قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, إن المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب, يشكل خطرًا كبيرًا على الولاياتالمتحدة وحلفائها, وإن من شأن فوزه زعزعة استقرار الاقتصاد الأمريكي، وإثارة الخلافات داخل حلف شمال الأطلسي "الناتو", والمساعدة على انتشار تنظيم "داعش". وأضافت الصحيفة, أنه يجب على السياسيين البريطانيين إدانة ترامب؛ لأن أفكاره التي يعرب عنها من حين لآخر منافية للأخلاق, ولكل القيم المتعارف عليها. وتابعت: "الأمر يعود إلى الأمريكيين في اختيار من يصوتون له، لكن يجب أن يكون واضحًا, أن التعامل مع شخص يحتقر النساء ويعادي المسلمين, يبدو أكثر صعوبة". وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهوريين المصدومين من مرشحهم الرئاسي, كانوا يعرفون جيدًا منذ البداية أنه شخصية مثيرة للجدل, لذا فإن لا عذر لهم. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت في 8 أكتوبر تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005, يدلي فيه ترامب بكلام بذيء عن النساء، حيث قال متحدثًا إلى مقدم برامج في التسجيل, أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تليفزيوني: "حين تكون نجمًا، يدعنك تفعلها". واستخدم ترامب في التسجيل، كلامًا فاضحًا ويسمع صوته في شريط الفيديو بوضوح وهو يسوق وصفًا صريحًا لمحاولته إغواء امرأة، رغم علمه أنها متزوجة. وحسب "الجزيرة", لم ينفِ ترامب صحة التسجيل, إلا أنه حاول احتواء تداعيات تصريحاته البذيئة ضد النساء، وسجل شريط فيديو وزعه على الصحافة, قال فيه: "كنت مخطئًا.. أعتذر، الناس الذين يعرفونني يعلمون أن هذا ليس أنا"، مضيفا أنه تغيّر. وتابع: "قلت حماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين"، متهما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري كلينتون بأنه "أساء فعليا معاملة نساء، وأن هيلاري قامت بمضايقة نساء أقمن علاقات مع زوجها, وأهانتهن"، واستطرد "بيل كلينتون قال لي ما هو أسوأ من ذلك بكثير على ملعب للغولف". وأشار ترامب إلى أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي, وذلك بعد توجيه انتقادات شديدة له حتى داخل حزبه الجمهوري، إثر نشر شريط الفيديو الذي يروي فيه كيفية تحرشه بالنساء. وفي ثاني مناظرة تليفزيونية بينهما في 10 أكتوبر, تبادل ترامب وكلينتون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية، والقضايا الداخلية، فضلا عن مسائل أخلاقية شخصية، حيث بدأت كلينتون بالحديث عن تسجيل صوتي لترامب تم تداوله قبل أيام، وتضمن عبارات تجاه النساء وصفت بأنها بذيئة، وبينما قالت كلينتون إن ما ورد في التسجيل يمثل حقيقة ترامب؛ رد بأنه اعتذر عما بدر منه مستحضرًا ضلوع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في علاقات غير شرعية. وأظهر استطلاع للرأي أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون فازت في المناظرة الثانية. ووفقًا لاستطلاع أولي أجرته شبكة "سي إن إن" وشمل مجموعة ممن تابعوا المناظرة، فإن 57% من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا أن كلينتون فازت بالمناظرة، في مقابل 34% صوتوا لصالح منافسها. وكانت استطلاعات للرأي أشارت أيضًا إلى تقدم المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بعد أول مناظرة بينهما أجريت في 27 سبتمبر الماضي. واتهم ترامب خلال المناظرة منافسته بالتسبب في الفوضى بالشرق الأوسط، بسبب ما وصفها بالسياسات الخارجية غير المدروسة تجاه أزمات المنطقة، حيث كانت كلينتون تشغل منصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى, أما كلينتون فقالت إن ترامب لا يصلح للرئاسة لأنه يفتقر إلى الشعور بالمسئولية. وأعطت استطلاعات الرأي بعد المناظرة تقدما لكلينتون، فقد استطلعت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة أبحاث الرأي "أو آر سي" آراء 521 ناخبا محتملا، وخلصت إلى أن 62% اعتبروا أن المرشحة الديمقراطية فازت بالمناظرة, مقابل 27% لترامب. ووفقًا للشبكة، فإن الناخبين ممن اُستطلعت آراؤهم بشأن المناظرة قالوا إن كلينتون عبرت عن رأيها بوضوح أكثر من ترامب، وكان إدراكها للقضايا التي نوقشت خلال المناظرة أفضل بفارق كبير، واعتبر البعض أن كلينتون نجحت بشكل أفضل من ترامب في معالجة وتناول مخاوف الناخبين حول رئاستها المحتملة. وكانت استطلاعات رأي سابقة للمناظرة أعطت تقاربا في السباق، حيث نالت هيلاري كلينتون 43% من نوايا التصويت مقابل 41.5% لترامب بحسب المعدل الذي احتسبه موقع "ريل كلير بوليتيكس". وخلال المناظرة التي استمرت تسعين دقيقة تواجه المرشحان بشأن رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع. وانتقد ترامب أداء كلينتون السياسي, قائلا إن "هيلاري تحظى بالخبرة، لكنها خبرة سيئة". وقال :"إن بلادنا تعاني بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذها أشخاص مثل كلينتون". وأشارت تقديرات إلى أن عدد مشاهدي المناظرة عبر التليفزيون اقترب من الرقم القياسي المسجل عام 1980 والبالغ ثمانين مليون مشاهد. وبعد المناظرة, علق جون هوداك -من مؤسسة بروكينغز- بالقول: "لم نشهد من قبل مثل هذا الأداء الممتاز لكلينتون، والسيئ إلى هذا القدر من قبل ترامب"، مضيفًا أن "كلينتون كانت مسيطرة من البداية حتى النهاية". ومن جهته، علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة "أيوا" تيموثي هيغل: "كلينتون بدت أكثر بمظهر الرئيس, وهذا أمر ليس مستغربًا". وتُجرى مناظرة ثالثة في 19 أكتوبر, استعدادًا للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستُجرى في نوفمبر المقبل.