انتشرت حالة من القلق سرعان بين مواطني مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، اليوم الأحد، بعدما أعلنت إدارة الأمراض المتوطنة بمديرية الصحة عن ظهور يرقات البعوض الناقل لوباء الملاريا، وعلى الرغم من تصريحات وزارة الصحة بالمحافظة ومحاولتها لبث رسالة طمأنينة للأهالي بأن يرقات البعوض سلبية وغير حاملة للعدوى إلا أن حالة القلق لا زالت مستمرة. ورصدت "بوابة التحرير" أسباب ظهور يرقات بعوض الملاريا، وكشفت عن كارثة صحية محتملة الوقوع، ما لم يتم التصدي لأسبابها. وقال محمد حسين، موظف، 33 عامًا، ومقيم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، إن الأوبئة والأمراض يعدان أمران طبيعيان بالنسبة لسكان مدينة إسنا، فهم اعتادوا أن يتصدر الإهمال المشهد، وبالتالي فإن ظهور الأمراض الوبائية ليس جديدًا عليهم. وأوضح حسين، أن ظهور يرقات البعوض الناقل للملاريا لا يعد بالأمر الحديث، حيث كان الأهالي في انتظار حدوث ذلك منذ زمن بعيد. وأشار، إلى أن المياه الجوفية تسببت في ظهور برك من المياه على سطح الأرض، ويرجع ذلك إلى وجود ترعة الرمادي وهي بلا "تكاسي" بقرية العضايمة، التي ظهرت بها يرقات الملاريا، لذلك فإن مياه تلك الترعة تتسرب إلى باطن الأرض لتشكل في النهاية برك مائية، بداخل منازل والطرق المتواجدة حولها. ومن جانبه، أكد حسني عبده، موظف، أن هناك 10 قرى ممتدة على شريط ترعة الرمادي مهددة أيضًا بظهور يرقات بعوض الملاريا، حيث باتت المياه الجوفية تظهر في قرابة 10 قرى وهي: القرية، والقرايا، والطوايع، والنمسا، والمساوية، والسريب، والدقيرة، والعضايمة، والترعة، وكومير، وهذا ما يمثل خطورة صحية وبيئية يمكنها أن تقضي على حياة الآلاف من المواطنين. وتابع عبده، أن خطر تلك الترعة لن يتوقف على نشر الأمراض فقط، بل ستتسبب في قتل المواطنين تحت انقاض منازلهم، وذلك لأن معظم منازل تلك القرى مبنية من الطوب اللبّن، مما يجعلها أكثر عرضة للانهيار بسبب المياه الجوفية. وأشار، إلى معاناة أهالي منطقة النقبة التابعة لقرية النمسا الذين يعانون دائمًا من انهيار منزلهم نتيجة تعرضها للمياه الجوفية، فضلًا عن انتشار الأمراض بها بسبب ظهور البعوض والطفيليات. وفي المقابل، أكد المهندس مصطفى جبريل، نائب رئيس مجلس مدينة إسنا، أن هناك حالة من التنسيق بين مجلس المدينة ومديرية الصحة من خلال حملات لتطهير وردم البرك، وذلك للحد من ظهور وباء الملاريا، إثر العثور على يرقات البعوض الحاملة للمرض.