أسعار الذهب اليوم الجمعة 23 مايو 2025    "كاسبرسكي": 9.7 مليون دولار متوسط تكلفة سرقة البيانات في القطاع الصحي    مايكروسوفت تمنع موظفيها من استخدام كلمة «فلسطين» في الرسائل الداخلية    القبض على عاطل وسيدة لقيامهما بسرقة شخص أجنبي بحلوان    لم يصل إليها منذ شهر، قفزة في أسعار الذهب بعد تراجع الدولار وتهديد إسرائيل لإيران    في يومه العالمي.. احتفالية بعنوان «شاي وكاريكاتير» بمكتبة مصر العامة بالدقي    «التنسيق الحضاري» يطلق حفل تدشين تطبيق «ذاكرة المدينة» للهواتف الذكية    مجدي البدوي: علاوة دورية وربط بالأجر التأميني| خاص    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| الأهلي ضد الزمالك في نهائي كأس أفريقيا لليد    حقيقة انفصال مطرب المهرجانات مسلم ويارا تامر بعد 24 ساعة زواج    بسمة وهبة لمها الصغير: مينفعش الأمور الأسرية توصل لأقسام الشرطة    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    انتقادات لاذعة لنتنياهو واحتجاجات بعد إعلانه تعيين رئيس جديد للشاباك    رئيس البنك الإسلامي يعلن الدولة المستضيفة للاجتماعات العام القادم    توجيه اتهامات ب"قتل مسؤولين أجانب" لمنفذ هجوم المتحف اليهودي بواشنطن    انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الشرقي في المنيا يُخلف 4 قتلى و9 مصابين    بصورة قديمة وتعليق مثير، كيف احتفت هالة صدقي بخروج عمر زهران من السجن    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    لجنة التقنيات بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تعقد اجتماعها الأول    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    يرغب في الرحيل.. الزمالك يبحث تدعيم دفاعه بسبب نجم الفريق (خاص)    مراجعة مادة العلوم لغات للصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني (فيديو)    انفجار كبير بمخزن أسلحة للحوثيين فى بنى حشيش بصنعاء    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    عودة لحراسة الزمالك؟.. تفاصيل جلسة ميدو وأبو جبل في المعادي (خاص)    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    ضبط مركز أشعة غير مرخص فى طهطا بسوهاج    في حضور طارق حامد وجوميز.. الفتح يضمن البقاء بالدوري السعودي    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    رسميًا بعد قرار المركزي.. ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 23 مايو 2025    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تستعيد «البداية» روح الثورة أم تدخل نفق «تمرد»؟

خبراء: المزايا السبع تجعل من الحركة قبلة الحياة للقوى الثورية والمعارضة

"كفاية، 6 إبريل، تمرد، البداية"، اختلفت المسميات والهدف واحد.. حركات يغلب عليها الطابع الشبابي المعارض للأنظمة التي تراها "فاسدة وديكتاتورية" ويطلق عليها "قوى ثورية" وقد لا تخلو من سياسيين ذات شوكة ومعروفين لإعطائها زخمًا شعبيًا وصيتًا جماهيريًا، تختلف آليات كل حركة أو حملة باختلاف طبيعة النظام الذي تعارضه فتفضل المظاهرات إذا تمتع النظام بنوع حرية الرأي أو خيل لهم ذلك، وتلجأ للبوسترات إذا تعثرت في الأولى، ثم إلى صفحات المواقع الاجتماعية إذا فشلت في الآليتين السابقتين ووصل النظام لحالة غير مسبوقة من الديكتاتورية ورفض الآخر.
اختفت الحركات الثورية شبه كلى في عهد الرؤساء السابقين "عبدالناصر- السادات" واقتصرت المعارضة على جماعة الإخوان المسلمين وبدأت في الظهور تدريجيًا في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك وبالتحديد عام 2004، من خلال حملة "كفاية" التي كانت الشرارة الأولى لظهور العشرات من القوى والحركات الثورية بمختلف أنواعها الحقيقية والكرتونية.
في هذا الإطار يقول المحلل السياسي، يسري العزباوي، إنه من الخطأ وضع كل الحركات الثورية في بوتقة واحدة؛ فهناك حركات وطنية هدفها نصرة الحريات وآملة في تحسين ظروف المواطن المعدوم وأخرى ممولة من الخارج ومدفوعة الأجر وهي ما تظهر عادة في أوقات الثورات- حسب قوله.
