تجمعت أعداد كبيرة من الأقباط أمام مقار اللجان فى حشود دعت لها الكنيسة المصرية لانتخاب المرشح الرئاسى أحمد شفيق، فيما رصد عدد من رجال الأعمال سيارات خاصة لنقل أنصار شفيق للجان. ولوحظ حضور مكثف للرهبان والقساوسة بزيهم المميز للوقوف فى طوابير الانتخابات والتصويت لشفيق، فضلاً عن حشد كبير للراهبات لنفس الغرض، وانتشر هذا المشهد فى دوائر شبرا وروض الفرج وشبرا الخيمة وإمبابة . وتعجب عبد المنعم إسماعيل أحد أهالى شبرا الخيمة من هذا الحشد ضد المرشح محمد مرسى، وقال ل "المصريون" إنه لأول مرة يرى الرهبان والقساوسة والراهبات يخرجون فى جماعات للمشاركة فى أى انتخابات سابقة. وأضاف: "هل هذا خوفًا من مرشح الثورة، أم خوفًا على أنفسهم، وأوهام الدولة الدينية غير الموجودة إلا فى خيالاتهم". كما توجهت أعداد كبيرة من أعضاء الحزب الوطنى المنحل للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الإعادة، وتراجعوا عن موقفهم السابق بمقاطعة الانتخابات، مبررين ذلك بأنهم لم يكونوا يتوقعون أن يستمر الفريق شفيق فى انتخاب جولة الإعادة. وقام كبار رجال الأعمال باختيار مندوبين لهم بالقرى وتجهيز السيارات لنقل الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالح المرشح أحمد شفيق وتوزيع العصائر عليهم. وبدا لافتا حرص كبار السن على التواجد باللجان الانتخابية رافعين شعار "لا للمقاطعة"، واصطفوا فى الطوابير بصحبة أبنائهم وأحفادهم. وشهدت لجان الدائرة الأولى الساحل وروض الفرج والمظلات إقبالا كبيرا من قبل الناخبين، حيث تصدر المشهد العشرات من كبار السن منذ الصباح الباكر بينما لوحظ بشكل كبير انخفاض أعداد الشباب من أمام اللجان الانتخابية. على الجانب الآخر واصل أعضاء حركة "أمسك فلول" الوقوف بالقرب من عدة مدارس ولجان انتخابية بمنطقة إمبابة حاملين لافتات عليها صور "خالد سعيد" مطالبين المواطنين بعدم انتخاب من وصفوهم بالفلول فى إشارة إلى المرشح أحمد شفيق . وعلى الرغم من قيام عدد من الناخبين باستدعاء أحد ضباط الجيش المكلفين بتأمين اللجان الانتخابية بالمنطقة لإبعاد أعضاء الحركة عن المقار الانتخابية، حيث اطلع على اللافتات التى يحملونها وطلب منهم قطع جملة "أم الشهيد بتقول ما تنتخبش الفلول", إلا أنهم استمروا فى وقفتهم أمام اللجان عن بعد. وشهدت لجان الاقتراع بمحافظة دمياط، فى اليوم الأول لانتخابات الرئاسة بجولة الإعادة إقبالا متوسطا، فى المدن ومكثفا فى القرى والمراكز، وقد فتحت جميع اللجان أبوابها، ولم يتم تسجيل أى لجنة مغلقة. ورصدت جمعيات المجتمع المدنى، تأخر بعض اللجان فى مباشرة العملية الانتخابية بسبب عدم حضور الموظفين فى الوقت المناسب، أو تأخر المناديب، ومن بين هذه اللجان، مدرسة الغباشى، والشيخ الخضرى، ومدرسة النصر، وابن خلدون، ومدرسة العلايلى بمدينة دمياط. كما لم تتح الفرصة لمندوبى لجان المجتمع المدنى المراقبة للانتخابات بالوقت الكافى لمتابعة العملية الانتخابية، حيث لا يسمح لمندوب الجمعيات إلا بالتواجد ربع