يجد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، صعوبة في اختيار وزيرًا للخارجية، مما يؤكد المخاوف الخاصة بشأن قدرته على إدارة التحديات الدولية التي سيواجهها في منصبه، بداية بعلاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصولًا إلى تنظيم داعش الإرهابي، والعلاقة مع حلفاء حلف الناتو. أثناء حملته الانتخابية، اقترح ترامب، نهجًا جديدًا، لكنه خليط من الأفكار المتناقضة، فهو صاحب شعار «أمريكا أولًا» ويرغب في تقليص الدور الأمريكي بالخارج، لكنه أيضًا ادعى اتخاذ مواقف متشددة ضد خصومه، كل ذلك يخلق عدم قدرة على التنبؤ بما هو آت، وكيف تفكر الحكومات والشركات في الرد. يمكن أن تكون كوريا الشمالية هي الاختبار المبكر لترامب، والتي قريبًا قد تمتلك نحو 20 قنبلة نووية، يمكنها نشرها على رؤوس صواريخ قادرة على ضرب اليابان وكوريا الجنوبية، والمصالح الأمريكية في المحيط الهادئ، ويقول الخبراء: زيادة كوريا الشمالية قنابها النووية تزيد من فرصة حدوث مواجهة عسكرية. وهدد ترامب بفرض رسوم على الصادرات الصينية، كوسيلة ضغط على الصين لممارسة ضغوطات على بيونج يانج؛ لأن الصين هي المورد الرئيس لكوريا الشمالية، وهي طرف حيوي لحل القضية النووية، لكن زيادة الرسوم الجمركية على الصين ستقود إلى اندلاع حرب تجارية خطيرة وتجعل التعاون أقل احتمالًا. تنظيم داعش الإرهابي وسوريا، أحد الأزمات الخارجية للولايات المتحدة، حيث تقوم قوات أمريكية بالمشاركة في تحرير مدينة الموصل العراقية، بالإضافة إلى الرقة في سورية، ومحاربة المتطرفين بأماكن أخرى، بما في ذلك مالي، وقد قال ترامب: «أنا أعرف أكثر من الجنرالات عن داعش». وفي سوريا، تحدث عن وقف الدعم الأمريكي للمتمردين السوريين، وسينضم للتحالف القائم مع الرئيس السوري بشار الأسد، فبعد مقتل أكثر من نصف مليون سوري في الحرب التي بدأت منذ خمس سنوات، أدى ذلك لازدهار داعش وسيطرتها على جزء كبير من الأراضي السورية، ولإنهاء هذه الحرب يجب إقامة اتفاق سلام بين المعارضة والرئيس السوري، وهو ما لم يتمكن وزير الخارجية جون كيري من القيام به لعدم اتفاقه مع روسيا، لكن يبدو أن ترامب واثق من أن عمله مع بوتين قد يحقق ذلك. وفيما يخص إيران، تعهد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، لكن يبدو أن شركاء الولاياتالمتحدة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيرفضون مثل هذا الإجراء، إلَّا إذا كان لدى ترامب صفقة أكبر. هذا النوع من الأزمات لا يمكن لرئيس جديد تحمله، كما أن الإيرانيين المعتدلين منفتحين بشكل أكبر من المتشددين مع الغرب، وربما يتم انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني مرة أخرى. الانتشار النووي حد المشكلات القائمة لدى ترامب، وقريبًا سيقود الترسانة النووية للولايات المتحدة، وربما قد يستخدم السلاح النووي ضد داعش انتقامًا، وربما في المقابل تطور السعودية وكوريا الشمالية، واليابان أسلحة نووية لتكون وسيلة دفاع بدلًا من التحالفات مع الولاياتالمتحدة. منذ الحرب العالمية الثانية، سعت الولاياتالمتحدة، لمنع الحرب النووية والتوسع في الترسانات النووية، وسيكون الأمر كارثيًّا، حال استخدمت الأسلحة النووية خلال فترة رئاسة ترامب، أو حال شجع المزيد من الدول على امتلاك مثل هذه الاسلحة. لم يقدم ترامب أي تحاليل بشأن التحالفات الأمريكية مع الناتو والغرب، ودورها في الحفاظ على السلام في أوروبا على مدى عقود، لكنه لم يقدم أي تحليل متماسك بشأن الخطأ في هذه التحالفات أو ما ينبغي تصحيحه وما هو المناسب ليحل محله. نيويورك تايمز