وأوضح العزباوي أن الحركات الثورية قد تمتلك القدرة على إسقاط الأنظمة ولكنها تفتقد للرؤية الشاملة لبناء ديمقراطية حقيقية بعد نجاح الثورات، مشيرًا إلى أن الثوار يختفون بعد دورهم في إسقاط الأنظمة الفاسدة وتظهر بدلهم فئة المنتفعين وهو ما بدا واضحًا أيام 25 يناير عندما نجح الثوار في إسقاط مبارك وخرج المنتفعين يعلنون أنفسهم ثوارًا.
وأضاف المحلل السياسي ل"المصريون" أن أغلب هذه الحركات تفتقد للزعامة وتتميز بعمرها القصير الذي لا يلبث أن ينتهي بانتهاء دورهم وتحقيق مطالبهم.. وبسؤاله عن أكثر الحركات التي نجحت فيما تهدف إليه من حقوق وحريات وأكثرها رؤية وتأثيرًا على الشارع والمواطن المصري علق "العزباوي" قائلا: "للآسف لا توجد حركة واحدة في مصر نجحت في ذلك".
حاولت "المصريون" استطلاع بعض القوى والحركات الثورية التي ظهرت في مصر مؤخرًا للوقوف على نشأتها ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها بداية من حركة كفاية مرورًا ب إبريل والاشتراكيين الثوريين ووصولاً لتمرد و"البداية" التي ظهرت مؤخرًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

"كفاية".. الحركة التي حطمت حاجز الخوف
كفاية ظهرت في عام 2004 بعد التعديل الوزاري الذي أتى برئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، شكلت من ثلاثمائة من المثقفين والشخصيات العامة التي تمثل الطيف السياسي المصري وقاموا بالتوقيع على وثيقة تأسيسية تطالب بتغيير سياسي حقيقي في مصر، وبإنهاء الظلم الاقتصادي والفساد في السياسة الخارجية، واختار الموقعون تحويل مشروعهم لمشروع حركي، وأكدوا أن يكون رفضهم للرئيس المصري هو أساس حركتهم، ومن هنا جاء اسم الحركة "كفاية".
اتخذت الحركة أسلوب التظاهر ضد النظام وتوعية المواطنين على الفساد القائم واختارت من الأماكن الحيوية أماكن للتظاهر في محاولة لتسليط الضوء عليها، فمن الأماكن التي كانت الحركة دائمة التواجد بها "دار القضاء العالي, نقابة الصحفيين, ميدان التحرير", وكانت تشارك في جميع الفعاليات التي كان يقوم بها العمال خلال إضرابهم عام 2008 على استحياء.
كان من أبرز السياسيين القائمين على هذه الحملة: "الراحل عبدالوهاب المسيرى المفكر السياسي, حمدين صباحي, جورج إسحاق, أمين إسكندر, أحمد بهاء الدين شعبان‏, كمال خليل" ومئات الشباب الثوري الرافض لظلم الأنظمة.
جاءت "كفاية" عقب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى طرحته الولايات المتحدة الأمريكية لإصلاح المنطقة، والذي لم يستنفر فحسب قوى وأحزابًا سياسية عديدة بل ودولاً وحكومات أيضًا فى مصر وفى المنطقة لتقديم مشروعات أخرى.
ضمت الحركة أيضًا مجموعة من الشخصيات والنشطاء المستقلين وغير المستقلين، والذين رأوا أن هناك ضرورة لتحرك واسع ومباشر وعملي يتجاوز الأحزاب والقوى السياسية التى اعتبرها بعضهم ضمنًا سلبية أو عاجزة، ومن ثم فقد تحركت هذه الشخصيات لتشكيل ما يمكن أن نصفه بحركة اجتماعية جديدة قوامها الرئيسي أقرب ما يكون إلى ائتلاف سياسى واسع، وينتمي معظم قادتها إلى أبناء جيل السبعينيات.
نجحت كفاية في الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وشاركت بفاعلية في عزل محمد مرسي، ومؤخرًا أعلنت مشاركتها في حملة "البداية" التي أطلقها عدد من الشباب الثوري قائلة: "كل الدعم لجيل يأبى أن يرفع شعار الصمت، جيل كسر حاجز الخوف منذ خروجه من رحم ‫‏ميدان التحرير فهم ليس لهم غاية إلا تحقيق "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني"، "سنبقى على العهد والوعد الثورة مستمرة.. المجد للشهداء.. الانحياز الكامل للفقراء".
