علا نجمه بتغير النظام السياسي وتأييده لحكم الرئيس السيسي المطلق وأصبح مثار جدل واسع بإصدارة فتاوى مثيره للجدل عبر برنامج تليفزيوني يومي, رغم أن هذا لم يحدث وقت أن كان في السلطة ويشغل منصب مفتي الديار المصرية لنحو 10 سنوات(2003 _2013) عاصر خلالها نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لنحو سبع سنوات ثم شهد فترة حكم المجلس العسكري والرئيس المؤقت عدلي منصور وأوائل حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي والذي عزل بعدها بعدة أشهر. ولد علي جمعة محمد عبدالوهّاب، الشهير ب «علي جمعة» في 3 مارس 1952، بمحافظة بني سويف، وبدأ حياته الدراسية بعيدًا عن الأزهر حتى حصل على بكالوريوس التِجارة من جامعة عَين شمس في عام 1973م، ثم أنتسب إلى الأزهر في سن متأخرة، وتخرَّج في عام 1979, وحصل بعدها على الماجستير والدكتوراه في أصول الفقه في كلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر عامي 1985 و1988, ثم عين أستاذا بالجامعة، وعضو بمجمع البحوث الإسلامية، وعضواً بهيئة كبار العلماء، وعضو أمانة الفتوى فى دار الإفتاء المصرية، التي أنشئت عام 1895لتكون المرجعية الأساسية للفتوى فى مصر والبلدان الإسلامية. خلف الدكتور علي جمعة شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب في منصب مفتي الديار المصرية في عام 2003, كانا فيها مساندًا لنظام مبارك السياسي حتى أنه أيد شرعيته وحرض على ثوار يناير وطالب بعدم النزول ضده، لكنه عاد بعد أن سقط نظام مبارك وانتقده بشدة, وتعايش مع نظام جماعة الإخوان المسلمين وحضر معهم اللقاءات العامة وما لبث أن انقلب عليهم بعد أن تقرب للنظام العسكري وحرض على قتلهم في خطابه الشهير أمام قيادات الجيش وأثناء اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وقال جملته المشهورة: "اضرب في المليان دول ناس نتنة فيما وصفهم بالخوارج". حظي المفتي الأسبق بدعم نظام السيسي والذي كان له أيضًا داعم وبقوة خاصة في محاربة جماعة الإخوان المسلمين إلى أنه قوبل بانتقادات كبيرة في المحافل الإسلامية الكبرى، مما نتج عنه تجاهل كبير من العلماء بسبب آرائه المساندة للسلطان بحسب وصف الغالبية العظمى من الشعب له بأنه مفتي السلطة، إذا يحلل ما يرون أنه صحيح ويحرم ما يبغضونه. وأثار بتصريحاته الغريبة جدلاً واسعًا في الشارع المصري ومن ضمنها: "بتوع رابعة هيخشوا الجنة عشان عبط، فيما سب وهاجم ابن القيم وابن تيمية، لا يجب محاكمة مبارك ونجليه وزوجة علاء لأنهم ضامنين يدخلوا الجنة، وأثناء الثورة قال حرام شرعًا الخروج على شرعية مبارك واقتلوا الثوار، وأباح قتل معارضي الانقلاب". أسند لعلي جمعة رئاسة قناة الناس الفضائية بعد أن تحولت هويتها من داعمة لنظام الإخوان لتكون داعمة لنظام السيسي كما يشرف على مؤسسة مصر الخير الخيرية، بجانب العديد من المناصب الشرفية والاستشارية في مؤسسات الدولة وذلك تقديرًا على مساندته الكبيرة للنظام وتيسير الفتاوى الدينية لهم، كما أنه احتفل بعيد ميلاده في ناد ماسوني مع الراقصات والممثلات. أشعل «جمعة» الساحة الخلافية بفتاوى غريبة وعجيبة لم تكن موجودة من قبل حتى أن بعضها يبدو مخالفًا للدين والعرف المجتمعي وأخلاق المسلمين, حيث خرج على الإجماع بفتاوى شاذة: "أحل الربا والاغتسال باللبن، أباح نكاح المتعة وتطاول على الصحابة، والسجائر والأفيون والحشيش طاهرة ولا تنقض الوضوء، وأن على الرجل الاتصال بزوجته قبل الرجوع إلى المنزل لعل أن يكون معها أحد الرجال فيعطيه فرصة للانصراف، ومن أطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي فقد أطاع الرسول، ومن عصاه فقد عصى النبي، وأجاز للمسلمين بيع ونقل "الخمور" في بلاد الغرب والدول التي تبيح الخمور، الرسول ليس بشرًا مثلنا وموضعه أفضل من الكعبة، وأن الأولياء والمشايخ يمكنهم أن يمارسوا الزنا، والنقاب مرة عادة ومرة عبادة, وأجاز ترقيع غشاء البكارة، وقال عبدالحليم غني "أبوعيون جريئة" للرسول، وقال إن التاتو حلال، والزواج العرفي حلال, وأجاز الإفطار في المصايف، والنظر للمرأة المتبرجة حلال، الملكة إليزابيث من آل البيت".