ماذا حدث للعرب?.. هل ماتت الشهامة والمروءة?.. أم هل مات العرب ولم يعد لهم وجود?!. إن الأحوال المأساوية في سوريا تجعل الحجر ينطق والجبل يبكي, فلماذا لم نعد نتأثر بدموع الثكالى واستغاثات الأرامل واليتامى?.. لماذا نتصنع العمى والصمم والخرس؟. لماذا لا يوجد (معتصم) واحد يلبي صرخة السوريين: وامعتصماه؟!!. إننا نرى بأعيننا كيف تسهر الدولة العبرية المغتصبة لأرضنا على تأمين حياة أي يهودي في أي مكان في العالم.. نراهم يهرعون لنجدة من تواجه دولته ضائقة اقتصادية, ونراهم يحتجون ويهددون إذا ما تعرض أي خنزير منهم لأذى حتى وإن كان لا يحمل جنسية الدولة العبرية, ونرى العالم يتفهم ذلك ويتقبله.. فلماذا لا نفعل ذلك مع إخواننا السوريين?.. وإذا كانت الشهامة والمروءة قد أصبحت تراثا وتاريخا, فماذا عن الأخوة العربية والإسلامية، وماذا عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي لا يتذكرها العرب للأسف إلا عندما يحتاجها أعداؤنا؛ وتحديدا الحلف الصهيوني الأمريكي؟!. كيف يقبل العرب تحالف روسيا مع سفاح سوريا؛ ويتركونهم يبيدون شعبا أعزل بلا أي مبرر؟!.. ألا تخشون يا عرب أن تدور الدائرة عليكم مستقبلا؟!. لقد بلغ السيل الزبى ووصل الإجرام الروسي- العلوي إلى ما لم يصل إليه عتاة المجرمين من قبل.. إذ لم يشهد التاريخ جيشا مسلحا بأحدث الترسانات العسكرية يحارب شعبه الأعزل ويهدم البيوت ويدمر سيارات الإسعاف والنجدة ويهدم المساجد جهارا نهارا، ويقتل النساء والأطفال على مدى سنوات متواصلة، والعالم كله يشهد الجريمة ويصمت صمت القبور, لو حدث هذا في أي مكان آخر بالعالم (خارج العالم الإسلامي) لما شهدنا ذلك الصمت المخزي. ألم يُحاصر العراق (ويحاكم نظامه ويعدم رئيسه) بحجة ضرب المدنيين من الشيعة والأكراد?.. ألم يُمنع بالقوة من تحليق طائراته في الشمال والجنوب بهذه الحجة؟.. ألم يتدخل الغرب ضد يوغوسلافيا لمنع قتل المدنيين العزل (رغم عدم التعاطف معهم؛ لأنهم مسلمون)- ولكن العقلاء لا يتركون النار تشتعل بجوار مساكنهم?!.. ألم يتدخل العالم ضد إندونيسيا ويرغمها على انفصال تيمور الشرقية?؛ وضد السودان لفصل جنوبه؟.. ألم تتدخل الأممالمتحدة في شئون السودان بحجة حماية شعب دافور؟، وهل ما حدث في دارفور أكثر مما يحدث في حلب وغيرها؟. لماذا إذًا لا يتدخل العرب لحماية الشعب السوري, وهو ليس مجرد جار ولكنه جزء منا?، الواجب والطبيعي جدا أن الرد العملي على استخدام الطائرات والصواريخ والدبابات والبراميل المتفجرة ضد المدنيين من أبناء جلدتنا, هو تدخل الجيوش العربية لحماية هذا الشعب الأعزل.. قصفا بقصف وصواريخ بصواريخ, ولو حدث ذلك فلن يلومنا أحد. للأسف الشديد لم تجرؤ أية حكومة عربية على مجرد التفكير في هذا الحق الطبيعي والواجب الذي لا يسقط عن عاتقنا لأي سبب.. وكيف ذلك وهم لا يجرؤون على مجرد قطع العلاقات مع هذا النظام المجرم، ناهيك عن روسيا المعتدية?!.. بل وصل الانهيار إلى الصمت التام وعدم الاحتجاج والإدانة ولو دبلوماسيا!، وأصبح الواقع المر الآن هو الخضوع التام لإرادة أعداء الإسلام.. لأنهم في الواقع يحتلون الدول العربية (المستقلة بالاسم فقط). ولن نذهب بعيدا.. فقد ظل العرب يخدعون الشعب الفلسطيني لأكثر من ستين سنة حتى اكتشف هذا الشعب الجسور أنه لن يحرر فلسطين إلا الفلسطينيون, وبدأ مشوار الجهاد الطويل وأذهل العالم ببطولاته.. معتمدا على نفسه لدرجة امتلاك الصواريخ (محلية الصنع) والطائرات بدون طيار التي لا يجرؤ العرب على مجرد التفكير في تصنيعها أو حتى الإعلان عن امتلاكها, وعندما وجد العدو أنه أمام شعب لا يقبل الهزيمة؛ فماذا يفعل؟.. لقد لجأ إلى العرب - الذين يقبلون الهزيمة - لكي يعيدوا خداع الشعب الفلسطيني!. وهذا ما يحدث الآن مع سوريا.. فقد خرس الضمير العالمي عندما خرس العرب، والمجتمع الدولي الذي يقوده أعداؤنا يكتفي بالكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع تاركا الأمر للحكام العرب الذين يضمن ولاءهم وتنفيذهم لكل ما يُطلب منهم؛ حتى وإن كان ضد مصلحتهم. فالعرب يضعون البيض كله في السلة الأمريكية ولا يفكرون في الاعتماد على النفس.. لأنهم لا يجرؤون على مخالفة التعليمات. والسؤال الآن وفي ظل حملة الإبادة الجماعية ضد أهلنا في سوريا هو عن الضمير العالمي المتعامي عما يحدث هناك.. أين منظمات حقوق الإنسان التي تثور من أجل قِطة أو كلب؟!، أين شعوب العالم الحر؟ أين الذين تظاهروا في أمريكا وأوربا من أجل شعب دارفور؟ أين الأممالمتحدة؟ أين؟ أين؟.. هل هؤلاء سعداء بما يحدث في سوريا؟، الواقع أن أية أمة أخرى لن تكون عربية أكثر من العرب.. لقد خرس العرب فخرس العالم الحر وخرس المجتمع الدولي!، إن الصمت العربي يجعل العالم يظن أن سفاح سوريا يدافع عن الشعب السوري ضد الإرهابيين؛ كما يدعي!. ونسأل الحكومات العربية الخرساء العمياء الصماء: هل شعوبكم العربية راضية عما يحدث؟.. بالطبع لا وكلها تغلي وتتمنى الخلاص منكم لتستطيع الجهاد ونصرة المظلومين. فمن تمثلون إذاً؟، شعوبكم لا تريد هذا الصمت المخزي؛ فهل تمثلون الحلف الصهيوني الأمريكي الروسي أم تمثلون شعوبكم المقهورة؟، مالكم كيف تحكمون؟.. هل إلى هذا الحد بيوتكم من زجاج وترتعدون من هذا الحلف؟ أم أنكم سعداء بالإبادة الجماعية؟!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.