تناولت صحيفتا يديعوت أحرونوت وجيروزاليم بوست الإسرائيليتان الانتقادات الحادة التى وجهتها الحكومة الإسرائيلية إلى مصر خلال اجتماعها اليوم الأحد بالقدس، لبحث وضع قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وهى انتقادات زعمت فيها الحكومة الإسرائيلية أن مصر فشلت فى تأمين وحماية حدودها بالشكل المطلوب، بسبب استمرار ظاهرة تهريب الأسلحة والصواريخ للمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة. صحيفة جيروزاليم بوست أكدت أن المجلس الوزارى برئاسة إيهود أولمرت أبدى غضبه واستياءه الشديد للجهود التى تبذلها القاهرة على حدودها لمنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة من خلال أنفاق التهريب، وهى الأسلحة التى تهرب إلى حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتستخدمها فى أعمال المقاومة مناهضة لإسرائيل، واعتبر يوفال ديسكن رئيس جهاز الأمن العام فى إسرائيل "الشاباك"، والذى شارك بالاجتماع الوزارى أن الجهود التى بذلتها مصر فى مؤخراً للحد من تهريب الأسلحة كانت "بطئية وغير مجدية.. ولا تحقق الأمن الكافى لإسرائيل لأن حماس تعيد حفر أنفاق تهريب الأسلحة بشكل سريع". كما أوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت أن آفى ديختر وزير الأمن الإسرائيلى هاجم أيضاً الأداء المصرى المبذول لتأمين حدود إسرائيل عن طريق منع أية محاولة لتهريب الأسلحة لقطاع غزة، ووصف جهود مصر بأنها غير كافية وضعيفة بشكل لا يحد من تهريب الأسلحة للمقاومة الفلسطينية، مع تأكيده على أن استمرار إطلاق حماس لصواريخها تجاه مدن إسرائيل يعنى تلقى الحركة لصواريخ وأسلحة مهربة عن طريق هذه الأنفاق. كشرت إسرائيل عن أنيابها لمصر وهاجمتها بحدة على الرغم من تبنى مصر لجهود التهدئة بين حماس وإسرائيل، ولمفاوضات تحرير الجندى الإسرائيلى المختطف لدى حماس مقابل أسرى فلسطينيين، هذا بجانب سعى مصر لتأمين الحدود مع إسرائيل منذ شهور طويلة، واتخاذ إجراءات جديدة لمنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، وهى الإجراءات التى تمثلت فى توفير خبراء أمريكيين ومعدات حديثة تساعد فى كشف وتدمير أنفاق التهريب بسهولة، بالإضافة إلى أن نجاح الأمن المصرى مؤخرا فى ضبط شحنات أسلحة كانت ستهرب إلى غزة عبر الحدود. وأبدت حكومة تل أبيب اليوم تجاوزات وقحة فى حق مصر ولم تراع أيضا قيام الأخيرة بغض النظر عن الأضرار التى خلفها الطيران الإسرائيلى أثناء قصفه لأنفاق التهريب الممتدة من منطقة محور فيلادليفيا بمصر وحتى رفح الفلسطينية، واتخاذ مصر قررا بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بنشر مئات الجنود على الحدود الإسرائيلية، وهو الأمر الذى جعل تل أبيب تطالب بنشر المزيد من الجنود المصريين لتوفير أعلى مستويات الأمن لحدودها ولمنع ظاهرة تهريب الأسلحة لغزة بشكل نهائى.
