أصابت موافقة البرلمان اليوم, على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية, بين مصر والمملكة السعودية المعروفة إعلاميًا ب "تيران وصنافير", المواطنين المصريين, بحالة من الصدمة والغليان, بعد مطالبة على عبد العال رئيس البرلمان بتسليم الجزيرتين إلى المملكة. وخلق القرار، مخاوف لدى العديد من المواطنين, حول مصير مثلث "حلايب وشلاتين"، من أن تلقى نفس المصير الذى لاقته "تيران وصنافير", وذلك فى ظل مطالبات الخرطوم وتصريحاتها بأحقيتها فى حلايب وشلاتين, وهو الأمر الذى طالبت به الرياض من قبل وتحققت مطالبها بموافقة الحكومة المصرية والبرلمان. مراقبون أكدوا وبدون شك, أن السودان لم تتوقف, عن التأكيد على أن المثلث الحدودى الذى يضم "حلايب وشلاتين" أرض سودانية، ويفتح الباب أمام الخرطوم بالمطالبة مجدداً بأحقيته فى المثلث الحدودي, بعد ما آلت إليه جزيرتى "تيران وصنافير". فيما يرى مراقبون آخرون, أن قرار البرلمان اليوم يصب فى مصلحة مصر, بشأن الجدل القائم بين القاهرةوالخرطوم, على خلفية أزمة مثلث "حلايب وشلاتين" الحدودي, فى الوقت الذى ربما يعود فيه توتر العلاقات المصرية السودانية مرة أخري, بعد هدوء نسبى شهدته علاقات البلدين خلال الأسابيع الماضية . السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أكد أن قرار البرلمان يؤكد مصرية "حلايب وشلاتين"، والحكومة السودانية هى التى تتولى إعادة ترسيم الحدود المصرية السودانية, وتنهى الجدل بشأن القضية فى أسرع وقت, وأن يكون السودان الراعى الرئيسى لهذه المشكلة, كما فعلت مصر مع السعودية تجاه الجزيرتين. وأشار بيومى ل"المصريون"، إلى أن النظام السودانى، يدرك تمامًا مصرية "حلايب وشلاتين" لكن الأزمة الداخلية التى يعيشها السودان مع شعبه الشقيق تجعل الحكومة السودانية تدعى إنهما تابعتين لها كنوع من النفاق السياسى للشعب السودانى، بهدف خلق تهدئة نسبية بين الغاضبين فى الخرطوم والنظام الحاكم هناك. وتابع: "السودان فقد نصف أرضة بعد انفصال الجنوب, وربما سيفقد منطقة دارفور التى تشهد احتجاجات كبيرة حالياً ضد نظام البشير, مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية السودانية ستشهد تأزماً خلال الأيام القادمة, إذا تطرقت السودان لفتح الملف الحدودى من جديد". وقال أحمد دراج, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, إن الأمور باتت فى أشد خطورتها, ولا يستبعد بيع أية قطعة من الأراضى المصرية, بعد تنازل النظام اليوم للسعودية حسب زعمه مؤكدًا أن ما حدث اليوم سيجعل السودان لن يهدأ بالمحافل الدولية فى المطالبة بمثلث "حلايب وشلاتين". وأشار دراج فى تصريح ل"المصريون"، إلى أن هناك دولاً كثيرة تكن لمصر الكراهية, ستقوم بتمويل السودان للتصعيد ضد مصر فى ادعائها أن المثلث الحدودى تابع لها, موضحًا أنها البداية الحقيقة لمخطط التقسيم وتقزيم الدولة وخلق دويلات صغيرة تكون موالية للنظام الأمريكى وإسرائيل, ترعى مصالحهما فى الشرق الأوسط.