حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من سوء تفسير افتنان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، فالمديح المتواصل من جانب "ترامب" للأخير ووصفه بالرجل الرائع، لو دلّ على شئ فإنما يدل على عدم مبالاته بمسار المجتمع المدني في مصر وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن سعي "ترامب" لاستبدال تحالفات الولاياتالمتحدةالأمريكية التقليدية بدول حلف شمال الأطلنطي بعد تشككه في مدى جدواها، جعله يتجه إلى دول مثل مصر، وروسيا، متجاهلًا جهود ترويج حقوق الإنسان في مصر، وتوسع روسيا على حساب أوكرانيا، إضافة إلى أن تخليه عن شراكة المحيط الهادي تشير إلى احتمالية سماحه للصين بالتوسع في نفوذها عبر آسيا. واعتبر التقرير أن التحديات التي ستواجه "ترامب" خلال فترة حكمه أكبر مما يتوقع، خاصة وأنه لطالما اعتمد العالم على أمريكا بصفتها داعمة الاستقرار في المنطقة، معددًا مناحي الاضطراب في العالم التي لابد وأن يتعامل معها "ترامب" بعد توليها الرئاسة بدءًا من حيرة الأخير في اختيار وزير الخارجية القادر على مواجهة تحديات منصبه. ونوه التقرير إلى أن "ترامب" على الرغم من تفاخره بمعلوماته الوافية عن "داعش" إلا أنه حتى الآن لم يقدم حلولًا للحرب الدائرة في سوريا، مكتفيًا بإعلان دعمه للرئيس السوري "بشار الأسد" واعتزامه عن رفع الدعم الأمريكي للمعارضة السورية لنظامه، في الوقت نفسه قد يجد الأخير نفسه في مأزق مع الشعب السوري والرئيس الروسي "فلادمير بوتين"، بعد إعلان الأخير دعمه لبقاء "الأسد" في منصبه على الرغم من معارضة الشعب السوري لحكمه. أما فيما يخص العلاقات الخارجية الأمريكية مع إيران، تعهد "ترامب" بتمزيق اتفاقية 2015 التي أوقفت إيران بموجبها أخطر أنشطتها النووية مقابل رفع معظم العقوبات الدولية، وهو ما يعني استئناف إيران لبرنامجها الإيراني على عكس رغبة بريطانيا، فرنسا، وغيرهم من حلفاء أمريكا، مما قد يولد أزمة جديدة من صنع "ترامب" قد لا يستطيع تحملها. وألمح التقرير إلى واحد من تصريحات "ترامب" السابقة حول إمكانية استخدام السلاح النووي للانتقام من داعش، محبذًا أن تطور الدول الموالية لأمريكا مثل السعودية واليابان برنامجهم النووي لدعم حلفائها إذا ما احتاجوا، وهو ما قد يشكل كارثة جديدة أشبه بالحروب العالمية في حالة لجوء أمريكا لاستخدام أسلحتها النووية.