50 أسرة نازحة: ادبحنا زي الفراخ.. التهجير أفضل من حرقنا حي.. ومفيش حكومة بتسأل فينا "قتل وحرق وخراب لبيوتنا".. هكذا بدأت الأسر القبطية النازحة من شمال سيناء "العريش" إلى محافظة الإسماعيلية حديثهم، تاركين بيوتهم وأشغالهم وجميع ما يمتلكون، خوفَا من بطش الجماعات المشددة، خاصة بعد البيان الأخير والفيديو التى نشره تنظيم داعش، يتوعدهم فيه بالاستهداف، متسائلين عن الجرم الذي ارتكبوا بولادتهم على الديانة المسيحية، ليكونوا مضطهدين بسببها. "المصريون" على لسان الأقباط المهجّرين روت حكايات وروايات الموت التي عاشها الأقباط والتي تطورت حتى وصلت إلى التهجير الاضطرارى والإجبارى للأسر القبطية المتواجدة بمدينة العريش على مرأى ومسمع من الجميع، بعد قتل أكثر من 7 مسيحيين فى أقل من أسبوعين، كان أخرهم رجل يدعى "سعد حكيم حنا"، 65 عامًا، بطلق ناري بالرأس، بينما لقى نجله مدحت 45 عامًا، حرقًه حيا، حيث أصبحوا بين خيارين لا ثالث لهم وهم فقد حياتهما وضياع مستقبلهما وترك ما يمتلكون أو الهروب من المدينة، خاصة بعد نشر تنظيم الولاية "داعش" فيديو تهديد باستهداف وتوعد الأقباط، بكل مكان فى مصر خاصة العريش، ولذا اضطرت بعض الأسر إلى هجرة المدينة عقب هذه الأحداث.
الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية استقبلت أكثر من 50 أسرة، هاربين من تهديدات الدواعش بقتلهم، حاملين شنط ملابسهم فقط، تاركين كل ما يملكون بالعريش، مفترشين ساحة الكنيسة، فى حالة يرثى لها، وسط دموعهم التى تملأ أعينهم، نظرًا لما لقوه من خوف ورعب فى الفترة الأخيرة، واصفين الوضع بالكارثى، لا يتحمل أى قرار سوى الهروب الفورى من المدينة. إحدى القبطيات المهجرات تدعي نبيلة موظفة بإحدى المصالح الحكومية، أكدت ل"المصريون" أننا تركنا بيوتنا واشغلنا وهربنا من الموت، بيقتلوا فينا زى الفراخ، ومحدش سائل فينا، خرجت مع زوجى وابنى فى الصف السادس الإبتدائى وابنى وزوجته وابنائه وباقى أبنائى سافروا الى القاهرة، الهروب أحسن من الحرق أحياء. وأضافت سيدة أخرى -رفضت ذكر اسمها- قائلة، كل ذنبنا أننا اتولدنا مسيحيين، أصبحنا مهددين بالحرق، مشيرًا إلى أن الجماعات المتشددة كانت تطرق أبواب المنازل بالأسلحة وتقتل الرجال أمام أعين زوجاتهم وأبنائهم وينهبون ما يلاقونه أمامهم من أموال وأجهزة ثمينة . كما أشار أحد المهجرين إلى أن صاحب عمله أخبره منذ يومين بأخذ إجازة، حتى تهدأ الأمور وتستقر، خوفًا من قتله أثناء عمله. من جانبها أكدت مصادر بالكنيسة، أن هناك تراخى واضح من مسئولى المحافظة فى التعامل مع النازحين، وأن المساكن التي توافرت لبعض الأسر فى مدينة المستقبل، كان عن طريق الكنيسة وبعض منظمات المجتمع المدنى، مشيرين إلى موافقة وزير الشباب والرياضة بعد اتصالات أجراها بعض النشطاء معه ،بفتح بيوت نزل الشباب لاستقبال بعض الأسر . كما أصدرت جامعة قناة السويس، بيانًا رحبت فيه بإلحاق الطلاب الدارسين بجامعة العريش والنازحين من المدينة، بالالتحاق بالجامعة، حرصًا منها علي مستقبلهم.