"أنا مش بعمل حاجة أصلاً، ودى حاجات ملهاش لازمة فى الخير اللى الناس بتعمله" كانت بداية كلمات "رومانى رمزى عجايبى"، ابن الخمسين عاماً، وأحد أشهر أبواب الخير فى مدينة الأقصر، "المصريون" عند سؤاله عن أفعال الخير التى يقدمها دائمًا لفقراء المسلمين أجاب. رومانى عجايبى، صاحب كبرى ثلاجات الفراخ واللحوم، اعتاد كل أسبوع بعد صلاة الجمعة، أن يقوم بتوزيع المواد الغذائية على الفقراء بشتى اختلافاتهم، دون سؤالهم عن أسمائهم أو مهنهم أو بلدهم، فقط قف فى الطابور وخذ مما آتاه الرب لعبده رومانى. وأضاف، أنه يقوم من مكتبه بعد انتهاء توزيع أكياس اللحوم، للتأكد أنه لا يوجد أحد من الأشخاص لم يتمكن من الحصول على كيس من اللحم، مؤكدًا أن ما يفعله لا يرجو من ورائه سوى رضا الرب، ولا يبحث عن مجد دنيوى ولا منصب سياسى أو فوز انتخابى، وأنه يكفيه دعاء البسطاء له، وحب جيرانه من مسلمين ومسيحيين له. وأوضح، أنه يساعد من الحين والآخر على تجهيز بعض العرائس من فقراء المسلمين، وأنه لا يرى فى هذا أى فضل، فإن هذا فقط خدمة لأهله، كما أنه يقوم بتوزيع بعض المبالغ المالية للمحتاجين شهرياً. وتابع، أنه تبرع بعدد ثلاثة أجهزة غسيل كلوى لمستشفى الأقصر العام، وجهازين لمستشفى القرنة المركزي، ومثلهما لمستشفى أرمنت المركزي، مساهمة منه لمرضى محافظة الأقصر، الذين بالطبع لم يفرق المرض بين اختلافهم الدينى. وفى مدينة أرمنت جنوب غرب الأقصر، ضرب منير واصف، مثالاً لا يزال يتوارثه الأجيال فى الوحدة الوطنية، حيث تبرع بقيراطين من أرضه، بنجع المضاليم التابع لقرية الرزيقات بحرى جنوب أرمنت، لبناء مسجد للمسلمين، طواعية غير مرغم، رغم أن هذه الأرض كانت ضمن عشرة أفدنة يمتلكها بيعت بأكملها كأراض سكنية، ولكنه آثر أن يتبرع بتلك القطعة من الأرض لبناء مسجد تبرعاً منه لأبناء بلده من المسلمين، كما أشار أحد أحفاده. وفى منطقة ساحل الجرف بمدينة أرمنت الوابورات، كان نعوم نجيب إسكندر، يضرب مثالاً آخر على تلك الوحدة الوطنية، حيث تبرع بقطعة بطول أرضه لفتح شارع لمرور المسلمين إلى مسجد كان بجوار أرضه، ولم يتقاض أية أموال نظير تلك الأرض، رغم عرض المسلمين له.