قررت نيابة شمال الجيزة الكلية، برئاسة المستشار بدر مروان، إحالة أمين شرطة وزوجته للمحاكمة أمام الجنايات، لاتهامهما بقتل صاحب محل أدوات كهربائية عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وتقطيع جثته إلى أشلاء بمنطقة إمبابة، بالإضافة إلي جرائم التزوير والسرقة. ترجع بداية الواقعة كما ترويها التحقيقات إلي عام ونصف مضى، بعدما تراكمت ديون المتهم "وائل. م" أمين شرطة، لدي مالك الشقة التي يقيم بها بين "إيجار" مستحق، وسلف نقدية، خصوصًا أنه وقع علي نفسه عدة إيصالات أمانة بالمبالغ التي يدين بها؛ سول له تفكيره الشيطاني بمساعدة زوجته التخلص من صاحب الشقة، ليجني من ذلك عدة فوائد، أولها أنه لن يدفع الديون المستحقة عليه، وثانيها أنه سيحتفظ بالشقة التي يهدده صاحبها بإخراجه منها، حسبما أوردت بوابة "الأهرام" الالكترونية. خطط أمين الشرطة لجريمته، وضعت زوجته "ح. س" لمستها علي الخطة لتبدو محكمة من كافة جوانبها، بدأت أول خطواتها بمهاتفة "أ. ع" صاحب محل أجهزة كهربائية ومالك الشقة، يخبره أنه يريد أن يستضيفه في شقته ليدفع الديون المستحقة عليه، وأكد علي مالك الشقة أن يحضر إيصالات الأمانة، رد عليه صاحب الشقة بأنه سيأتي من فوره، لكنه حاليًا في سكنه مع زوجته الأولي بروض الفرج، والإيصالات المطلوبة عند زوجته الثانية بمنطقة إمبابة، سيحضرها ويتوجه نحوه مباشرة. شاءت الأقدار والظروف أن يترك صاحب محل الأجهزة الكهربائية عدة خيوط تقود إلي قاتله بعد مقتله، فخلال توجهه لمنطقة إمبابة ليحضر إيصالات الأمانة، التقي صدفة شقيقته، وأخبرها بما حدث، تركها وواصل طريقه وفي منزله الثاني، لملم الأوراق المطلوبة بسرعة وأخبر زوجته بوجهته أيضًا، وعلي الفور تحرك في اتجاه قدره. تلخصت الخطة الشيطانية بين أمين الشرطة وزوجته، والتي راجعا تفاصيلها بدقة، أن تستقبل الزوجة ضيفهما وتدعي أن زوجها غير موجود وسيصل في القريب العاجل، ومن ثم تراوده عن نفسه حتي إذا ما أصبحا في وضع مخل يدخل الزوج ويقتل مالك الشقة وتبدو الجريمة كأنها دفاع مشروع عن الشرف، ويهرب القاتل من العقاب، وبالفعل وصل صاحب الشقة يحمل الأوراق المطلوبة، وفوجئ بزوجة أمين الشرطة تستقبله وهي ترتدي "قميص نوم"، وفور دخوله المنزل حاولت نسج خيوطها حول فريستها، عن طريق إغراء مالك الشقة لإقامة علاقة معها، بعدها بقليل دخل أمين الشرطة طبقًا للخطة وأخرج سلاحه الميري وأطلق 3 رصاصات علي المجني عليه ليفارق الحياة علي الفور. لم ينته الشيطان وخليلته من جريمتهما بقتل صاحب الشقة، فقد أحضرا عقد إيجار مفتوح "مزور" لمدة 95 عامًا، بقيمة شهرية 1000 جنيه، ووضعا عليه بصمة المجني عليه دون أدني مقاومته من "جثته"، بعدها بدءا في الفصل الأخير من جريمتهما بالتخلص من الجثة، فحملها المتهم إلي الحمام، وأحضر منشار كهربائي من أحد جيرانه يدعي "حربى. ع"، وقطع الجثة إلي أجزاء صغيرة، وتركها حتي تخرج منها الدماء ويسهل نقلها، ومن ثم وضعها داخل أكياس