اعتبر الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض ، والذي يتهم الحكومة بالتدخل لإسقاطه في انتخابات البرلمان بدائرة باب الشعرية أمام مرشح الوطني ، أن صدور حكم بإدانته وسجنه في قضية التوكيلات المزورة بات قريبا ، مشيرا إلى أنه بدأ بالفعل بحزم حقيبته. وتبدأ اليوم مرافعات الدفاع في القضية المتهم فيها ايمن نور مع ستة آخرين بتزوير توكيلات مؤسسي حزب الغد وهي قضية يؤكد نور أنها سياسية في الدرجة الأولى. وأكد نور ، الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية خلف الرئيس مبارك بأكثر من نصف مليون صوت ، أن النظام فعل " كل شيء من اجل سحق وإدانة الشخص الوحيد الذي كان في وسعه الوقوف في وجه الأب والابن" في إشارة إلى الرئيس المصري حسني مبارك ونجله جمال الذي سيخلفه على الأرجح . وخسر حزب الغد كل ممثليه في مجلس الشعب بعدما كان يحتل فيه سبعة مقاعد ، الأمر الذي وصفه نور بأنه "اغتيال سياسي" مؤكدا أن "قرارا اتخذ على أعلى مستوى بإبعادنا من البرلمان". وأوضح نور أن تلفزيون الدولة أعلن هزيمتي قبل ثلاثين دقيقة من انتهاء عمليات الفرز" في دائرة باب الشعرية. وأضاف نور "سآخذ حقيبتي معي إلى المحكمة وقد أعدتها زوجتي بالفعل ولم تنس علب السجائر فهي العملة الوحيدة القابلة للتداول في السجن". ومضى قائلا " يمكن أن اسجن في أي لحظة وقد تطول المدة سنة أو أكثر إلى أن يتم الفصل في الاستئناف". من ناحية أخرى ، شن رئيس حزب الغد هجوما قاسيا على جماعة الإخوان المسلمين والفوز الكبير الذي حققه مرشحوها في الانتخابات البرلمانية إذ حصلوا على 76 مقعدا حتى الآن ، قائلا "سنرى (في البرلمان) مجموعة غير مستنيرة حبيسة إيديولوجيتها وذات خبرة سياسية محدودة" معتبرا أن شعبيتهم ناتجة من سوء فهم. واقر نور بأن حملة الإخوان الانتخابية كانت فاعلة للغاية ولكنه يعتقد أن شعارهم "الإسلام هو الحل" يعكس خواء برنامجهم السياسي وعدم قدرتهم على قيادة البلاد. وأضاف " أود أن اعرف ماذا سيفعلون حيال مشكلات الموازنة العامة للدولة وماذا سيفعلون بزوجتي التي لا ترتدي الحجاب". واعتبر نور أن الولاياتالمتحدة تخلت عنه وأتهمها بأنها نكثت بوعودها بدعم الديموقراطية في المنطقة. ورغم أن الدكتور أيمن نور نشط بعد الإفراج عنه في حملة انتخابات الرئاسة المصرية الصيف الماضي وبدا المنافس الأقوى في مواجهة الرئيس مبارك ، لكنه بريقه السياسي والإعلامي لم يدم طويلا إذ انقسم حزبه بعد ذلك وفقد مقعده في البرلمان خلال الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية . وتعليقا على هذه التصريحات ، أبدى الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ، في تصريحات خاصة ل " المصريون " ، استغرابه من أن تكون هذه التصريحات قد صدرت عن نور بالفعل ، مؤكدا أنه لم يطلع عليها ، وإنها إن كانت قد صدرت عنه فإنه تحتاج إلى مراجعة . واعتبر العريان أن الإخوان المسلمين ، كجماعة لها ثقلها وحصلت على هذا العدد من المقاعد في البرلمان لا يمكن لأحد أن يتهمها بهذه الأوصاف ، فالجماعة لها حضور شعبي ولديها برنامج قوي وواضح ومبادرة للإصلاح .