أعلنت السفارة الأمريكيةبالقاهرة، أمس، عن مساعدات اقتصادية لمصر بقيمة 100 مليون دولار. ووفقا للسفارة، وقعت كل من مصر والولاياتالمتحدة هذا الأسبوع اتفاقات جديدة وتعديلات للمساعدات الثنائية بقيمة تفوق 100 مليون دولار. وغاية هذه المساعدة دعم الإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها الحكومة المصرية وخطة التنمية المستدامة 2030، والنمو الاقتصادي بقيادة القطاع الخاص والسعي لتوفير فرص العمل. واعتبرت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، شيري كارلين،"أن هذه الاتفاقيات تعكس شراكتنا القوية والدائمة وتأثير جهودنا المشتركة في صالح شعب مصر". وقالت كارلين: "نعمل جنبا إلى جنب مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي على تعزيز ركائز الاستقرار والازدهار في مصر". تأتي المساعدات بعد مرور أكثر من شهر، على تعليق الولاياتالمتحدة جزء من المعونة السنوية لمصر بلغت نحو 290 مليون دولار, بسبب أوضاع حقوق الإنسان فى مصر, إلا تقارير إعلامية أمريكية قالت إن الباعث الرئيسى هو علاقة القاهرة ببيونج يانج. وقال السفير عبد الله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون", إن "مصر لم تعد تفهم سياسيات واشنطن تجاه القاهرة, فتارة تجمد مساعدات بدعوى حقوق الإنسان، وأخرى تعلن مساعدتها ووقوفها بجانبها لمساعدة الاقتصاد المصري". وأضاف ل"المصريون": "الولاياتالمتحدة لا تستطيع المغامرة بحليف استراتيجى كمصر تعلم مكانتها فى الشرق الأوسط, كما أنها تخشى من تقاربها الشرقي", موضحًا أن "هناك حالة من الارتباك داخل الإدارة الأمريكية الحالية منذ وصول ترامب للبيت الأبيض". وتابع متحدثًا عن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة: "لن يتحالف معك أحد إلا وأنت قوي, أو تكون خادمًا لمصالحها كما تفعل إسرائيل مع الولاياتالمتحدة, لكن الأخيرة تخشى أن تتحالف مصر مع إيران وتركيا ضد إسرائيل, لذلك لا تريد أن تغامر بعلاقتها مع مصر". وقال سعيد الاوندي, الخبير في العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام", إن "تصريحات ترامب تجاه مصر شيء, والقرارات الدبلوماسية والعسكرية شيء آخر, فدائمًا ما نسمع عن تصريحات للرئيس الأمريكى داعمة لمصر, لكننا نفاجأ بقرارات دبلوماسية وعسكرية وغيرها على النقيض من كلامه, ما يؤكد أنه لا يأخذ القرارات بمفردة". وأضاف ل"المصريون": "أن الولاياتالمتحدة ليس لديها حليف أو صديق فى الشرق الأوسط سوى إسرائيل, ربما تتحدث عن أن مصر حليفتها لكن هذا غير صحيح, وعلى مصر أن لا تعلق آمالها على واشنطن أو موسكو أو بكين وغيرها من الدول, وعليها عمل علاقات جيدة مع كل دول العالم, بما يتماشى مع رعاية مصالحها وتقدمها وتطلعها نحو مستقبل أجدي". يشار إلى أنه فى ال21 من الشهر الجاري, التقى الرئيس السيسى نظيره الأمريكي، خلال زيارته لواشنطن على هامش أعمال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد ترامب وقتها، أن بلاده ستعيد النظر فى قرار تجميد جزء من المعونة السنوية المصرية.