لم يمر على ظهور حملة "البداية" وبيانها الرسمي أسبوعًا، حتى خرجت الأصوات المشككة في انتمائها، ففريق يرى أنها تابعة لجهات سيادية بغرض خلق معارضة كرتونية، وآخر يرى أنها إخوانية وتتبنى نفس مطالب الجماعة، وبين الفريقين يخرج عدد من أعضاء الحملة نافيًا الرأيين. وصف محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، الحملة التي دشنها معارضون للنظام بهدف تجميع شباب ثورة يناير بأنها غطاء سياسي لممارسه عملهم على الساحة السياسية، وأنهم حركات إرهابية لا وجود لها على أرض الواقع. ورجح الدكتور ثروت نافع، رئيس البرلمان المصري السابق، المشكل من برلمانيين سابقين، أن تكون الحركات التي تظهر على الساحة في ثوب المعارضة، أداة أمنية في يد النظام لطرح مبادرات. وأضاف نافع قائلا: "يبدو أن النظام في حالة تخبط شديدة لإيجاد بديل يمتص الغضب الشعبي المتزايد بعيدًا عن وجود برلمان، فأطلق العنان لمبادرات تبدو وكأنها تجمعات معارضة، ولكن تفضح نفسها في بياناتها ومواثيقها بأن تبدأها بالإعلان عن عدم الرغبة في إسقاط النظام (وهو بالأساس رغبة ديمقراطية مشروعة لأي معارضة)،بل وبعضها يحاول أن يمحو تاريخ حركات وطنية كانت صادقة". وتابع في تصريح صحفي له: ففكرة "بداية" هي إنهاء دور حركة كفاية الوطني وانضمامها تحت مظلة أمنية، فأول أطروحاتها أنهم جاءوا لإيجاد تعاون بين الدولة والمعارضة وليس تغير النظام!! مختتما: "أرجو أن أكون مخطئًا". وفي محاولة لنفي الحملة الاتهامات عنها أصدرت اليوم بيانًا قالت فيه: إنها تابعت باهتمام حالة الجدل التي ثارت خلال الأيام الماضية حول الحملة ومؤسسيها والاتهامات حول تبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين وتحالفها معها، أو أن عملها بتنسيق مع الأجهزة الأمنية أو تبعيتها لرموز سياسية أسقطها الشعب المصري في ثورته العظيمة. وأكدت الحملة، في بيان لها صباح اليوم الاثنين، أن مؤسسي الحملة هم من شباب الثورة الذين شاركوا في ثورة 25 يناير، وهم أيضًا من شاركوا في مظاهرات 30 يونيو، عندما رأوا أن الثورة تحيد عن طريقها، وأن حكم الإخوان المسلمين لا يعبر عما خرج من أجله الشباب في 25 يناير، وهم أيضًا الذين شاركوا جموع الشباب المصري العظيم في مظاهرات محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء وغيرها من موجات ثورة يناير الخالدة. من جهته، قال إبراهيم الشيخ، أحد مؤسسيها، مبديًا اعتراضه للتشكيك في انتماء الحملة: "اشتم وخون فينا براحتك إحنا أيدينا مفتوحة للجميع وإحنا أقل ناس إحنا لم نفعل ربع اللي في المعتقل ولا اللي مات البداية مش بتاعت حد". وأضاف عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "البداية فكرة الجميع وكل من يشارك فيها من شباب الثورة العظماء كل يوم مع بعض بنثبت للعالم إحنا نقدر نعمل المستحيل ماعندناش حاجة نخبيها مستعدين لأي حوار مع أي حد الثورة فكرة والفكرة لا تموت". وفي سياق متصل أكد إياد إسلام، عضو حملة "مش رئيسي" المنضمة مؤخرًا لحركة "البداية"، أن شباب الحملة ثوري، وبعيد كل البعد عن الخيانة أو العمالة لجهات سيادية أو أمنية، قائلا: "عمرو بدر- أسماء محفوظ- شريف دياب- إنجي أحمد – محمد دومة، كلهم شاب 25 يناير". إلا أنه أبدى تحفظه من عدم احتواء أجندات مطالب الحملة على "إسقاط النظام" متسائلا: "كيف تكون حملة احتجاجية وتعترف بوجود النظام وتكتفي بمحاولات إصلاحه أو ترقيعه- حسب قوله- متابعًا: "هل لو تمت الموافقة على هذه المطالب سيتم الإبقاء على النظام؟". على الجانب الآخر شكك محللون سياسيون، في إمكانية أن تعيد حملة "البداية" سيناريو "تمرد" وتساهم في الإطاحة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، متوقعين فشلها قريبًا بسبب القبضة الأمنية الحالية لاسيما عقب حملة التخوين الأخيرة لعدم مطالبتها برفض النظام واكتفائها على المطالبة بإضفاء بعض التصليحات عليه. وقال حسن نافعة، الخبير السياسي، إن الحركة لن تعيد سيناريو التمرد على الرئيس أو الإطاحة، مشيرًا إلى أن أحلامها أبعد من إمكانياتها- حسب قوله- مطالبًا أعضاءها بأن يراجعوا أنفسهم حتى لا يكون السجن هو المقر الرئيسى لهم"، على حد قوله. وتوقع يسرى العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الفشل للحملة لافتقادها للقاعدة الشعبية، قائلا: "النظام الحالي قوى لن يسمح بتكرار سيناريو حملة تمرد لأن عهد مرسي كان فاشلاً وله عيوب كثيرة ولن تكن أيامها الشرطة قوية كهذه الأيام"، على حد تعبيره. يذكر أن أهداف الحملة المعلنة هي: "الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإسقاط قانون التظاهر، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ومحاكمة تنظيم التعذيب بداخلها، إعداد مشروع قانون للعدالة الانتقالية يقتص لدماء الشهداء، ومحاكمة كل من تورط في الفساد والنهب والدم بداية من عهد المخلوع مبارك و حتى الآن، والضغط من أجل عدالة اجتماعية تضمن إنهاء البطالة، ومكافحة جادة للفقر والانحياز لحق الفقراء في الحياة، ووضع قانون جديد للعمل يضمن الحق في الأجر العادل والتأمين والإجازة وكل سبل تأمين حياة كريمة لكل العاملين بأجر".