منذ إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين على إثر بيان 3 يوليو من عام 2013 وإعلان خارطة الطريق، حظي النظام بتأييد قبطي واسع وحشد منقطع النظير، ظهر جليًا في عدة مواقع منها مليونية التفويض للرئيس عبدالفتاح السيسي آنذاك، والحشد الانتخابي. وخرج الآلاف من الأقباط لدعم الفريق السيسي آنذاك، قبل الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي ليخلصهم من حكم جماعة الإخوان المسلمين، حتى وصل الأمر إلى قول القس "مكاري يونان": "إن السيسي تم إرساله من السماء". ويمثل الأقباط 10%من إجمالي عدد سكان مصر، الذي يزيد على 90مليون نسمة، بحسب بعض الإحصائيات. ولكن سرعان ما تعكر الصفو بين الطرفين خلال العام الحالي؛ فبعد تعرض الأقباط لبعض الحوادث الذين اتهموا الأمن والنظام في التخاذل فيها، منها استهدفت أشخاصًا وممتلكات وكنائس، كخلافات حول بناء الكنائس قبل إقرار قانون بناء الكنائس الموحد، ختامًا بانفجار داخل الكنيسة البطرسية خلال شهر ديسمبر الجاري، أودت بحياة 27 قبطيًا. كل هذه الحوادث أدت إلى انتهاء فترة الود، وتحولت لغضب عارم، مدعين عدم وفاء الرئيس بالوعود التي قطعها على نفسه. "المصريون" ترصد أبرز الأحداث التي تعرض لها الأقباط خلال عام 2016.. والبداية.. في 20 مايو 2016، شهدت قرية الكرم بالمنيا، خروج مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، يحملون أسلحة متنوعة، تعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حطموا محتوياتها وأضرموا النار في بعضها، بحسب رواية الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، الذي أكد تجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها، هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، مما أدى إلى حالة من الغضب الشديد في صوف الأقباط. وبعد شهر من حادث قرية الكرم بالمنيا.. شهدت كرم اللوفي التابعة لمركز سمالوط بشمال المنيا، اشتباكات بين الأقباط والمسلمين؛ بسبب تردد شائعات تفيد بتحويل منزل إلى كنيسة، ما أسفر عن الاعتداء على بعض من منازل الأقباط، وتعرضها للحرق على يد متشددين،بحسب رواية الأنبا داوود، وكيل مطرانية بسمالوط. ووصل الأمر إلى تعذيب القبطي مجدي مكين في قسم شرطة الأميرية حتى الموت في نوفمبر الماضي؛ حيث أكد تقرير الطب الشرعي أنه تعرض لتعذيب أدى إلى صدمة عصبية في الوصلات العصبية بالنخاع الشوكي، ما أحدث صدمة للجهاز العصبي بالنخاع الشوكي، كما أوضح التقرير حدوث جلطات بالرئتين وصدمات عصبية؛ نتيجة الكدمات الرضية بالوجه؛ نتيجة الاعتداء بالضرب، والتي أدت إلى توقف عضلة القلب، وبالتالي حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية، بينما ينفي الضابط وأمناء الشرطة الاعتداء على مكين وزملائه. ولم يمر يومان على حادث مقتل مجدي مكين، وذبح شاب قبطي داخل صيدليته بمنطقة النزهة، مما أثار فزع أهالي المنطقة، وأخطروا الشرطة، وانتقل ضباط البحث الجنائي بقيادة اللواء أحمد الألفي إلى موقع الجريمة. وتبين من المعاينة الأولى للجثة إصابة القتيل "مينا نجيب" بعدة جروح قطعية، ونقلت جثته إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بالتشريح لمعرفة سبب الوفاة، وتبين أن الجثة بها طعنات نافذة وسرقة 15 ألف جنيه وهاتفي محمول. وسر مقتل الصيدلي مينا نجيب، مازال غائبًا، البعض روج إلى أنها جريمة طائفية، خاصة أن طريقة الذبح يستخدمها المتشددون، وآخرون رجحوا أن الغرض من القتل هو السرقة باعتبار أن القتلة سرقوا مبلغًا ماليًا وهاتف الضحية. الصيادلة لهم رأي آخر، والذين أكدوا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الصيدلي مينا نجيب، راح لدفاعه عن الواجب المهني؛ حيث رفض صرف أدوية مخدرة لبعض المدمنين، وهو ما دفعهم لقتله. واكتمل يأس الأقباط قبل انتهاء عام 2016، حيث وقوع العملية الإرهابية التي استهدفت الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية بالعباسية في ديسمبر الحالي، وأدت إلى إصابة حوالي 51 شخصًا معظمهم من السيدات والأطفال، و27 حالة وفاة، بينهم جثتان عبارة عن أشلاء مجهولة الهوية.