يقول هيثم عواد، القيادي الشاب بحركة كفاية، إن الحركة لها من المطالب والأيديولوجيات ما يتفق مع الحركات السياسية الأخرى ومن بينها تحقيق مطالب الثورة من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية" والتي لم تحققها أي من الأنظمة التي حكمت مصر حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن بقاء الأنظمة وسقف المطالب التي تنادي بها القوى الثورية تتوقف على مدى تحقيقاتها من السلطة".
وأضاف عواد ل"المصريون" أن دعم ومشاركة كفاية مع حملة "البداية" كان لاتفاق الحركة مع الأهداف التي انطلقت من خلالها بداية والممثلة في "إسقاط قانون التظاهر، الإفراج عن المعتقلين, وتحقيق العدالة الاجتماعية"، موضحًا أن مسألة انضمامها للبداية أمر صعب، لأن ذلك يعني أن الحركة اندمجت مع الحملة بشكل كامل وأصبحت جزءًا منها وهو الأمر الخاطئ.
وأوضح القيادي بكفاية أن مشروع "حركة كفاية" منذ بدايتها في 2004 كان يعمل على أيديولوجيات محددة أطاحت بالرئيس المخلوع مبارك والمعزول محمد مرسي وتختلف كثيرًا مع النظام الحالي بعدما فشل في تحقيق مطالب الثورة التي خرج على إثرها الملايين من الشباب المصري المنادي بالحرية.

"6 إبريل".. القبضة الموجهة لظلم الأنظمة
تعد من أقوى الحركات الثورية التي ظهرت مؤخرًا إذا ما قورنت بغيرها من الحركات، ورغم مرورها بعدة صدمات ونكبات وحملات تخوين منذ ظهورها 2008 إلا أنها مازالت تمثل مسمارًا في نعش الأنظمة الفاسدة التي مرت مؤخرًا على الساحة.
كانت بمثابة الشرارة التي انطلقت للإطاحة بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بعد أن دعا أعضاؤها في عام 2008 إلى إضراب عام اعتراضًا على الغلاء والفساد وتضامنًا مع إضراب عمال شركة المحلة، في ذلك اليوم أتت بعد العديد من الإضرابات والاعتصامات في مصر بشكل متتالٍ ساهمت بفاعلية في تعجيل نهايته.
اتخذت الحركة من "القبضة المضمومة" واتخذت من التظاهر آلية أساسية للمعارضة ولكن لا تمانع من استخدام وسائل أخرى حسب ترمومتر قمع النظام لذلك تلجأ لحملات التوعية ولصف البوسترات تحسبًا لمزيد من الاعتقال.
ومن بعدها تبنت الحركة الشكل الاعتراضي على حكم "الاستبداد والفساد" على غرار حركة "كفاية" وبعض الأحزاب المعارضة في مصر، ولم تسلم الحركة من سيل الهجوم والانتقادات بين "العمالة والتخوين والإرهاب"، ودفعت فاتورة معارضتها بعدد ضحاياها ومؤسسيها الموجودين حاليًا خلف القضبان.
يقول خالد إسماعيل، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل، إن حركة شباب 6 إبريل تمثل شوكة فى حلق الأنظمة القمعية، مشيرًا إلى أن محاولات السلطة لإدراج الحركة ككيان إرهابي تعد محاولة للضغط على الكيانات المعارضة بشكل عام وتوجيه ضربة لهم عن طريق حركة شباب 6 إبريل لتخويف كل الكيانات والأحزاب المعارضة.
وأضاف إسماعيل ل"المصريون"، السيسي فشل في حل جميع المشاكل والأزمات وفشل في تحقيق مطالب الشباب الثوري الذي خرج بثورة ال25 من يناير وتم تأكيد هذا الفشل بعد تعامل الدولة مع "الاقتصاد, الأمن, والتعامل مع الدول الخارجية, والقصاص لحقوق الشهداء.
وتوقع القيادي الإبريلي أن يخرج جموع الشعب المصري في ثورة على النظام الذي وصفه ب"الديكتاتوري الاستبدادي" الذي يتعامل مع المواطن البسيط ب"عنجهية" على حد تعبيره، قائلاً: "ستتم محاسبة جميع القائمين على السلطة حتى الإعلاميين الموالين للنظام".
