انتقد العديد من الكُتًّاب المحسوبين على السلطة، الكثير من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومواقفه خلال مشاركته في الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، معربين عن غضبهم مما وصفوه ب "الزفة البرلمانية والإعلامية والكنسية"، وحديثه عن عدد اللاجئين فى مصر وتسليمه قائمة بالمفرج عنهم لوزير الخارجية الأمريكى جون كيري. وكان أبرز هؤلاء الكاتب الصحفى عبدالله السناوي، الذي انتقد الحشد المرافق للسيسى، فى مقال له جاء بعنوان "صور من نيويورك" قائلاً: "إن كل ما جرى فى نيويورك، من صور مصرية مسيئة؛ يستحق المساءلة، ولا يجوز أن يمر بلا حساب جدى مع دواعيها وآثارها والمسئولين عنها وذلك حتى لا تتكرر مرة جديدة". ووصف السناوي، الحشد الذى يحدث دائمًا من قبل الموالين للسيسى بأنه "بدعة لا سابق لها فى السياسة الدولية"، مردفًا: "وكأى بدعة سياسية من هذا النوع ترتد الصور إلى عكسها". وتساءل السناوى عن جدوى المشاركة الثالثة على التوالى للسيسي، فى أعمال الجمعية العامة، وهو ما لم يقدم عليه أى حاكم مصرى منذ تأسيس المنظمة الدولية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وما إذا كانت لدى مصر مصالح محققة فى تلك المشاركة على المستوى الرئاسي، أم أنه كان الأولى به أن يبقى فى بلاده يتابع أزماته المستحكمة، ويعمل على منع تفاقمها؟. وأكد أن "إحياء السياسة يعنى بالضبط الإفراج عن المعتقلين السلميين الذين لم يتورطوا فى عنف، والاعتراف بأزمة الدولة مع شبابها، والعمل على تصحيحها، وتوسيع المجال الإعلامي، ورفع يد الأمن عن الحياة العامة، فللأمن وظائف لا يتعداها فى أية دولة قانون إذا كنا جادين فى الالتحاق بالعصر". والملف الثاني، حسبما رأى؛ هو الحريات العامة وحقوق الإنسان، وهو متصل بالعمق مع فرص جذب الاستثمارات الأجنبية والتعافى الاقتصادى، على حد قوله. وختم مقاله بتحذير السلطة السياسية الحالية قائلاً: "إذا لم يعمل الحاضر على تصحيح الصورة بإجراءات تقنع الداخل والخارج معا بأن هناك دولة قانون ودولة عدل فإن أحدًا لا يمكنه توقع ما قد يحدث تاليًا"- بحسب قوله. كما صدم الكاتب خالد منتصر، من تصريح السيسى عن إحصائية عدد اللاجئين فى مصر، وكتب فى مقال له بعنوان "ثقافة احترام الرقم وتبجيل الإحصائية" ،عن رقم "5 ملايين لاجئ فى مصر" الذى ذكره الرئيس فى كلمته، معربًا عن انزعاجه من الأرقام المرسلة التى لا يسندها ولا يدعمها إحصاء حقيقى منضبط ومرجعية علمية واضحة، على حد وصفه. وقال: "لم أجد رقم 5 ملايين لاجئ فى أى وثيقة رسمية أو فى مفوضية اللاجئين، ولو عندنا 5 ملايين لاجئ وغير قادرين على إحصاء، ولو مليونين منهم، فنحن فى منتهى التقصير والكسل والعشوائية"- بحسب وصفه. وأضاف: "مسئول ما أعطى السيسى فى نيويورك ورقة بها رقم 5 ملايين لاجئ فى مصر، لكى يذكره كدلالة على اهتمامنا باللاجئين، المكان هو أهم مؤسسة دولية فى العالم، والزمان 2016، حيث صراع قمم العلم والتكنولوجيا، الرقم فى العالم المتحضر ليس مجرد لفظ له جرس ونغم وإيقاع، لكنه معلومة وعلم له دلالة وتبعات، وليست كثرة العدد هى التى تعطى طمأنينة وراحة للعالم عن هذا البلد أو ذاك، لكن المهم كيف تتعامل هذه الدولة مع هذا العدد من اللاجئين". وتابع :"كان لا بد أن يراجع رقم 5 ملايين لاجئ، وينضبط هذا العدد أكثر، لأن العالم لم يعد يعترف بالأرقام البركة والإحصائيات"الكلشينكان"، التى هى شبه الإحصائيات، وليست إحصائيات حقيقية". ووصف الكاتب الصحفى أشرف البربري، مدير تحرير "الشروق" فى مقال له بعنوان " غزوة نيويورك"، ما فعله المرافقون للسيسى إلى نيويورك من برلمانيين وإعلاميين وكنيسة ب "الزفة البرلمانية، الإعلامية، الكنسية"، مؤكدًا أنها ذهبت للولايات المتحدة لتقول للعالم إن هؤلاء قادمون من "شبه دولة"، برغم أنهم قادمون من أعرق دولة فى تاريخ البشرية". وتابع: "هؤلاء البرلمانيون والإعلاميون الذين سافروا إلى نيويورك يصدعون الرؤوس بالحديث عن الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد وعن ندرة العملات الصعبة وضرورة تقشف الشعب وتحمل المعاناة، ثم نراهم ينفقون عشرات الآلاف من الدولارات فى هذه "الغزوة الخائبة"، التى تكررت مع العديد من زيارات الرئيس الخارجية برغم ما أثارته من انتقادات"، بحسب قوله. كما أنتقد عماد الدين حسين الكاتب الصحفى ورئيس تحرير جريدة الشروق، فى ما يفعله الرئيس السيسى وكتب حسين فى مقال له بعنوان "نجاح الخارج.. لا يغنى عن وفاق الداخل" إن من يعتقد أن الصورة البراقة فى الخارج قد تعنى آليًا تحسن الوضع فى الداخل فهو واهم". حيث يرى أن القاعدة الصحيحة هى أنه: "كلما كان الوضع مستقرًا فى الداخل، فسوف تتحسن الصورة فى الخارج إلى حد كبير". وتابع :"لن ينفعنا كل العالم لو كان مع الحكومة والرئيس، إذا كانت الأوضاع فى الداخل سيئة، مشددًا على أن الأساس هو الداخل، وأن بناء أكبر قدر من التوافق الوطنى فى الداخل هو الذى يجبر العالم على احترامنا والتعامل معنا بجدية والعكس ليس صحيحًا بالمرة"، على حد تعبيره". قال هشام قاسم الخبير الإعلامي، إن انتقاد العديد من الكتاب المحسوبين على النظام السياسى الحالى للرئيس عبدالفتاح السيسى على أساس واقعى نتيجة ما يفعله وما يقوله. وأضاف قاسم ل" المصريون"، أن هؤلاء الكتاب فى بداية تولى السيسى للحكم ظلوا فترة لا ينتقدوه لكن الأيام الحالية الكثير منهم أصيبوا بخيبة أمل بعدما لم يحدث أى تقدم أو تغيير جذرى فى أى جانب من قبل الرئيس من شأنه إفادة المواطن ، موضحًا أن ما يحدث من تغيير من قبل هؤلاء الكتاب يعد طبيعيًا. وتابع: "الأيام القادمة ستشهد العديد من الانتقادات من جانب الكثيرين لما يشهده الواقع من تأزم فى كافة المجالات".