كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أوعز مؤخراً ببناء 68 وحدة في مستوطنة "عوفرا" شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية. وذكر الموقع الإلكتروني للصحيفة أن نتنياهو أمر بذلك، الأربعاء الماضي، لتعويض مستوطني بؤرة "عامونا" العشوائية وسط الضفة والتي سيتم إخلاؤها بقرار من المحكمة العليا قبل 8 فبراير المقبل. ووفق الموقع، يهدف رئيس الوزراء من وراء هذا، إلى التوصل لاتفاق مع سكان مستوطنة "عامونا" لإخلائها بشكل سلمي. وكان من المقرر أن تُهدم هذه المستوطنة، قبل حلول 25 ديسمبر الماضي، بموجب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل)، صدر قبل عامين، لكنها أجلت قرار الإخلاء حتى الشهر المقبل، بطلب من الحكومة. وفي وقت سابق اليوم، ذكرت "هآرتس" أن مستوطني "عامونا" أقاموا بؤرة استيطانية جديدة، حتى يقيموا فيها بعد إخلاء مستوطنتهم المقامة حاليا على أراض فلسطينية خاصة. وحسب الصحيفة، تم إنشاء البؤرة الجديدة قرب مستوطنة "جيلو" بتوصية من مجلس المستوطنات بالضفة الغربية وبموافقة الجيش الإسرائيلي. وأشارت إلى أنه تم إنشاء ثلاث بؤر أخرى قرب مستوطنتي "عوفرا" و"عامونا" ذاتها ضمن اتفاق مع الحكومة كخطة بديلة لعملية الإخلاء، رغم معارضة محكمة العدل العليا لتلك الخطة. وعادة لا تعلن الحكومة الإسرائيلية عن قراراتها الاستيطانية. ويقيم في "عمونا" ما بين 200 إلى 300 مستوطن، وهي حسب المجتمع الدولي والقانون الإسرائيلي "غير شرعية". ويعتبر المجتمع الدولي والأمم المتحدة جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين "غير شرعية". وفي 23 ديسمبر الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي، قراراً يدعو إسرائيل إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. لكن القرار لم يردع الحكومة الإسرائيلية التي أعلنت خلال الأسبوع الجاري، عن مشروعين جديدين للاستيطان، الأول صدر الأحد ويقضي ببناء 566 وحدة استيطانية بالقدس، والثاني صدر الثلاثاء ويمنح تصاريح ببناء 2500 وحدة بالضفة الغربية. ويعد الاستيطان من أكثر ما يعرقل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ أبريل 2014.