فجأة اختفت ألبان الاطفال المدعمة من منافذ التوزيع والتي كانت تباع بسعر لا يتعدي ثلاثة جنيهات وظهر بدلا منها عبوات أخري في الصيدليات بسعر 40 جنيها للعلبة.. البعض أرجع الأزمة لنقص الاستيراد بسبب تأخر فتح الاعتمادات بينما نفي المسئولون ذلك مؤكدين ان هذه الألبان تسربت لمصانع الحلويات بسعر 10 جنيهات للعلبة. في البداية يقول محمود مصطفي - سائق من القليوبية عبوات اللبن المدعم للأطفال "عملة صعبة" الطوابير طويلة جدا والعبوات اختفت من الصيدليات ومراكز الأمومة والطفولة تصرف حتي الساعة العاشرة صباحا علي منافذ التوزيع فقط فنضطر للذهاب إلي منفذ الشركة المصرية لتجارة الادوية لصرف الكمية المحددة لكل طفل علي شهادة الميلاد بسعر 3 جنيهات للعبوة الواحدة من عمر يوم حتي 6 شهور. رجاء محمد - ربة منزل - تبكي قائلة تعرضت لحادث سرقة اثناء ذهابي لشراء اللبن المدعم من منفذ الشركة واطالب بتوفيره في الصيدليات المجاورة نظرا للمشقة الكبيرة التي اجدها عند الحضور إلي منفذ الطواريء بالشركة وفي السوق السوداء تباع عبوة اللبن المدعمة للطفل بعد 6 شهور ب 18 جنيها وهذا السعر يفوق طاقتي فأنا أرملة واعمل بخدمة المنازل لتوفير القوت الضروري لأولادي. مصانع الحلويات ويشير عبدالمنعم احمد عامل منذ عدة سنوات إلي أنه يصرف اللبن المدعم بدون شهادة ميلاد ثم فوجئت بالزام باحضار شهادة الميلاد للتأكد من عمر الطفل نظرا لقيام معدومي الضمير بشراء اللبن المدعم وبيعه لاصحاب محلات الحلويات بسعر 10 جنيهات للعبوة الواحدة محققين ارباحا علي حساب اطفال في أشد الحاجة لهذا الغذاء. ويصرخ علاء محمد - موظف - اعاني كثيرا في الحصول علي اللبن المدعم لنجلي الرضيع يحتاج إلي "بيوميل 1" لم اجده في منفذ الشركة أو الصيدليات المجاورة لجأت لأحد الاصدقاء فأحضر لي عبوتين من اللبن المدعم بسعر 12 جنيها للعبوة الواحدة من احدي الوحدات الصحية بالمخالفة للقانون اضطر للجوء لهذه الطريقة لأن اللبن هو الغذاء الرئيسي لطفلي المحروم من الرضاعة الطبيعية. محمد عطية - أعمال حرة - يؤكد صعوبة الحصول علي عبودة اللبن "نيكتاليا 1" الخاص بأطفال عمر ستة أشهر حيث تقوم بعض الصيدليات في ظل غياب الرقابة ببيعه بسعر 40 للعلبة مقابل 3 جنيهات السعر الرسمي. توكد ذلك سوزان عطية - ربة منزل - قائلة اتكلف 15 جنيها موصلات للحصول علي لبن طفلي من الشركة واقف في طوابير طويلة ثم نكتشف نفاد الكمية مطالبة بدعم اللبن للأطفال بعد 6 شهور إلي 10 جنيهات بدلا من 18 جنيها للعبوة حيث ان ظروفها المادية لا تسمح بالشراء ولديها أولاد في مراحل التعليم المختلفة وتعتمد علي مساعدة أهل الخير للانفاق علي أسرتها. وتضيف صفاء حسني - موظفة - راتبي 450 جنيها واظل ابحث في الصيدليات علي علبة لبن لطفلتي عمرها 9 شهور بجميع الصيدليات الموجودة بالمنطقة عن الصيادلة يوزعونه علي الاقارب ولا يتم صرفه الا بالواسطة فاضطر لشراء العلبة ب 45 جنيها. ويوضح محمد فاروق - مشرف بشركة الألبان يقول نستورد الألبان من الخارج بلجيكا وفرنسا ونظرا لصعوبة توفير النقد الاجنبي فإن الدولة لا تستطيع زيادة الكمية علاوة علي التحاليل اللازمة حتي يتم الافراج الصحي عنها. د.محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء ان مراكز تنظيم الاسرة تضطر إلي تقليل الكمية المحددة للطفل الواحد من عبوتين إلي واحدة فقط والتي لا تكفيه لمدة لا تزيد علي 5 أيام مما يجعل اسرته تتحمل نفقات ألبان الاطفال البديلة بأسعار لا تقل عن 40 جنيها للعبوة مشددا علي ضرورة تفعيل اجهزة الرقابة ومحذرا من وقوع كارثة وتعرض عشرات آلاف الاطفال حديثي الولادة للخطر وخاصة الاطفال المبتسرين. ورغم ذلك توكد د.أميمة نيازي مدير ادارة الأمومة والطفولة بمديرية الصحة انه لا يوجد عجز في ألبان الاطفال بالمنافذ وما قد يحدث هو مجرد تأخير الشيك لمدة لا تزيد علي يومين فقط مؤكدة ان صرف اللبن كل 15 يوما ومشيرة لوجود ضوابط لضمان وصول اللبن إلي مستحقيه اهمها وفاة الأم أو الطفل التوأم فنحن نشجع الرضاعة الطبيعية وهناك بعض الاشخاص الذين يفضلون اللبن الصناعي عن الرضاعة الطبيعية دون وجود موانع تمنع الرضاعة الطبيعية وهذا ما قد يحرم اطفالا في حاجة أشد للبن.