لم أر في مصر أي تغيير منذ ثورة يناير سوي أنها أصبحت بدون مبارك وأسرته وبعض الوزراء، وآخرين.. فمازالت السيارت الفارهة ترمي علبة المناديل الفارغة من شباك السيارة الفيميه.. ومازالت السيارات تركن صف ثالث ورابع وتغلق شوارع بأكملها.. ومازالت العربات »الكارو« تسير في شوارع القاهرة وميادينها لتساهم بدورها في شل حركة المرور.. ومازالت السيارات والموتوسيكلات تسير عكس الاتجاه.. حتي التريللا تسير فوق الكباري عكس الاتجاه »أي والله«، وليحدث ما يحدث، ومش مهم أرواح الناس. مازالت الزبالة في شوارع القاهرة تزينها بأكياسها السوداء بالاضافة الي الألوان الأخري، ومازالت تزكم أنوف المارة لأنها باقية في مكانها لأكثر من شهر.. حتي الزبالين الذين كانوا يضايقون المارة بمد يدهم للشحاته بينما اليد الأخري تمسك بالمقشة اختفوا، فظهر بدلا منهم من يجلس علي كرسي متحرك »يدعي المرض«، أو من ترتدي النقاب تمد يدها داخل السيارة لوضع علبة مناديل مكتوب عليها اسم مصر والعلم، لزوم التغيير الذي حدث بعد ثورة يناير. مازالت الشوارع مكسرة ومليئة بمياه المجاري وأكوام الزبالة.. أما المحافظ والأحياء فهم في إجازة حتي تنتهي التظاهرات والمطالب الفئوية، وتبدأ الحكومة في محاسبتهم. مازالت أعمدة الانارة مطفأة، أو مكسورة وملقاة علي جانب الطريق.. والأشجار سقطت أو تم تقطيعها وتركوها تسد طريق السيارات والرصيف ايضا. مازال سائق الأتوبيس »بعد فك الاعتصام« لا يلتزم بالمحطة، وينزل الراكبين في وسط الشارع.. مازال التاكسي يسير في الشمال ثم ينحرف يمينا إذا استوقفه زبون.. كل صاحب محل وضع أمام المحل »خوازيق« لمنع ركن السيارات.. وكل سيارة صنعت لنفسها »بارك خاص« أمام منزل صاحبها.. القهاوي أخذت الشوارع كلها لصالحها، وضعت مطبا قبل القهوة بعشرة أمتار وبعدها أيضا، لتعلن للجميع أنها ملكية خاصة. الأكشاك أصبحت زي النمل في شوارع وحواري وميادين مصر، وكلها بلا ترخيص.. أضف الي ذلك نصبة الشاي، وعربات الفول وأقفاص العيش. كورنيش النيل اصبح كازينو مجاني، والشاي والحاجة الساقعة والترمس والحمص.. كله أمام منطقة أكبر فنادق القاهرة. اختفت اشارة المرور، وكلبشات السيارات، ودفتر المخالفات، وسيارات القمامة وعمال المجاري. سلوكيات المصريين بعد الثورة لم تتغير أو تتحسن، بل ساءت.. فاذا أردت أن تري الفوضي والقذارة وعدم احترام القوانين.. فانظر الي الشارع المصري. في حياة الشعوب لا توجد ثورات كل سنة أو خمس أو عشر سنوات.. فإذا لم تغيرنا ثورة مثل ثورة يناير فمتي نتغير؟ المجتمع المصري تغير بعد ثورة يوليو، وعاش ليحقق حلمه. كل ما أتمناه أن تصبح لنا أحلام نسعي لتحقيقها. [email protected]