365 يوم، منذ استيلاء عبد الفتاح السيسى على السلطة، يراهم عدد من الكتاب والمفكرين، ما زادو البلاد إلا خبالا، عادت فيهم للسنوات العجاف التي عانت منها إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. هكذا رصدت "مصر العربية"، آراء بعض الكتاب، في العام الأول من حكم السيسي. فهمي هويدي "مفيش أمل" "إننا لم نجد أملًا في طي صفحة القوانين الظالمة وانتهاكات حقوق الإنسان"، كلمات سطرها الكاتب والمفكر فهمي هويدي، في مقال له بال "سي إن إن" بالعربية، حول العام الأول من حكم عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن هناك أكثر من 42 ألف مواطن في السجون والمعتقلات. ويرى هويدي، أن مصر لم تخرج من عباءة نظام مبارك، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي، فالعلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة كما هى والعلاقات مع إسرائيل فى أفضل أحوالها، فى حين أن العلاقة مع حماس والمقاومة الفلسطينية انتقلت من سيء إلى أسوأ، وكذلك لم تتغير السياسة الداخلية. افتقار الرؤية السياسية والاقتصادية، والغموض المخيم على آلية صنع القرار السياسي، هي سمات ألصقها هويدي بالنظام الحالي، وأضاف إليها التراجع الكبير فى مجال الحريات العامة، وما اصطحبها من تراجعا مماثلا فى الثقة بالقضاء المصرى الذى كان ضحية قوانين جائرة وتحريات، بحسب قوله. أما عن المشروعات القومية التي طرحها السيسي، يقول عنها هويدي" لقد قرأنا أن السيسى افتتح فى مناسبة بداية عامه الجديد 39 مشروعا جديدا بتكلفة 5 مليارات و884 مليون جنيه، لكننا لم نقف على أى ملمح مضىء فى الأفق السياسى يطمئننا إلى أننا نتوقع انفراجا فى العام الجديد". أحمد عبد ربه: من سئ لأسوأ "ماذا فعل الرئيس في عام"، هو عنوان مقال للدكتور، أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية والكاتب بصحيفة الشروق، سطر أسفله ملامح مصر في العام الأول من حكم عبد الفتاح السيسي. ومن أبرز الملامح التي رسمها " عبد ربه"، هي هيمنة شخصية السيسي على المشهد السياسي، فلا لاعب سياسيًا غيره، على حد تعبير الكاتب، مضيفًا: "حرص الإعلام ونخبه المثقفين على الاستمرار فى تصوير السيسي باعتباره البطل المنقذ والمخلص، وعادت معادلة مبارك فى انتقاد الحكومة بل وسلخها مع عدم الاقتراب منه". "غياب المؤسسة التشريعية، تعطل العمل الحزبى، تأميم السياسة، تسيس العدالة، غياب الرقابة، منع المظاهرات وأي أعمال متعلقة بالحراك السياسي، والسماح فقط بالزفات الشعبية المؤيدة للنظام"، ملامح استكمل بها "عبد ربه"، خريطة عام السيسي الأول. وتابع عبد ربه :" رغم أن خطاب توليه السلطة كان مليئ بالتطمنيات لثوار يناير، إلا أن السياسات الفعلية على الأرض عادت كل الفاعلين والمعبرين عنها"، معتبرًا أن النظام الحالي محى آثار باب الحقوق والحريات في الدستور. وأكد أن العقلية الأمنية هي المسيطرة على السيسي، ولم يعد هناك تخطيط سياسى، فى ظل عسكرة كاملة للدولة بتأييد وتهليل معظم النخب المدنية. واستطرد أن السيسي قدم نفسه على أنه أب للشعب، ومصلح ديني، وحرص على تقريب نخب جديدة