أثار الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، الجدل في مصر عقب نشر بيان وصفه ب"التوضيح الموجز" كشف فيه عن جزء من الوقائع في الفترة التي تلت أحداث الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013. بيان البرادعي، الذي أعلن فيه تبرؤه من الإطاحة بمرسي، ودعوته لمستقبل يقر العدالة الانتقالية، زاد من الجدل حوله توقيت نشره قبل أيام من دعوات للتظاهر ضد النظام في 11 نوفمبر الجاري، وتباينت ردود فعل وإدانات من مؤيدي النظام الحاكم، وترحيب وتحفظ من المعارضين على البيان. وقال شريف الروبي، الناشط بحركة "6أبريل": "البرادعي لم يخرج بهذا التصريح لدعم مظاهرات 11نوفمبر، لكن جاء لتبرئة نفسه من التهم التي وجهت إليه عن أحداث رابعة ونهضة في عام 2013". وأضاف: "البرادعي يحمل أسرارًا كثيرة عن النظام وما كان يجرى قبل وفي أثناء 30 يونيو، وبالتالي الأيام القادمة ستشهد شهادات جديدة منه وبعض الشخصيات الأخرى التي غادرت البلاد بعد 30يونيو". وتابع الروبي ل"المصريون": "البرادعي سيقوم بكشف الكثير والكثير عن أسرار النظام خلال الفترات المقبلة، حتى يكشف عن حقيقة النظام أمام الرأي العام الداخلي والخارجي". وتوقع أن "يقوم البرادعي بتشكيل فريق رئاسي مدني برئاسة عصام حجى، إلا أنه لن يكون عضوًا في التشكيل، لكن سيقوم بتجميع أطياف المجتمع لإدارة الدولة، وبالتالي سيخوض الانتخابات الرئاسية على هذا النحو". من جانبه، قال المهندس حازم عبد العظيم، الناشط السياسي، إن "البيان أظهر حقيقة النظام وهو شهادة حق، وليس لإثارة الفتنة كما يدعى البعض، ولكنه جاء ليظهر حقيقة جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم عندما كان يتولى منصبًا رفيعًا في مؤسسة الرئاسة خلال عام 2013". وأضاف عبد العظيم ل"المصريون": "البرادعي له الحق في الإدلاء بشهادته عن فترة هامة في تاريخ البلاد"، مشيرًا إلى أن "هذا الحق يكفل له التعبير بحرية دون التعرض للمزايدة والتخوين والمبالغة في توجيه الاتهامات له". وأوضح: "النظام يعمل على تشويه البيان بكل الطرق الممكنة للسيطرة على التداعيات، كما فعل مع الحقوقي جمال عيد، وبعض الشخصيات التي أدلت بشهادات ضد النظام". من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والقيادي ب "التيار الشعبي"، إن "من حق أي مواطن مصري الرد على كل حديث يرى أنه افتراء وكذب عليه". وأضاف: "خروج البيان في هذا التوقيت جاء للرد على الادعاءات وحملات التشويه الإعلامية التي لا تزال مستمرة ضده، وسوف تزداد بعد هذا البيان". وتابع: "البيان لن يكون له أي تأثير على الصعيد الدولي، لأنه موجه في الأساس إلى الداخل وليس إلى الخارج، كما أن البيان لم يتضمن أي مناشدة للخارج"، مطالبًا الإعلام بوقف تشويه وتخوين البرادعي.