يظن بعض زائري الأقصر أنهم قد تعرفوا على أغرب ما فيها من آثار ومعابد حفرت في الجبال، لكن يوجد بها شيء أشد غرابة ولم يعتد عليه الناس إلا أبناء هذه القرية الغريبة في مسمياتها. "المصريون" رصدت أسماء قرى الأقصر الغريبة، لتتعرف عن قرب لأصل تلك الأسماء. ففي الجنوب، حيث مركز إسنا أكبر مراكز المحافظة، والذي يمتلئ بالأسماء الغريبة لقراه، حيث نجد زرنيخ والزنيقة والغريرة وسطيح وطفنيس وبويل والعضايمة والسريب والدقيرة وكومير والشوراب وأم زناب والشغب والكلابية وغيرها من الأسماء. أهالي الدقيرة رفضوا تغيير اسم قريتهم لارتباطها باسم جدهم الأكبر ومؤسس القرية والذي كان يطلق عليه الدقر، على حسب وصفهم. وفي مركز أرمنت غرب الأقصر، حيث نجد عزبة الغوال، التابعة لقرية الرزيقات بحري، والتي يقول أحد أهلها إن سبب التسمية يعود إلى أن جدهم قد سمي الغول، نظرًا لأن والدته قد مات أولادها جميعًا وهم صغار، فأشار إليها أحدهم إلى أن تسمي ابنها القادم بالغول حتى يعيش، فقامت بتسميته كذلك، وسمي أبناءه من بعده بالغوال نسبة لأبيهم. وفي نفس قرية الرزيقات بحري نجد نجع المضاليم، والذي رفض أهله أن يغيروا اسمه إلى الطيبة، لتشبثهم باسم آبائهم. وأضاف عبده العقبي عن سبب التسمية "المضاليم أو المظاليم" أن آباءهم كانوا قد سكنوا تلك الأرض، وبنوا عددًا من البيوت بالطين، فقام عبود باشا الذي كان يملك معظم أراضي أرمنت بأمر عساكر السلطة، بهدم تلك المنازل، لأنه لا يريد أن يسكن أحد بالقرب من أرضه، مما جعل الأهالي يعودون لبناء منازلهم ليلاً، فقامت العساكر بهدمها بالنهار، واستمروا في البناء ليلاً وظل عساكر النظام يهدمون تلك المنازل بالنهار، حتى أطلق علينا المضاليم لأننا بنينا منازلنا بالليل أو المظاليم بسبب كثرة الظلم الواقع علينا. وفي مركز الطود تظهر أسماء كالطرش والتي يرجع السبب في إطلاق هذا الاسم عليها، ما أكده أسامة عبدالحميد أحد أبناء القرية أن جدهم الأكبر كان يركب حصانه، فكان عندما يناديه الناس بكلام سيئ أو سمع من أحد ما لا يرضيه لا يرد عليه، وكان لا يرد إلا لمن يرغب في الرد عليه أو من يعجبه حديثه، فأطلق عليه الناس الأطرش، وسميت القرية من بعده بالطرش نسبة إليه. شاهد الصور: