسكري أكثر قوة "هناك من يقول إن الجيش الإسرائيلي يستهدف كثبانًا رملية- هذا غير صحيح". وحذر نتنياهو حماس من أن إسرائيل "سترد بقوة أكبر" إذا استمرت الهجمات الصاروخية. وقالت إسرائيل إن حماس باعتبارها القوة المهيمنة في غزة تتحمل المسؤولية عن أي هجوم من القطاع. لكن يوئاف جالنت عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل قال لراديو الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل "لا تتطلع لمواجهة مع حماس". ومع ذلك ذكر أن إسرائيل "لا يمكنها الالتزام بوضع يتضرر فيه الإسرائيليون من إطلاق النار".