"الصحة بالنواب" تطالب بسرعة إنشاء مصنع مصري.. وهيكلة الدعم لوصوله لمستحقيه.. الوزارة: "الحل قريبًا".. والحق في الدواء: "السر يكمن في الكارت الذكي" أزمة نقص ألبان الأطفال ليست جديدة، لكنها وصلت إلى ذروتها خلال الفترة الحالية وسط تقاعس كبير من وزارة الصحة والجهات المعنية بتوفيره، فانتشرت طوابير المواطنين أمام منافذ صرف الألبان والوحدات الصحية بمختلف المحافظات. تصدر مشهد الطوابير بين الرجال والنساء والتي تمتد بطول شارع رمسيس وصولاً إلى سنترال المصرية للاتصالات، حيث موقع الشركة المصرية للأدوية، أحد فروع الشركة القابضة للأدوية، والذي شهد اشتباكات بين الأهالي للصراع على الحصول على علبة "لبن". يزداد المشهد سوءًا بدخول النساء المشهد وسط الصراخ والعويل لتكشف هذه الأصوات فساد منظومة الصحة لتوفير الحق البسيط للأطفال في الغذاء كي يبقوا على قيد الحياة، وهذا المشهد يتكرر بالمناطق المختلفة على مستوى الجمهورية. وقال أحمد على، أحد المواطنين المتواجدين أمام صيدلة الإسعاف آملاً في الحصول على علبة دواء لنجله: "أنا باجي من الساعة 9 الصبح وأفضل واقف لحد الظهر علشان أخد علبة دواء وسعات بيقولولي روح اصرف من العجوزة، واحنا متمرطين زي الناس دي كلها والحكومة مش حاسة بينا". وأضاف ل"المصريون": "الأسعار بقت نار واحنا منقدرش نشتري اللبن من الصيدلية ب 69 جنيه بنتى بتاخد علبة كل أسبوع هجيب منين أنا مصاريف هناكل احنا ولا هيا ولا نموت ونريح الحكومة، بنيجي نقف هنا وكل يوم خناقات والواحد مش عارف يعمل إيه". وأكد الدكتور خالد عبد العزيز، رئيس قطاع الاستيراد بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، أن اللبن المدعم متاح بالوحدات الصحية في كل محافظات الجمهورية والتي تبلغ 600 وحدة ومركز أمومة، مقابل السعر المدعم كليًا 3 جنيهات للعلبة الواحدة، ويتم صرف حصة المواطنين الأسبوعية وفق كراسة التأمين الصحي للأطفال حديثي الولادة ووفق تقييم الطبيبة المختصة لحالة الأم وقدرتها على الرضاعة الطبيعية. وأضاف عبد العزيز ل"المصريون": "الشركة المصرية لتجارة الأدوية لديها حوالى 35 فرعاً فى جميع أنحاء الجمهورية وليس فى الإسعاف وشبرا وباب الشعرية فقط، كما يعتقد المواطنون، والمفترض أن يكون منفذا شبرا والإسعاف للشكاوى فقط"، لافتًا إلى أن مناقصة الألبان الجديدة لن تدعم الألبان المطروحة بالصيدليات وسيتم قصر الدعم على الألبان المطروحة بالوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة لتوفير الألبان للجميع بالوحدات. وأشار إلى أن أزمة الازدحام والطوابير على منافذ توزيع الألبان سيتم القضاء عليها نهائيًا بعد تطبيق نظام الكارت الذكي لصرف حصة اللبن الخاصة بالأطفال حديثي الولادة والذين تعاني أمهاتهم من مشاكل في الرضاعة الطبيعية. وقامت وزارة الصحة والسكان، بتخفيض كميات الألبان المدعمة التي تستوردها الحكومة من 21 مليون علبة إلى 18مليون علبة بعد تشكيل لجنة فنية قدمت تقريرًا يفيد بأن نسبة الأطفال الذين يحتاجون ألبان الأطفال 10 % من المواليد سنوياً وليس 12 % وفقًا للدراسات السابقة على اللجنة المشكلة، حيث أرجع البعض سبب الأزمة الحالية إلى تخفيض كمية الألبان المستوردة بواقع 3 ملايين عبوة سنويًا. من جهته أكد محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن هناك 2.7 مليون مولود جديد في مصر سنويًا، ويحتاج 17% من المواليد للألبان الصناعية، وفق الدراسات المتخصصة، وتخفيض الدعم الحكومي لصفقات الألبان المستوردة من 21 مليون علبة، إلى 18 مليون علبة، وهو سبب ظهور هذه الأزمة إلى جانب. وأضاف ل"المصريون": "أتوقع أن تحل المشكلة بنسبة كبيرة جدًا بعد تطبيق منظومة الكروت الذكية لصرف الألبان المدعمة، حيث يحل هذا المقترح الأزمة بنسبة 80 % فور تطبيقه وتصل إلى 100 % خلال السنوات الأولى، حيث ستتم ميكنة صرف الألبان عن طريق 1100 منفذ. بدوره، شدد الدكتور مجدي مرشد، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب على ضرورة أن تقوم الدولة بإنشاء مصنع ألبان لتوفير الاحتياجات المحلية، قائلًا: "ندعم خطوات الحكومة لإنشاء مصنع لتوفير الألبان المصنعة للأطفال حديثي الولادة إلى جانب اعتماد نظام الكروت الذكية للحد من التلاعب والفساد في منظومة دعم لبن الأطفال الحالية". وأشاد بتحديد الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة كمنافذ موحدة واستبعاد صيدليات القطاع الخاص، لافتًا إلى أن مثل هذه الإجراءات التي تدخل ضمن هيكلة الدعم المقدم للمواطن تساعد في تحسين الاقتصاد ووصول الدعم لمستحقيه. واعتبر أن "الأزمة بالأساس تتمثل في زيادة سعر اللبن الحقيقي عن المدعم، مع نقص العملة الدولارية وهو الأمر الذي يؤثر على الاستيراد من الخارج، ولابد من توفير إحصائيات لمستحقي الدعم لإعادة توزيعه بشكل عادل".