وعن محاولات التشويه تساءل القيادي بحركة شباب 6 إبريل كيف لحركة رشحت لجائزة نوبل للسلام أن تتحول إلى كيان إرهابي بواقع قانون قد أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسى لإرهاب الكيانات المعارضة للسلطة الحالية؟! مضيفًا "الحركة ستظل فى طريقها نحو البحث عن العدالة والديمقراطية داخل كل الأنظمة الحالية والقادمة ولن ترهب الحركة من أى قوانين أو اتهامات من شأنها زعزعة استقرار الحركة".

"تمرد".. الحملة التي اختفت مع قدوم "السيسي"
"تمرد" أقصر الحركات طولاً وأكثرها تحقيقًا لأهدافها بزغ نجمها 26 إبريل 2013، استهدفت للإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، أو على الأقل عزل مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قيل عنها إنها استغلت من قبل أجهزة سيادية لتحقيق أبعد مما كانت ترجوه.. دشنها أشخاص مغمورون وأصبحوا فجأة نجوم القنوات الفضائية وداخل مصر وخارجها.
عقب نجاحها خرجت أصوات من داخل الحملة نفسها توضح الجهات التي كانت ورائها وكيف استخدمت هذه الحركة لتحقيق مصالح شخصية لصالح جهات بعينها، وتم اتهامها بتلقي تمويلات خارجية وصلتها بالجهات السيادية - تم تأكيد ذلك عبر التسريبات المزعومة والتي بثتها قنوات محسوبة على جماعة الإخوان- وانتهت الحملة بسلسلة انشقاقات ضربت الحملة بغير رجعة وهو ما بدا خلال الذكرى الثانية لتأسيسها.
قالت غادة نجيب، إحدى قياديي الحركة المنشق، إن عمل الحركة كان مخابراتيًا من الدرجة الأولى، وذلك بسبب الاجتماعات التى تمت ما بين قيادات تمرد مع بعض الشخصيات المخابراتية، مشيرة إلى أنها تقدمت بتلك الاستقالة بعدما راودتها شكوك حول صلة الحملة بهذه الجهات ووجود تنسيقات أمنية لإسقاط النظام.
وأوضحت غادة، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن حسن شاهين أحد مؤسسي الحملة أخبرها صراحة أن تمرد تسير وفقًا لتعليمات أمنية، وأن الوسيط بين أعضاء الحملة والجهاز الأمني يتم عن طريق ضياء رشوان، نقيب الصحفيين السابق، مشيرة إلى تورط حمدين صباحي في تلك التنسيقات التي بررها عضو الحركة آنذاك بأنها ضرورية لإسقاط الإخوان تحت زعم أنهم يمتلكون- حسب زعمها.
وأشارت "نجيب"، إلى أن المقر الرئيسي للحركة كان هدية من رجل الأعمال "عبد الناصر الخرافي" صاحب شركة "أمريكانا" والمفاجأة أنه الشخص الذي أوكل محامين للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك للدفاع عنه في قضاياه بعد ثورة ال 25 من يناير، وذلك المقر الذي كان موجودًا بشارع معروف بوسط القاهرة، وهو ما أكده حينها "زياد العليمي" النائب البرلماني السابق، في حديثه معها، مستنكرًا أن يكون للحركة يد مخابراتية داخل الدولة.
وبدوره قال محمد فوزي، عضو حملة تمرد المنشق، إن الحملة كانت ظاهرة شعبية غير مسبوقة، نجحت فيما كانت تهدف إليه بإزاحة جماعة الإخوان المسلمين من السلطة، إلا أنه سرعان ما تدخلت الأهواء والجهات الخارجية أسفرت عن فشل ذريع للحملة وانشقاقات بالجملة فتبددت مطالبها وعادت إلى أسوأ ما كان بعد أن اعتلى الفسدة المنابر، حسب وصفه.
وأكد العضو المنشق عن تمرد أن المشهد الحالي أصبح يثبت أن الحركة كانت مستغلة من قبل جهات سيادية لعودة الدولة البوليسية وعودة القمع والظلم بطريقة غير مسبقة حتى أيام الرئيس المخلوع.
"البداية".. الجنين الذي خرج مشوهًا
لم يمر على ظهورها أسبوع، حتى خرجت الأصوات المشككة في انتمائها، ففريق يرى أنها تابعة لجهات سيادية بغرض خلق معارضة كرتونية، وآخر يراها إخوانية تتبنى نفس مطالب الجماعة.
