عندما تمشي في الشارع المصري او تقود سيارة، واذا كنت قد زرت او عشت في بلاد اجنبية، فمن الطبيعي ان يتوارد الي خاطرك عشرات الاسئلة، والتي لايوجد لها اجابة، لماذا تتراكم اكوام القمامة في شوارعنا، و لماذا يتركها المسؤلين عن النظافة في الاحياء حتي تؤذي العيون و تزكم روائحها المارين؟ و ماهي منظومة النظافة في المدن و القري؟ و لماذا نتخلف عن معظم بلاد العالم في كل قارات العالم التي اصبحت النظافة جزء من عقيدتها و اسلوب حياتها؟ من المسؤل عن توعية المواطن المصري و الموظف الحكومي باهمية النظافة؟ هل هو الاعلام الذي يسخر ابواقه للتفاهات بدلا من ان يعلم الناس الاسلوب الحضاري للمعيشة؟ هل هي مسؤلية رجال الدين ان يدعو الناس لنظافة شوارعهم و اماكن عملهم و معيشتهم بدلا من ان يعيدوا و يزيدوا في خطب عن حياة المسلمين الاوائل من 1500 عام؟ هل نريد مزيد من القوانين لاجبار الناس علي النظافة؟ لماذا تسير السيارات و الميكروباصات في الشوارع و كانها في حرب شعواء مع بعضها البعض؟ اين اداب المرور و حقوق المارة و عابري الطريق؟ و لماذا لايجبر القانون الناس علي دراسة قوانين و اداب المرور في دورات جدية قبل الحصول علي رخصة القيادة كما تفعل كل الدول المتحضرة؟ لماذا لاتخطط حارات السير في كل الطرق و يلتزم بها السائقين؟ لماذا يستعمل السائقين كلاكسات عرباتهم طول الوقت و كانها اداة للترفيه لا للتحذير؟ في دول الخليج التي كانت تركب الجمال و الخيول من50 عاما يلتزم الناس فيها باداب المرور، غرامة كسر الاشارة في قطر 1500 دولار امريكي و غرامة البصق في الشارع 300 دولار، ولايسمح للشخص ان يغادر من المطار قبل ان يدفع غرامته. لماذا تسد القهاوي و الكافيهات الطرقات بكراسيها و يضطر الناس للمشي في عرض الشارع؟ لماذا تترك الاسلاك الكهربائية العارية تتدلي من اعمدة الكهرباء تعرض حياة الناس للخطر؟ لماذا لايتعلم الناس اداب الانتظار و الانتظام في طوابير في المصالح و البنوك و المخابز و محطات الباصات؟ من يعلم الناس ؟ الشعب لايعلم نفسه، الاعلام المفتوح طوال ساعات الليل و النهار يتحمل مسؤلية تعليم و توعية المواطن، لماذا لايكون هناك يوم قومي للنظافة كل شهر في مصر،يسخر فيها الاعلام لهذه القضية، تغسل فيه الشوارع و الميادين و جوانب السكك الحديدية و اسطح البيوت والمباني الحكومية التي تحولت اسطحها لمقالب زبالة،لماذا لايكون هناك يوم قومي للاشجار تغرز فيه الاشجار الجديدة في كل الشوارع، ويتعلم فيه الناس حب الشجر و الخضرة و الطبيعة. لماذا لاتكرس الحكومة ووزارة الصحة جهودها لتوعية الناس باخطار و مضار التدخين و المخدرات، لماذا لايضع زعيم القائمين علي الوطن النظافة و النظام واداب المروروالصحة الوقائية علي قمة اهتماماتهم وفي خطاباتهم الطويلة المتكررة؟ لماذا لاتنفض مصر و المصريون الغبار عن نفسها و تنظف و تتجمل و تتحضر، النظافة و النظام والاداب العامة لاتحتاج ميزانيات او دولارات، بل وعي و فهم وادراك واحترام للنفس والوطن.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.