سوداء. انتهي المتهم من وضع الجثة في عدة أكياس وأضاف عليها كمية من المعطر حتي يتخلص من رائحتها، واتفق مع سائق توكتوك أن يساعده في التخلص من كمية من اللحوم الفاسدة الموجودة عنده في الشقة "جزء من الجثة"، لكن بعدها بقليل تساءل سائق التوكتوك عن الرائحة الكريهة الممزوجة بالمعطر، فأخبره أمين الشرطة أنها لحوم فاسدة، وبعدها بقليل وخلال سيرهما فوجئا بكمين أمني، فطلب المتهم من السائق التوقف، وألقي أجزاء الجثة في أماكن متفرقة علي الطريق. رجع أمين الشرطة إلي شقته وقرر نقل سيارة المجني عليه بعيدًا عن المنزل، حتي لا تثير الشبهات، حاول استخدام المفتاح لكنه فوجئ بأنه مكسور، فاتصل بأحد أصدقائه واستخرج مفتاحًا بديلاً وحرك السيارة بالفعل، وتابع التخلص من الجثة فأحضر عاملاً للنظافة وطلب منه نقل عدة أكياس لكلب نافق عنده في البيت، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تسبب نقل الجزء الأخير من الجثة في تساقط الدماء علي سلم العقار، لتثير تساؤل السكان في اليوم التالي. أثار تغيب صاحب محل الأجهزة الكهربائية تساؤل أهله، فأخبروا الشرطة وتوجهت زوجته الثانية لتسأل أمين الشرطة عنه فأكد لها أنه لم يره مؤخرًا فقد حضر من مدة لأخذ الايجار وانصرف. مرت 4 أشهر علي الجريمة، وفي مصادفة جديدة رتب لها القدر بعناية فائقة، ذهبت زوجة المجني علية الثانية لزيارة أحد أصدقائها في العقار الذى شهد مقتل زوجها، وتحدثت معه عن واقعة اختفاء زوجها، وعند حديثه لها بأنه سيتوجه لأمين الشرطة الذي يقطن معهما في ذات العقار، فأخبرتها بأن سكان العقار عثروا منذ مدة علي آثار دماء علي سلم العقار، أثار التوقيت شكوكها فبحثت في الأمر إلي أن وصلت لسائق التوك توك الذى استعان به أمين الشرطة لنقل أشلاء الجثة، فأكد أنه نقل بعض اللحوم الفاسدة خاصة بأمين الشرطة، فتوجهت الزوجة علي الفور إلي قسم شرطة إمبابة وأخبرتهم بالتفاصيل. وبالفحص والتحري تبين ارتكاب أمين الشرطة وزوجته الجريمة، وألقي القبض عليهما، بعدما شهد الجيران وسائق التوكتوك، وبمواجهة الزوجة أقرت بارتكابهما الواقعة، وروت التفاصيل كاملة، وأنها فرت هاربة وتركت لزوجها التخلص من الجثة، وأحيلت القضية للنيابة للتحقيق. واستمعت النيابة برئاسة المستشار بدر مروان، لشهادات الشهود ومن بينها "صاحب المنشار الكهربائي"، الذي أكد أن أمين الشرطة استعار منه المنشار، وأعاده له بعدها وتنبعث منه رائحة كريهة، وأمرت النيابة بإرسال المنشار للأدلة الجنائية، وبفحصه عثر بداخله على كمية من المخلفات البشرية، وبمضاهاتها تبين أنها تخص المجني عليه. واستعلمت النيابة عن المكالمات الصادرة والواردة لهاتف المجني عليه، وتبين ورود مكالمتين من أمين الشرطة للمجني عليه قبيل توقيت اختفائه، وبعد ورود كافة التقارير الفنية، واستلام التحريات النهائية حول الواقعة، التي أكدت ارتكاب أمين الشرطة جريمة القتل بمساعدة زوجته، أمرت النيابة بإحالتهما للمحاكمة أمام الجنايات.