ساعة داخل اللجنة وقد تقدم بعض مندوبى الجمعيات بشكاوى إلى اللجنة العليا للانتخابات بسبب التضييق على عملهم بعكس ما حدث فى الجولة الأولي. وقد أعلنت مديرية أمن دمياط، حالة الطوارئ بمختلف مدن وقرى المحافظة، حيث انتشرت قوات الجيش بمختلف أنحاء المحافظة وأمام المقار الانتخابية، وعقد مدير أمن دمياط اللواء طارق حماد، اجتماعا مشتركا بين القيادات الأمنية بالمحافظة والقيادات العسكرية، لوضع خطة لتأمين اللجان الانتخابية تجنبًا لحدوث أى أعمال عنف أمام وداخل اللجان. بينما تواجدت قوات احتياطية للتدخل فى نهاية ساعات الإدلاء بالأصوات تحسبا لوجود اشتباكات وصراعات بين أنصار المرشحين شفيق ومرسى. " عيش، حرية، عدالة اجتماعية " بهذه الكلمات بدأت الحاجة فاطمة موسى، حديثها مطالبة الرئيس القادم بتحقيق هذه المطالب، وتوفير حياة كريمة للمصريين، فيما طالب الحاج عبدالعاطى بأن يصلح الرئيس القادم حال البلاد وينظر للفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم وتحسين الوضع الصحى للشعب المصرى، فيما طالب السيد نشأت، البالغ من العمر 70 عاماً من الرئيس القادم بتوفير فرص عمل للشباب والعمل على إصلاح حال البلاد وأن يتقى الله فى الشعب المصرى . كما طالب فايز رشدى من الرئيس القادم أن يعمل لصالح البلد وأن يوفر الحياة الكريمة لكل مواطن مصرى . فيما أكد الدكتور حازم فاروق منصور، عضو مجلس الشعب الأسبق، أن ما حدث من انقلاب على مجلس الشعب هو عامل محفز لجميع المصريين بأن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع بصورة كبيرة لكى يعيدوا ثورتهم ويحافظوا عليها ويعملوا على كل أهداف الثورة، وتوقع أن تشهد اللجان عددا كبيرا من الناخبين . ويقول أحمد قناوى محمد موظف سابق فى وزارة الإعلام ويبلغ من العمر 75 عاما إنه أتى لكى يصوت فى هذه الانتخابات التى يرى أنها مصيرية فى تاريخ مصر وأنه لابد أن يؤدى واجبه والمطلوب منه فى هذا الوقت حيث إن مشاركته فى العملية الانتخابية يقف ضد أى محاولات للتزوير. وأشار إلى أنه فضل أن يشارك بالرغم من الشمس الحارقة وبالرغم من عجزه عن المشى وذلك حتى يضمن مستقبل أفضل لأحفاده وحتى لا يظل يشاهد فقط ما يحدث لينقد أو يمدح فقط، واعتبر أن الإعلام أفسد عقول الشعب ولا يجب أن نصدق كل ما يروج له من شائعات ولكن لا بد أن نشارك بأنفسنا. فى نفس السياق قال شعبان محمود موظف بالمعاش، إنه جاء لينتخب بالرغم من أنه كان لا يستطيع الخروج من المنزل ولكن هذه الفرصة هى فرصة تاريخية لتغيير واقع مصر ولا بد من مشاركة الجميع لبناء مستقبل مصر والتخلص من الفساد الذى كان متغلغلا فى كل أنحاء مصر. فى حين أكد القاضى المسئول عن لجنة الشهيد فريد سرحان، فى حلوان أن أعداد الناخبين حتى الظهيرة مطمئنة وتعدت بمراحل المشاركة فى الجولة الأولى من الانتخابات، مشيرًا إلى أن الظاهرة الأبرز فى جولة الإعادة حتى الآن هى ظاهرة تواجد كبار السن بكثافة، مضيفًا أن عملية التصويت تمر بسهولة حتى الآن والناخبين متعاونون مع موظفى اللجنة.