يعد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هو المرشح صاحب الحظ الأوفر عندى كى أعطيه صوتى؛ وذلك راجع لأسباب كثيرة، أذكر منها: أولا: تاريخه السياسى الذى يمتد لأكثر من أربعة عقود منذ أن كان طالبًا فى الجامعة، وربما قبل ذلك بفترة أهلته لأن يكون كذلك فى المرحلة الجامعية. ثانيًا: مواقفه الوطنية المتعددة، ورأيه الواضح فى كثير من القضايا، والذى كان سببًا فى اعتقاله أكثر من مرة، ومحاكمته عسكريًا فى عهد المخلوع الخائن. ثالثا: خبرته الإدارية، التى أهلته لأن يكون على رأس اتحاد الأطباء العرب، وهو مؤسسة دولية استطاع من خلالها أن يقوم بما لم تقم به العديد من الدول أو الحكومات، تجاه القضايا العربية والإسلامية، واستطاع كذلك أن يكون من خلالها واجهة مشرفة لمصر العروبة والإسلام، كما أتاحت له بناء علاقات مع العديد من القيادات الرسمية والشعبية فى الدول المختلفة، ولا يخفى أيضًا أنه كان عضوًا لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين لمدة تزيد على عشرين سنة، وشارك مع الراحل عمر التلمسانى فى التأسيس الثانى للجماعة. رابعا: خلفيته الإسلامية، والتى اكتسبها من نشأته فى أحضان الإخوان، ومن مصاحبته لأعلام الفكر الإسلامى المعاصر أمثال الشيخ الغزالى رحمه الله تعالى، والعلامة الدكتور يوسف القرضاوى أطال الله فى عمره، والدكتور محمد عمارة وغيرهم، بجانب ما له من رؤى وأفكار تتسم بالوسطية وبُعد النظر، وتثبت أننا أمام رجل له خلفيته الإسلامية، وفى الوقت نفسه يتمتع بفكر يدرك طبيعة العصر الذى نعيش فيه. وأعتقد أننا فى هذه المرحلة نحتاج إلى مسئولين من هذه النوعية المتسلحة بالفهم العميق لقضايا الدين الإسلامى مع إدراكها لطبيعة الحياة التى نحياها، والعالَم الذى نتعامل معه، حتى نستطيع المحافظة على هويتنا من غير إثارة ولا صدام. خامسًا: القبول الواسع الذى يحظى به لدى كثير من تيارات المجتمع المصرى ومكوناته، إذ يظل أبو الفتوح كلمة السر التى يستريح إليها جمع غفير من المصريين، بما فيهم كثير من شباب الإخوان وشيوخهم، ويكفى دليلا على ذلك أن السبب الوحيد الذى يمنع الإخوان على مستوى القيادة من تأييده إنما هو خروجه على قرار الجماعة، وليس نواقص فى شخصه أو برنامجه. سادسا: حرص الرجل على وطنيته أكثر من حرصه على تنظيم جماعته، وهى نقطة تحسب له ولا تحسب عليه كما يظن البعض، فذلك الحرص هو الذى قاده لأن يقدم استقالته من الجماعة قبل إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية، رافعًا بذلك الحرج عن الجماعة، معليًا فى الوقت نفسه المصلحة العليا للوطن الحبيب، وعلى الجماعة أن تتعامل معه الآن على أنه ليس من الإخوان. سابعا: وقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، حيث قدم استقالته من الجماعة، ليكون رئيسًا لكل المصريين. ثامنًا: أنه لم يكن من العاملين مع النظام السابق أو الموافقين له، بل كان من المناوئين المعارضين الذين نالوا بسبب ذلك ما نالوا. وغير ذلك من الأسباب التى يعرفها الناس عامة والإخوان المسلمون خاصة، وهى أسباب تجعل أبو الفتوح رجل المرحلة الذى تحتاجه مصر عن جدارة واستحقاق، وتدعو الجماعة خاصة إلى دعمه من خلال أحد أمرين: أولهما: وهو ما أميل إليه، أن يترك لأفراد الصف حق الاختيار والمفاضلة بين المرشحين، كل حسب رؤيته واقتناعه بالشخصية التى يميل إليها، انطلاقًا من أن الانتخاب أمانة فردية يجب أن تُؤدى على خير وجه، وأن توسيد الأمر لغير أهله خيانة لهذه الأمانة، وبذلك تحقق الجماعة مكسبين، أحدهما شرعى بالالتزام بتعاليم الدين، والآخر سياسى، بوقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين. الثاني: الإعلان عن تأييده، انطلاقا من إعلاء مصلحة الوطن وتقديمها على مصلحة الجماعة، ويمكن التواصل مع الرجل للتفاهم حول مستقبل مصر الذى يجب على الجميع التعاون من أجله. نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.