على الدول العربية غلق السفارات وإلغاء التطبيع مع الكيان الصهيونى إسرائيل تتفاخر بأن القادة العرب تحكمهم شراكة استراتيجية معها ليس منطقيًا أن يخضع 350 مليون عربى ل6 ملايين يهودي صهيوني المادة الرابعة بكامب ديفيد انحازت للأمن القومي الإسرائيلي على حساب المصري على العرب عدم الاعتراف بإسرائيل وإعلان بطلان وجدها يشن الكيان الصهيونى سلسلة اعتداءات تعد الأعنف على الأراضى المقدسة فقد دخلت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، وداسوا السجاد بأقدامهم وصولا إلى منبر صلاح، مقتحمين باحات الحرم القدسي الشريف. وأسفرت الاعتداءات عن 17 جريحًا حتى الآن، من مجموعة المرابطين التي تحمي المسجد من الاعتداءات الصهيونية، بالإضافة إلى نشوب حريق متعمد شب عند باب الجنائز خلال عملية الاقتحام، كل ذلك وسط صمت عربي من جانب الرؤساء والقادة إزاء ما يفعله الاحتلال. الأمر الذي وصفه محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، بالمخزي والعار من جانب العرب، وفتح عليهم سلسة من الانتقادت لتقصيرهم في ملف القضية الفلسطينية.. وإليكم نص الحوار. 3 أيام يتعرض خلالها المسجد الأقصى لسلة ممنهجة من الانتهاكات الصهيونية.. كيف رأيتها؟ ما يشهده المسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية، لم تحدث منذ حريقه في 21 أغسطس 1969. ما سبب الاعتداءات؟ المواطنون في فلسطين، نجحوا خلال الفترة الماضية في المقاومة داخل المسجد الأقصى بأسلوب جديد يدعى "المرابطة"، وهو النضال وحماية المسجد من الاعتداءات الصهوينة عن طريق وضع نبطشيات وورديات تضم الشيوخ والأطفال والنساء، يقومون بالتبديل فيما بينهم ليلًا ونهارًا لضمان تواجدهم داخل المسجد طوال اليوم لصد أي اعتداء، الأمر الذي أقلق الجانب الصهويني وأخرج قانون باعتبار تلك الجماعة إرهابية وغير شرعية، وشنوا سلسلة جديدة من الاعتداءات عليهم وتستهدف المسجد أيضًا من أجل ترسيخ استراتيجية جديدة للاحتلال وهي التقسيم الزمني للمسجد عن طريق حظر الدخول إليه من الساعة السابعة وحتى الحادية عشر. ماذا عن العرب وموقفهم إزاء الانتهاكات؟ لو كانت الأمة العربية عربية، والحكام العرب عرب، ما حدث ذلك أو استمر لثلاثة أيام، فالحكام بين يديهم أوراق ضغط عديدة لوقف تلك الاعتداءات ومنها تجميد المبادرات وغلق السفارات وإلغاء التطبيع. لماذا لا تحدث كل تلك الإجراءات المضادة من الجانب العربي؟ حالة الصمت العربي بلغت ذروتها في تلك الواقعة، بل إن إسرائيل صارت تتفاخر بأن القادة العرب تحكمهم شراكة استراتيجية معها لمواجهة المقاومة الفلسطينية، التى يصفونها بالإرهابية. ولو حدث ذلك في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي ثار عليه الشعب المصري، لوجدنا حالة استنفار وخروج آلاف المتظاهرين إلى الساحات ومسجد الأزهر للاعتراض والضغط على الحكومات والإدارة المصرية لقطع العلاقات الإسرائيلية من أجل نصرة فلسطين، لكن الآن نجد العشرات فقط أمام نقابة الصحفيين لدعم القضية الفلسطينية. وفي ظل الثورة المصرية، نجح الشباب في محاصرة السفارة الإسرائيلية وإغلاقها عندما قتل الصهاينة جنود مصريين في 2011، واليوم إسرائيل تدرك أنه لا يوجد طرف عربي واحد يتجرأ للاعتراض على ما تفعله. ما نقاط القوة التي يجب التركيز عليها لمناهضة الكيان الصهيوني؟ بداية، من غير المنطقي أن يعيش حوالى 350 مليون عربى في حالة من الرعب والخوف والخضوع أمام 6 ملايين يهودي صهيوني، كيف يحدث ذلك لأمة تعرف حقيقة الأرض التي تعيش عليها، بالنسبة لكيان مغتصب لا يتعدى تاريخه "أول امبارح". هل يوجد بين المسؤولين المصريين من هو قادر على مواجهة أمريكا؟ ليس هناك وزن لأي قيادة في النظام المصري، وزير دفاع كان أو داخلية، فأقوى من الأشخاص هو النظام الذي أسسه الأمريكان في مصر منذ 74 وحتى الآن، والذي يحرم على المصريين انتخاب رئيس جمهورية لا يلتزم باتفاقية السلام ولا يدخل في تحالف استراتيجي مع أمريكا، فيما يسمى في النهاية الكتالوج الأمريكي لمصر، الذي ينتهي إلى "أمن إسرائيل أولًا" فالمادة الرابعة بكامب ديفيد، انحازت للأمن القومي الإسرائيلي على حساب المصري، فأقرب دبابة إسرائيلية تبعد عن التراب المصري 3 كيلو وأقرب دبابة مصرية تبعد عن نفس النقطة 150 كيلو. ماذا تقول للعرب الرافضين عدم الاعتراف بإسرائيل؟ أقول لهم الفلسطينيون لن يصمدوا إلى الأبد، وإن لم ندعمهم من الخارج ستنكسر إرادتهم؛ لأن من يحول دون أن يشتبك أكثر من 300 مليون عربي ضد 5 مليون صهيوني لتحرير الأرض العربية، هي الأنظمة الرسمية العربية. ماذا يجب علينا كعرب وبخصوصا مصر أن نفعله؟ علينا دعم المقاومة الفلسطينة ككل دون النظر إلى فصائل أو جماعات ومرجعيات أو خلافات شخصية، وإعادة طرح قضية الصراع العربي الفلسطيني على أجندة الحوار، وأن يكن معاير ميزان الحاكم العربي والقادة بمدى عداءه للكيان الصهيوني ومدى وقوفه فعليًا مع الجانب الفلسطيني. كما أن نشر الوعي والتثقيف في مجتمعنا، جانب هام جدًا، أن نربي أولادنا والأجيال القامة على أن إسرئيل كيان مغتصب يستهدف عزل المشرق العربي للحيلولة ضد وحدته، واستهداف فلسطين، وأنه نموذج عرقي طائفي لا يجب أن نأخذ مساره، فمنذ أن توقفنا عن مناقشة الصراع العربي الفلسطيني، ظهر مشروع جديد هو الصراع العربي العربي، وابتعدنا عن العدو الأصلي لنا. وعلى العرب جميعًا عدم الاعتراف بإسرائيل وإعلان أن وجدها باطل على تلك الأرض، لأن إقرار الدول العربية بالكيان الصهيوني بمثابة إعطاء شرعية لها، فمن حقها أن تفعل ما تريده للحفاظ على وجودها وعلى أمنها، وأن الاعتراف بها يجعل من المقاومة إرهابا، ومن إرهابها دفاعا مشروعا عن النفس، فاعترافنا بها يعطيها رخصة لقتلنا وإبادة شعبنا.