يبدو أن البعض منا وليس الكل وكأنه يقسم بالله العظيم ثلاثة أنه لن يتغير ولا يرغب في إصلاح نفسه والتخلص من السلبية في أبسط معانيها والتي قد تختصر في عدم القاء القمامة في غيرالأماكن المخصصة لها حتي لوكانت مجرد منديل ورق!! وطن نظيف حلم قديم أحيته مبادرة رئيس الجمهورية »والتي استهدفت ازالة المخلفات وتنظيف شوارع المحروسة وما حولها من محافظات وهذا الحلم لن ينجح الا بمبادرة أخري لتغيير النفس فالقاعدة القرآنية تؤكد أن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، هل يعقل أنه رغم النداءات المستمرة للدعوة للمشاركة في المبادرة لم يختف سلوك متخلف من شخص يستقل سيارة فارهة آخر صيحة - والسيارة الفارهة تعد علامة حضارية - الا أن صاحبها ومن معه لا يجدون غضاضة في فتح النافذة لإلقاء المخلفات في الشارع، وياويلك ويا سواد ليلك لو أنبته بهمسة عتاب!! وما اتعجب له سلوك تحول الي عادة قبيحة وهو أن تجد شخصا يبصق في الطريق بالرغم من أنه أحد أسهل وأسرع وسائل نقل الامراض، والعام الماضي فقط توفي 9 آلاف شخص بمرض »الدرن«ذ الذي ينتشر عبر اللعاب الذي يتناثر عند البصق أو السعال - في مدينة مومباي بالهند ولذلك لجأت دولة مثل الهند الي فرض غرامة علي من يبصق في الطريق فلماذا لا تفرض غرامة مشابهة في مصر؟.. ان العالم يشن حملة علي البصق في الشارع، وبعض الدول فرضت غرامة عقوبة علي البصق في الشارع، وسبقت سنغافورة العالم بثلاثين سنة في هذه الحملة، وسبق الإسلام العالم بألف وأربعمائة سنة، واثبات ذلك ماجاء في قول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم »البصق علي الأرض خطيئة، وكفارتها ردمها«.. وكما تكون النظافة في الأمور المادية تكون أيضاً في الأمور المعنوية وترتبط اشد الارتباط بالجانب الأخلاقي للإنسان. فالإنسان الذي لا يكذب يوصف بأنه نظيف اللسان، والذي لا يختلس من مال غيره أو من المال العام يوصف بأنه نظيف اليد، والإنسان الذي يتفق ظاهره مع باطنه يوصف بأنه نقي السريرة وصاحب صفحة نظيفة.