بعد أسبوعين من اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا" استطاع القراصنة اختراق "ايميل" سفير الإمارات في واشنطن والسيطرة على عشرات الوثائق التي أعلنت صحيفة أمريكية أنها ستنشرها "السبت" 3 يونيه. صباح السبت اخترق الهاكرز أيضا والذين نسبوا أنفسهم لجماعة بحرينية معارضة محظورة، حساب وزير الخارجية البحريني على تويتر. إنها الحرب المكشوفة التي تخوضها جيوش الكترونية لتفكيك الخليج والقضاء على "مجلس التعاون" كصيغة عربية وحدوية وحيدة نجحت حتى الآن منذ نشأة الدول العربية الحديثة. وقود هذه الحرب، إعلاميون ينسبون لدول خليجية للأسف الشديد، يصفون أنفسهم ليبراليين، وهم ليسوا كذلك بالفعل. مجرد "عباية" تسترهم لا أقل ولا أكثر. تفصلهم عن الليبرالية مسافات هائلة. اقصائيون إلى أقصى درجة، لا يحتملون رأيا مخالفا أو معارضا. اتهاماتهم جاهزة ضد الذين لا يتفقون معهم. يحتضنهم مال يقدم لهم باسراف شديد نظير حملاتهم لتفكيك الخليج التي نتابعها على حساباتهم في تويتر. نبقى في حرب التسريبات الخليجية عبر الاختراقات والتي تسببت قبل أسبوعين في تفكيك المنظومة الأخلاقية السياسية التي عرفناها عن هذه المنطقة بعد بث المخترقين تصريحات مفبركة لأمير قطر نفتها فورا وأعلنت تعرض الوكالة القطرية للاختراق وسيطرة القراصنة لبعض الوقت. لكن الوقود المتمثل في بعض الإعلاميين الخليجيين لم يتركوا الفرصة تمر وانتهزوها لأقصى درجة عن طريق قناتين إخباريتين ذائعتي الصيت. لم تنته أزمة قطر الخليجية التي تنذر ببريكست مدو من منظومة دول التعاون، حتى جاءت أزمة ايميل سفير الإمارات، وأعتقد أن أزمتها ستكون أكثر حدة. فضيحة بجلاجل كما يقال في الحارات الشعبية، أو على عينك يا تاجر كما يقولها بعض الساسة عندما تفلت الأمور من زمامها. مجموعة قراصنة باسم "جلوبال ليك" أعلنوا أنهم حصلوا على وثائق سرية خطيرة جدا من إيميل السفير يوسف العتيبة. دائما السفارات في واشنطن هي أهم السفارات في العالم، وايميلات سفرائها مثل مغارة علي بابا.. ذهب وياقوت وألماس مما يبحث عنه المخترقون. بالفعل أكد ناشطون إنها قد تكلف الإمارات مئات المليارات من الدولارات مقابل عدم نشرها. الموضوع لا ينتهي عند القراصنة، فقد أعلنت صحيفة ديلي بيست الأمريكية أن الوثائق وصلتها وتنوي نشرها، وأن الأي بي الخاص بالمخترق يعود إلى مكان ما في روسيا. حسب ناشطون في السوشيال ميديا، من بين الوثائق مراسلات مع وزير الدفاع الأمريكي السابق الذي شارك قبل أيام في ندوة ناقشت دور قطر في دعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وأن عدد الوثائق 55 وثيقة تهدد مستقبل الإمارات إذا ما أقدمت صحيفة ديلي بيست على نشرها في وقت لاحق يوم السبت كما جاء في موقعها الالكتروني. جهات إماراتية غير رسمية نفت حدوث قرصنة للايميل المؤمن الذي يستخدمه السفير، وإنما لأيميل شخصي قديم غير مستخدم. أيا كانت الحقيقة فنحن إزاء ما حذرنا منه في مقالاتنا الأخيرة. المؤامرة ليست ضد دولة خليجية بعينها ولكن ضد اتحاد خليجي ناجع ونظم حكم مستقرة، وخزائن من الأموال تتجه أنظار الطامعين والطامحين إليها. موقع صحيفة "ديلي بيست" نقل عن القراصنة أن المستندات تم تصويرها بكاميرا رقمية من حساب السفير الإماراتي ووصلت إلى يد مجموعة "لوبيات ضغط" في واشنطن، بما اعتبره فضيحة دولية. وأوضح الموقع أن المستندات تشمل شيكات وتعاقدات مع لوبيات ضغط وصحف لتشويه حلفاء مهمين لواشنطن في مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش خصوصا، وهو ما أدى إلى خلخلة وتقويض التحركات الأمريكية والدولية ضد الإرهاب. وتعود أولى الوثائق لعام 2014. أملنا كبير في حكماء الخليج لامتصاص أثار هذه الحرب ومنع ما يمكن أن نسميه بريكست خليجي أو "جليكست" على غرار البريكست البريطاني من الاتحاد الأوروبي. المنطقة مستودع للثروات التي حباها بها الله لأجيالها الحالية والقادمة ولا يجب تبديدها في حروب سياسية الكترونية لا تبقي ولا تذر. [email protected]