بدا بيان تأسيسها قويًا.. "إلى هؤلاء الذين شاركوا في ثورة يناير العظيمة وأيدوها ودافعوا عنها وحلموا معها بوطن أكثر عدلاً وحرية.. إلى الذين أصابهم التعب وسيطر عليهم الإحباط وهم يرون حلمهم يغيب وأمانيهم تتراجع.. إلى كل هؤلاء النبلاء الذين خذلتهم النخبة - للأسف - وأضحت لا تعارض السلطة الحاكمة بما يليق بتضحيات الشهداء.. "آن الأوان أن نلتقي من جديد".
"البداية" دشنها شباب ثوري، آملين أن تكون وعاءً يجمعهم من جديد بعدما فرقتهم الأحداث ومنعهم غياب السجون، وأن تكون بداية لتحقيق أهداف الثورة ونهاية للفساد والظلم والدكتاتورية، من أبرز مؤسسيها "عمرو بدر- أسماء محفوظ- محمد دومة- إبراهيم الشيخ – إنجي أحمد" وهم من الشخصيات المحسوبين على ثوار 25 يناير.
انضم إليها سريعًا عدة حركات معارضة على رأسها "كفاية- ومش رئيسي" وتواصلوا مع باقي الحركات الثورية ك 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، ومن أبرز الشخصيات التي وقعت على الحملة هم الناشط والبرلماني السابق زياد العليمي، والكاتب الصحفي الشاب تامر أبو عرب، والإعلامي يسري فودة وآخرون ساسة وثوريون.
أبرز أهداف الحملة المعلنة: "الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإسقاط قانون التظاهر، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ومحاكمة تنظيم التعذيب بداخلها، إعداد مشروع قانون للعدالة الانتقالية، يقتص لدماء الشهداء، ومحاكمة كل مَن تورط في الفساد والنهب والدم بداية من عهد المخلوع مبارك وحتى الآن، والضغط من أجل عدالة اجتماعية تضمن إنهاء البطالة، ومكافحة جادة للفقر والانحياز لحق الفقراء في الحياة، ووضع قانون جديد للعمل يضمن الحق في الأجر العادل والتأمين والإجازة وكل سبل تأمين حياة كريمة لكل العاملين بأجر".
إلا أن موقفها من الرئيس عبدالفتاح السيسي كان مثار جدل واسع لدى الكثير من أعضائها أنشأ موجة اعتراض وانشقاقات موسعة من مؤسسي الحملة الذين أوضحوا أنها تابعة لجهات سيادية كتمرد ويقف خلف ستارها مبارك ورجاله.
بعد أيام قلائل من خروجها للنور دعا شريف الروبي، القيادي بحركة 6 إبريل، وعضو مؤسس حملة "البداية"، مؤسسي الحملة إلى الانسحاب فورًا بعدما تم اكتشاف أن أجهزة أمنية وسيادية تديرها وتدعمها كحملة "تمرد"- بحسب شهادته.
وكتب "الروبي" شهادته على "الحملة: قائلا: توضيح هام جدا بالنسبة لموضوع حملة البداية وانضمامي إليها أو تواجدي فيها؟ قائلاً: "صدمت بأننا ننجر إلى تمرد أخرى وبشكل آخر ولو كان القائمون على الحملة لن يعرفوا ذلك أو هم أساسًا مجروررين بشكل وبآخر إلى ذلك باسم الثورة والتغيير"- حسب روايته.
وأكمل: "أثناء اجتماع الحملة طرح فكرا تحت عنوان حملة ثورية أو حملة سياسية وعدم استخدام هتاف يسقط كل مَن خان عسكر فلول إخوان بدعوى ليه نخسر المؤيدين لدول أدركت وقتها أننا بصدد حملة سياسية تعارض حكومة ولا تعارض نظامًا أو حتى تخدم على مصالح آخرين من الدولة القديمة بشكل خفي غير واضح وأن الحملة يسيطر عليها أبناء حمدين بشكل كامل- حسب شهادته.
وأردف: "وجدت رسالة على تليفون أحد أعضاء الحملة تؤكد بأن تلك الحملة وراءها أجهزة أمنية ودولة عميقة ودولة مبارك"، مختتمًا: "قررت خروجي وعدم دعمي لتلك الحملة وأدعو كل مَن دخل الحملة الانسحاب فورًا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.