كشف آخر تقرير صادر عن البنك المركزي المصري، تراجع الإيرادات السياحية هذا العام بمعدل 48.9 % لتسجل 3.8 مليار دولار مقابل 7.4 مليار دولار، بعد تراجع عدد الليالي السياحية من 99.2 مليون ليلية إلى 51.8 مليون ليلة في العام. وتأثرت السياحة المصرية كثيرًا بعد سقوط الطائرة الروسية في أول شهر نوفمبر من العام الماضي، وهو ما ترتب عليه حظر روسيا سفر مواطنيها إلى مصر، وبذلك خسرت مصر 40% من إجمالي السياحة الوافدة إليها. وبحسب بيانات وزارة السياحة، حقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر، من أصل 7.4 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام الماضي، كما حظرت بريطانيا هي الأخرى رحلاتها إلى شرم الشيخ. وكانت السياحة الروسية والبريطانية في شرم الشيخ تمثل 60% من قيمة السياحة، ولذلك عكفت وزارة السياحة المصرية منذ حظر روسياوبريطانيا سفر مواطنيها على عودتها إلى مصر، بالتأكيد على استعادة المستوى العالي للمنظومة الأمنية بالقطاع السياحي بمدينتي شرم الشيخ والغردقة. وقال السيد العاصي، الخبير السياحي، إن الأسباب التي أدت إلى تراجع الإيرادات السياحية للنصف تقريبًا هو الهجرة غير الشرعية التي تسيء إلى سمعة مصر عالميًا من ناحية تأمين الحدود الإقليمية، والتي تعتبر اختراقًا أمنيًا لحدود البلاد، مما يقلل من فرصة السياحة لمصر، بالإضافة إلى انسحاب روسيا من سوق السياحة التي كانت تمثل أكثر من 50% من حجم الوفود بمصر، بجانب توقف بعض الشركات الأوروبية إلى مصر بسبب الدولار. وأضاف العاصي ل"المصريون" أن مشكلة السياحة ليست متوقفة على السوق الروسي فقط، إنما على عدد من المجالات والدول التي بدأت تتراجع سياحتها في مصر، مطالبًا الحكومة ببذل جهود كبيرة لبحث شروط روسيا لانتعاش السياحة مرة أخرى. وأوضح أن مصر ليست الدولة الوحيدة المتضررة من وقف السياحة الروسية، لافتًا إلى أن شركات السياحة الروسية تضررت هي الأخرى من وقف التعامل مع مصر، ولذلك تضغط وتساعد في عودة السياحة، ولكن المشكلة تكمن في القرارات السياسية التي يتخذها البلدان، مثل مشكلة القمح ووقف الصادرات التي ظهرت على الساحة في الفترة الأخيرة، والتي من الممكن أن تعرقل عودة السياحة مرة أخرى لمصر. من جانبه، رأى السيد الدمرداش، الخبير السياحي، أن السياحة فى مصر تعتمد بشكل أصيل على السائح الروسي الذي يمنحها "قبلة الحياة"، موضحًا أن حادث الطائرة الروسية مع وجود خلافات بين الجانبين بسبب وقف تصدير القمح، تسبب في خسائر فادحة لقطاع السياحة خاصة في منطقة شبه جزيرة سيناء التي تضررت كثيرًا خلال الآونة الأخيرة. وأضاف الدمرداش ل"المصريون" أن السياحة في مصر ستتأثر كثيرًا كما ستتأثر الحجوزات في موسم عمل شرم الشيخ في رأس السنة والأعياد، وبالتالي عودة الحياة الروسية لشرم الشيخ متوقفة على نتائج التحقيقات في سقوط الطائرة المنكوبة والتي تجري بتعاون بين مصر وروسيا، إلى جانب كل من أيرلندا وفرنسا وألمانيا.