الألبان المدعمة من صيدليات سوهاج والتي لا تتعدي ثمن الواحدة منها ثلاثة جنيهات, لتباع في الخفاء لمصانع الحلويات بأضعاف ثمنها والتي بدورها تحقق ربحا عاليا وبأقل تكلفة بالنسبة لها وأصبح الحصول علي علبة لبن مدعم عبئا ثقيلا يضاف إلي ما يعانيه هؤلاء الإباء في رحلة البحث عما يسد رمق أطفالهم وأصبح غياب الرقابة والضمير سببا في تعرض حياة أطفالنا للخطر.. بعد ان اصبحت رحلة البحث عن علبة لبن للأطفال معاناة يومية للمواطنين البسطاء في كل محافظات مصر.. وذلك في غياب تام لاجهزة الرقابة من الدولة والتي تركت لمافيا الالبان حرية التلاعب باطفالنا. وتقول رباب علي ربة منزل من مركز طما ان لديها طفلان توام وتبحث عن علبة لبن مدعمة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ولم تجدها رغم بحثها عنها بأكثر من صيدلية في المدنية والمدن المجاورة مما يعرض طفليها للخطر, لاسيما أن الرضاعة الطبيعة لا تكفي حاجاتها ولا تدري ان تذهب, وتطالب بسرعة تدخل الحكومة ووزارة الصحة الفوري من أجل إعادة النظر في الطريقة التي يوزع بها اللبن المدعم علي الصيدليات. وتضيف أم محمود ربة منزل ان مشكلة النقص الحاد تشكل خطرا كبيرا علي الأطفال حديثي الولادة وأن معظم الصيادلة باتوا يخافون من شرائه خوفا من فساده حيث إن البعض بات يشتري كميات محدودة جدا وهو ما يؤكد أن هناك أزمة حادة ستشهدها الصيدليات خلال الفترة المقبلة. وتشير نجلاء محمود ربة منزل رزقها الله بتوأم جعلها تضطر مرغمة للاعتماد علي لبن الأطفال الصناعي لتغذية وليديها, نظرا لعدم استطاعتها إرضاعهما بشكل طبيعي, ففي الستة أشهر الأولي من عمر وليديها كانت تحصل علي4 علب حليب مدعم رغم أن تلك الكمية لم تكن كافية علي الإطلاق لإرضاعهما, فالعلبة الواحدة كانت تستهلك خلال مدة لا تتجاوز الخمسة أيام تطالب بضرورة توفير وزيادة اللبن المدعم رحمة بأولياء الأمور خاصة ان معظمهم محدودي الدخل. وقالت ابتسام عارف ربة منزل: رزقني الله سبحانه وتعالي بطفل وحصلت بالكاد علي عدد من علب اللبن من احدي الصيدليات وعندما توجهت لشراء علب أخري فوجئت باختفاء هذه النوعية من الألبان واضطرت رغم ظروفي الاجتماعية الصعبة إلي شراء علبة اللبن بسعر35 جنيها, وأضافت أن هذا الأمر يشكل عبئا جديدا علي كاهل الأسرة حيث تضطر إلي شراء أكثر من6 علب شهرية مما يكلفها وزوجها مبالغ باهظة وتشير بسمة عبد الحميد ربة منزل الي انها لا أستطيع أن تصف مدي المعاناة في الحصول علي لبن الأطفال المدعم لابنها البالغ من العمر3 شهور وذلك لعدم توافر هذه الآلبان في الصيدليات وهو ما يضطرها الي الحصول عليها عن طريق أحد أصدقاء الأسرة الذي يحضرها لها بسعر35 جنيها للعبوة الواحدة ونأمل تدخل وزير الصحة لحل هذه الأزمة. وأوضح محمود حسانين موظف : أصبح الحصول علي علبة لبن مدعمة حلم وأصبح أمرا مستحيلا حيث أنني لدي توءم عمرهما5 شهور يعيشان علي هذه الألبان لظروف والدتهما الصحية التي تمنعها من الرضاعة الطبيعية بالإضافة إلي ارتفاع سعر العبوة في السوق السوداء التي تتراوح من25-35 جنيها للعبوة وإن وجدت فلا تكون سوي في صيدلية أو اثنين بكل مركز وبكمية قليلة. يقول أبو الفضل عيسي موظف أنجبت زوجتي طفلها الأول قبل4 أشهر ولظروف صحية خاصة لم تتمكن من إرضاعه وطلب منا الطبيب المعالج تغذية الطفل باللبن المدعم والذي يبلغ ثمن العبوة الواحدة منه3 جنيهات ولا يوجد في الصيدليات ونضطر لشراءه من السوق السوداء بأسعار باهظة, موكدا أن مشكلة الألبان ليست جديدة والجميع يعرف أسبابها ويكشف أن نسبة ليست بالقليلة يتم بيعها إلي أصحاب المقاهي ومحال الألبان فهي رخيصة الثمن مقارنة باللبن الطبيعي فضلا عن سهولة تخزينه وتحضيره وتقديمه إلي الزبائن, أما بعض محال الألبان والتي ماتت ضمائر أصحابها فتقوم بإحضار كميات كبيرة من الألبان المدعومة بطريقة غير شرعية ويضاف إليها كميات محددة من الماء والمسلي الصناعي ولبن الجاموس ويوضع الخليط في غسالة الملابس العادية لمزجه جيدا ليصبح الناتج لبنا مغشوشا. وتضيف هالة عبد العزيز موظفة هناك طلب متزايد من الأمهات لاستعمال الألبان الصناعية في الرضاعة لعدة أسباب منها إصابة الأمهات بالأنيميا ونقص الكالسيوم والاعتقاد بأن الرضاعة الطبيعية تعرض الأم للشيخوخة المبكرة بالإضافة إلي عدم وجود فترات متباعدة بين الحمل تؤدي إلي ضعف الرضاعة الطبيعية. من جانبه أوضح الدكتور هاني لطفي حامد مدير إدارة رعاية الأمومة والطفولة بسوهاج أن حصة المحافظة29,9000 دعم كلي يصل المحافظة أقل من ثلثها بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وخصوصا في عملية النقل, وأضاف أن الدعم الكلي يوزع علي مراكز صحة الأسرة وذلك بإشراف مديرية الصحة بالمحافظة. رابط دائم :