الصمت المخزي والخنوع الذي يظلل الساحة السياسية (العربية والإسلامية، بل والعالمية) في مواجهة الأحداث المصيرية التي تمر بها الأمة (وآخرها مأساة حلب) وصل إلى حد يجعل الإنسان الذي لديه ولو ذرة من الإحساس يتمنى لو أن أمه لم تلده ليعيش في هذا الزمن الرديء. فقد تحالف كل شياطين الأرض من روس وأمريكان وأوربيين مع شيعة إيران والعراق وسوريا لتقسيم الدول الإسلامية (بادئين بالدول العربية).. ووصل الإجرام إلى الإبادة الكاملة لمدن كانت عامرة بالحضارة والازدهار. كل هذا والحكام العرب خاضعون مستسلمون.. بل ومتعاونون مع الأعداء أحيانا، ولسان حالهم يقول (نحن ننتظر قرار سيدنا الأمريكي)!!. أمريكا التي استخدمت حق النقض لمنع إدانة العدو الصهيوني عشرات المرات, غير عابئة لا بالأصدقاء (المعتدلين) ولا بالأعداء (الإرهابيين)، والتي تدعم العدو في جميع المجالات علنا.. والتي تقول للجميع وعلى الملأ (طز في العرب)!. هذه (الأمريكا) تؤكد أنها صهيونية وأنها سعيدة بالإبادة الجماعية والسلب والنهب والهدم والتجريف الذي يجري على قدم وساق في عدد من الدول العربية.. فماذا ننتظر منها؟؛ ألا تعلمون أيها الحكام العرب أن الدب الروسي لم يكن ليجرؤ على التدخل في سوريا لولا الضوء الأخضر الأمريكي.. ألا تعلمون أيها الغافلون أن هدفهما واحد وهو تقسيم وتفتيت بلادكم؟!. ومما يؤكد ذلك؛ الصمت المخزي لهيئة الأممالمتحدة (التي يسيطرون عليها).. والتي لم تكن لتصمت لو أن الضحايا غير عرب أو غير مسلمين. أيضا فإن الحلف الصهيوأمريكي يصر على اختراق بلادنا وإيقاع الفتنة بين الطوائف والأديان المختلفة؛ مثل تفجير الكنائس والمساجد تسهيلا لمخطط التقسيم.. ورغم وضوح هذه الخطط فإن حكام الدول العربية يصرون على البقاء تحت الاحتلال الأمريكي الصهيوني!. تبا لكم.. مالكم؟ كيف تحكمون؟!. فماذا ينتظر العرب من هذه القوة الباغية التي تنكل بهم علنا والتي سبق أن أحرجتهم أمام العالم كله ولطمتهم جميعا بحق «النقض» اللعين لعشرات المرات?!.. وما جدوى عضوية الدول العربية في هيئة الأممالمتحدة التي لم تنصف العرب يوما، بل إن قراراتها دائما ما تكون ضد الطرف العربي تقسيما وحصارا وحروبا؟!. هل تظنون أيها البؤساء أن كثرة البكاء على أعتاب البيت الأسود ربما تحنن قلب رئيسه عليكم وتغير من موقف بلاده الذي لا يُخفي مخطط التقسيم?!.. هل تعتقدون أيها المساكين أن الشعب الأمريكي المشغول بشذوذه وسكره وعبادة الدولار سوف يأسف لمقتل الأبرياء ويدفع حكومته إلى العطف عليكم والضغط على موسكو وطهران لكي يُشفقان عليكم?!.. هل هو عشم إبليس في الجنة, أم أنها السذاجة والعبط, أم هو الوهن والاستسلام؟!!. ماذا يفعل العرب بعد أن أحرجهم الصديق (بل الصفيق) الأمريكي وتركهم يُذبحون كالخراف؟!، في الماضي كنا ننتقد ونقول: (إن حكوماتنا لا تملك إلا الأعمال المسرحية لتخدع الشعوب المقهورة، وحتى لا نلومهم على الصمت فلن يجدوا غير عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية... وليتهم لا يجتمعوا، فالمؤتمرات والاجتماعات العربية والإسلامية الطارئة أصبحت عبئا علينا, يسعد بها العدو ويأسف لها الصديق؛ لأنها تؤكد المرة تلو الأخرى أننا بلا وزن، وأن أحدا في العالم لا ينتظر من ورائنا أي خير أو شر.. ففي كل كارثة يجتمع وزراء خارجية الدول العربية، وأحيانا وزراء خارجية الدول الإسلامية.. وهم يعلمون جيدا أن اجتماعاتهم لن تقدم أو تؤخر).. وليت هذه الاجتماعات- رغم تفاهتها- ليتها استمرت!؛ فقد وصلنا الآن إلى حالة عجيبة من البلادة والغيبوبة ومات العرب تماما، وأصيبت كل حكوماتهم بالشلل وكأنهم لا يرون ما يحدث، كما نجح إعلامهم التابع الموجه الكذوب في تخدير الشعوب أيضا.. فخرس الجميع، وخرس العالم الحر بالتالي لأن أحدا لن يكون عربيا أكثر من العرب!. وليت المأساة اقتصرت على هذا التخاذل.. ولكنها وصلت إلى حد التسابق إلى إرضاء الحلف الأمريكي الصهيوني والاستجابة لتدخله السافر في حياتنا وسياساتنا وثقافتنا، والحقيقة أن خططهم لقتل الصحوة الإسلامية ووقف المد الإسلامي قديمة, ولكنها قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت تنفذ بالتدريج حتى لا تنقلب الأمور ضد مؤامراتهم.. وهذه الخطط كانت تتمثل في الضغط على الحكومات لضرب الإسلاميين والتدخل في المناهج الدراسية والخطط الإعلامية لحذف كل ما هو إسلامي وكل ما يبعث على الفخار في تاريخنا وحضارتنا, وتأميم المساجد والحد من زيادتها, والحد من طباعة المصاحف وتوزيعها مجانا، والقضاء على أية مقاومة لخططهم أو حتى لعملائهم.. ثم تطور الأمر إلى الإلزام (دوليا) من خلال الأممالمتحدة مثل إرغامنا على تنفيذ مقررات مؤتمري السكان والمرأة.. وهكذا حتى جاءت اللوثة التي أصابت العم سام بعد هجوم 11 سبتمبر على رموزه التي كان يفاخر بها فأخذ يتعجل تنفيذ مؤامراته دون تدرج ودون لف أو دوران.. وكان الواجب أن تقف حكوماتنا التي ابتلينا بها في وجهه وتقول: لا, هذا مستحيل, ولكن للأسف فقد تطوع أغلبهم لضرب كل من يعارض الهيمنة الأمريكية الصهيونية, وكل من يرون فيه عدوا محتملا لهم, وتسابق آخرون في تقليص حصص التربية الإسلامية, وفي عرقلة بناء المساجد ووقف الإنفاق عليها.. وبدأنا نسمع عما يسمي تطوير الإسلام ليتوافق مع العصر!, ورضينا بوصف مقاومة الاحتلال في فلسطين والعراق وكشمير والشيشان وسوريا وغيرها بالإرهاب.. بل وصل الأمر إلى السكوت على منع العدو الصهيوني للأذان بالمسجد الأقصى, والشلل التام أمام هذه الأحداث الجسام!. لو أن قطة أو دجاجة تعرضت لما يتعرض له المسلمون اليوم لثارت وشهرت أظافرها.. فهل نحن أقل من الحيوانات والطيور؟!!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.