فراج إسماعيل لم يتحدث أحد عن المليون جنيه التي سلمها الوزير ممدوح البلتاجي لرئيس النادي الأهلي عندما زار مقر النادي بالجزيرة للتهنئة بالحصول على كأس رابطة دوري الأبطال! هذا الوزير كان قد أصدر قرارا في فبراير الماضي بالغاء مكافآت وزارة الشباب للأندية، لأنها تستلم مكافآت ضخمة من الاتحادات التابعة لها في حالة فوزها بالبطولات، كما انها تطبق الاحتراف كاملا وهذا يعني أنها تصرف على اللعبة واللاعبين وتضمن الحصول على موارد تكافئ بها لاعبيها! لكنه مسح هذا القرار بالاستيكة وكأنه لم يكن، وحمل حقيبته وبها شيك بهذا المبلغ الكبير ليسلمه لاغنى ناد في الشرق الاوسط والذي يصرف على نشاط كرة القدم المليارات، ما بين شراء أفضل اللاعبين في مصر، والمكافآت الضخمة التي يمنحها لهم والتي لا يوجد لها نظير حتى في الاندية الخليجية الغنية مثل الاتحاد والهلال السعوديين والعين الاماراتي! أنا على يقين أن البلتاجي لم يكن ليفعل ذلك مع أي ناد مصري آخر ولو حصل على ستين بطولة، لكن الرجل وهو مغروس في الحزب الوطني الحاكم من رأسه وحتى أخمص قدميه، يطبق نفس نظريته، فهذا الحزب مزور وكذاب وهتاش، يسرق أصوات الشعب التي يمنحها لمرشحين مستقلين، فيسميهم بلا خجل أو حياء مرشحين مستقلين على مبادئ الحزب الوطني، ثم يضمهم اليه ليظهر للعالم انه حصل على الاغلبية في معركة الكرامة والتحدي على حد وصف خصم البلتاجي اللدود صفوت الشريف، ولا أدري أية معركة وأي تحد ذلك الذي يقصده أمير الريادة الاعلامية السابق! البلتاجي بدوره قرر أن يستغل الانتخابات البرلمانية ليقول على الملأ أنه لا يزال حيا يرزق، وأنه وزير يملك في يده أيضا رشاوى انتخابية لا تقل عن رشاوى وزراء المالية والبترول والاسكان والزراعة! أظن أن الرجل دار بخلده ذلك وهو يمسح قرارا أصدره من قبل، فأخذ المليون جنيه من عرق دافعي الضرائب المصريين، واعتبرها هدية من الحزب الوطني للأهلي المتخمة خزائنه بالاموال والتي تعد هذه المكافأة بالنسبة له شوية فكة! يفعل ذلك في وقت يفكر فيه رئيس الحكومة أحمد نظيف ليل نهار في الغاء الدعم على سلع الغلابة، ويتحفنا بأفكاره عن ترشيد الدعم، من باب خداع الناس ولف قرارات تجويع الشعب في ورق سيلوفان! هل يعرف البلتاجي أن مراكز الشباب في القرى والنجوع تعشش فيها الغربان والوطاويط لأنها خاوية على عروشها، تعاني من الاهمال لعدم وصول الدعم المالي اليها، وأن المليون جنيه هذه كانت من الممكن ان تسد جزءا مما تحتاجه! أيهما أولى بهذه الأموال.. ناد يطبق النظم الاحترافية كاملة، ويكسب من كرة القدم المليارات مثلما يصرف عليها، أم مراكز معدمة فقيرة تتبع لوزارة الشباب مباشرة وتعتبر من رعاياها ومن مسئولياتها الأولى؟! ماذا سيفعل الأهلي بشوية الفكة التي أعطاها له الوزير المبجل.. أغلب الظن ان عدلي القيعي سيأخذها ليشتري بها لاعبا في ناد فقير لا يجد ما يصرفه على نشاطه الرياضي، أو سيشتري بها عدة لاعبين من الناشئين من عينة الحلواني الذي باعه له نائب رئيس الاسماعيلي محمد عبدالعظيم بعشرين ألف جنيه! البلتاجي فعل ما فعله بدم بارد لأنه يدرك أن أحدا لن ينتقده.. فالأهلي ناد له جماهيريته العريضه، ويسبح بحمده كل النقاد الرياضيين، وتفرد له الصحف والقنوات الفضائية المساحات الضخمة للحديث عن أرقامه القياسية التي لم تصل إليها فرق في حجم ريال مدريد! إن كثيرا من العاملين المقيدين على بند المكافأة في مراكز الشباب بمدن وقرى ونجوع الصعيد تم طردهم بسبب العجز المالي، والذي لم يحاول البلتاجي منذ توليه وزارة الشباب ايجاد حل له! يخطئ البلتاجي إذا وضع في حساباته أن النادي الأهلي هو كل مصر وأنه فوق الجميع، وأن الشعب المصري سينسى أخطاء النظام والأوجاع التي يعانيها بمزيد من أهداف بركات وابو تريكة والنحاس ومتعب، وأنه سيعطي خده الأيمن والأيسر ليكون ملطشة لمن يتعاقبون على حكمه وظلمه وقهره، بشراء المزيد من اللاعبين الذين يضعون الأهلي أمام منصة البطولات! [email protected]