منه، يبررون القمع والشمولية، منوهًا إلى أن هناك تدهورا شديدا فى حقوق الإنسان وعودة التعذيب في أقسام الشرطة. وانتقد عبد ربه ما وصفه ب "تهجير" القبائل السيناوية، مؤكدًا أن اللجوء لهذه السياسة لمواجهة الإرهاب غير فعالة، وأنه خلال العام المنصرم، تزايدت العمليات الإرهابية، خاصة في سيناء، وأصبح الصراع مفتوح بعد لجوء الجيش لتصفية الإرهابيين، ثأرًا لدم المصريين. وعلى المستوى الاقتصادي، يقول عبد ربه، إنه حتى الآن لم يحدث تطور كبير في الوضع المعيشي للمصريين في ظل وعود كبيرة بتحسن الأوضاع في المستقبل، لكن من الواضح اعتماد السيسي على سياسة المشاريع العملاقة، والأضواء المبهرة، والأرقام التجميعية الكبرى، فى ظل غياب خطط للتنمية المستدامة وأليات للمحاسبة والشفافية، مختتمًا مقاله بالتأكيد أن مصر تتغير بشدة للأسوأ. كثير من الصخب قليل من الإنجازات عام كثُر فيه الصخب وقل فيه الإنجاز، هكذا انتقد الكاتب الصحفي أنور الهواري، ما وصفه بالإخفاقات التي وقع فيها عبد الفتاح السيسي خلال عامه الأول من الرئاسة، في مقال له بصحيفة المصري اليوم، بعنوان " باق من الزمن 36 شهر ". وأشار الهواري، إلى أنه من الأقلية في تيار 30 يونيو ممن يتبنون وجهان نظر قاسية ويصدرون أحكام سلبية، إذ يرى أن 30 يونيو كان بإمكانها أن تؤسس لجمهورية جديدة، ولكن بقي الحال كما هو ولم يتغير شيئ، إلا أن رحل مبارك ثم جاء مرسي، ثم رحل، وجاء عدلي منصور، ثم رحل وجاء السيسي، وكل ما استفاده الناس هو الانتقال من سئ لأسواء. علاء الأسواني: النهاية كوارث وقال الكاتب علاء الأسواني، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، "لن تنهض مصر إلا إذا أدرك المصريون أن دولة الرجل الواحد، مهما يكن كفئًا ومخلصًا، ستؤدي حتمًا إلى الفساد والقمع والظلم والفقر، وتنتهي إلى كوارث". الإنجازت مش رصيف وكباري" وهاجم الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الملف الذي قدمته الرئاسة عن إنجازات السيسي، مشيرًا إلى أن الإنجازات ليست رصف طرق أو تشييد كباري، وأن السيسي لم يستغل شعبيته في اتخاذ قرارات حاسمة، وأن ما يملكه من صلاحيات مطلقة لم ينعكس على أرق الواقع بإنجازات حقيقة. "السحب على المكشوف" وأقر الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، في مقالا له بجريدة "الشروق"، بتراجع شعبية السيسي، قائلًا:" بدأ السحب على المكشوف كأنه نزيف رغم الجهود المضنية التي بذلها، لا أحد الآن على يقين أننا في الطريق الصحيح، أو أن هناك أملا يرتجى في نهاية النفق الطويل، هذا أسوأ استنتاج عام يتسع من يوم لآخر في بلد لا يحتمل إخفاقا جديدًا". وأرجع السناوي، نقاط الخلل في النظام الحالي إلى أنه لم يعلن عن نفسه بعد، لا رؤيته، ولا رجاله، هناك رئيس لكنه لا يوجد نظام، ولا الدولة استكملت مؤسساتها وفق "خريطة المستقبل". وأضاف أنه في غياب الرؤية تقدم الماضي لملء الفراغ سياسة واقتصادا وإعلاميا، في الفراغ السياسي عادت مراكز قوى للعب الأدوار القديمة كأن شيئا لم يتغير في مصر، سلبها رجال أعمال متنفذون بقوة المال، ورجال أمن أفلت عيارهم