ما أصعب ان تشعر الام بعدم قدرتها علي ارضاع طفلها.. وتكون وسيلة غذائه الوحيد هي الالبان الصناعية.. يوماً بعد يوم تتحول سعادتها بتحقيق حلمها في الحياة الي مأساة في البحث عمن يعطيها ورضيعها قبلة الحياة. وتتوه بين ادارات وزارة الصحة للامومة والطفولة ومنافذ بيع لبن الاطفال للحصول علي عبوات بسعر مخفض يكون في حدود مقدرتها المادية ولا يمثل عبئاً علي اسرتها. طوابير طويلة من المواطنين يلاحظها المارة بشارع كورنيش النيل في منطقة أغاخان كل صباح أشبه بالمظاهرات او الوقفات الاحتجاجية هي طوابير قبلة الحياة للاطفال امام منفذ البيع الوحيد للبن الاطفال التابع للشركة المصرية للأدوية. وعلي الرغم من مدي قدرة الشركة علي توفير العبوات للمواطنين في ظل محاولاتها لإحكام القبضة علي تجار السوق السوداء. إلا أن الكثير من المواطنين يشكون مجيئهم من مسافات بعيدة او بسبب إجراءات استخراج أوراق الصرف أو تعرض ولي الأمر لأي أمور خارجية تعيقه عن صرف عبوات اللبن مثل حالات مرض الام بالاضافة الي شكوي المواطنون الكبري حول عدم تمكنهم من صرف اي عبوات الا بعد شهر من الولادة وكذلك صرف نفس الكمية من العبوات حتي في حالات التوأم. قالت اماني الجيوشي وبدرية عبدالعاطي - البدرشين.. نأتي من مسافات بعيدة أملاً في الحصول علي عبوات لبن تسكت صراخ اطفالنا حيث نذهب الي الادارة الصحية للامومة والطفولة التابعة للوزارة ونعاني الأمرين من نقص العبوات الي جانب صعوبة الصرف بسبب استخراج الاوراق اللازمة وكأنهم يقولون لنا لا ترضعوا اطفالكم قبل احضار الأوراق او اذهبوا لشرائها من الصيدليات او السوق السوداء التي ترفع سعرها اضعافاً اضعاف. وتساءلوا هل تكفي علشان من اللبن المدعم كل اسبوع للطفل سواء كان عمره يوماً واحداً أو سنة كاملة؟! مشيرين الي ان احتياج الطفل حديث الولادة للبن يتناقص كلما كبر عمره في الوقت الذي يحتاج فيه أطفال الشهور الاولي الي كميات مضاعفة لبناء اجسادهم وتكوين مناعاتهم. أوضحنا أن لبن بيوميل الذي عزفت الوزارة عن استيراده افضل من النوع الحالي "ليبتوميلك" حيث يشبه في تكوينه الصابون السائل ويخرج رغوة تشككنا في سلامته ولكن "ما باليد حيلة" وليس امامنا سواه. أضافت مروة عبدالمجيد - البدرشين.. ان الادارة الصحية تقوم بصرف علبتين لكل طفل كل 15 يوماً وهذه الكمية لا تكفي وأحيانا لا نجد اي عبوات لذلك نأتي الي منفذ الشركة للحصول علي كمية مناسبة تكفي طفلي الرضيع. اوضح اشرف جمال علي - عرب الطوايلة المطرية.. انه ذاق المر حتي تمكن من صرف عبوات اللبن حيث تعرضت زوجته لمرض عقب الولادة منعها من رضاعة الطفل بسبب تسرب فيروس المرض الي لبن الأم وبالتالي اصبح خطراً علي الطفل الرضيع ولكننا عندما ذهبنا الي الادارة الصحية عانينا في استخراج اوراق الصرف وما يثبت مرض زوجتي والحصول علي كارت متابعة لصرف عبوات اللبن بالاضافة الي عدم صرف الكمية المخصصة كاملة وصرف علبة واحدة فقط كل 15 يوما علما بأن الكمية الاساسية علبتان لكل طفل اسبوعياً. قالت ماجدة عبدالله - ربة منزل.. لا نجد الكميات الكافية من لبن الاطفال بالادارات الصحية علما بأننا كنا نصرف اكثر من 16 علبة لبن شهريا لاطفالنا ولا ندري الي اين تقودنا دفة الرئيس مرسي. " اقتل الثاني " !! يشير عبده خليل - القليوبية.. بالرغم من فرحتي بكرم الله علي وانجاب زوجتي توأم الا انني عندما أذهب لصرف لبن لهم لا يصرفون سوي علبتين فقط في كل مرة اسبوعياً وهما لا تكفيان واحدا منهم الا انني فوجئت عندما اخبرت الموظفين بأن لدي توأماً من الاطفال رغبة في صرف كميات تكفيهم قالوا لي "اقتل ابنك التاني". أعرب مصطفي خضير - الإسكندرية وهشام عطية - كفرالشيخ.. عن استيائهم من عدم اتاحة اللبن في اكثر من منفذ والاعتماد علي منفذ وحيد لجميع المحافظات حتي الصعيد مطالبين بتدخل المسئولين وتوفير منافذ أخري تسهل علينا مشقة المجيء الي مقر الشركة. قال محمد كمال - محاسب ومحمد حسن - سائق.. نأتي الي منفذ الشركة لصرف اللبن اسبوعياً حتي نتمكن من صرف اللبن لأطفالنا مشيرين الي ان كميات اللبن المقررة لا تكفي ونقوم بشراء كميات وعبوات اخري من الصيدليات باضعاف ثمنها حيث يصرف لكل طفل من عمر يوم حتي 6 اشهر علبتان اسبوعيا ويصرف للاطفال من عمر 6 اشهر الي سنة علبة واحدة فقط بسعر 3 جنيهات للعبوة وهي لا تكفي ثلاثة ايام ونضطر للجوء الي السوق السوداء والصيدليات باسعار 17 جنيه و20 جنيه علي حسب مزاج تجار السوق السوداء الجشعين. ضبط الصرف اكد موظفو الشركة المصرية للادوية صاحبة المنفذ الوحيد لبيع لبن الاطفال المدعم انهم يحاولون بشتي الطرق ضبط عملية صرف عبوات اللبن لمستحقيها من المواطنين ولذلك فهم حريصون علي استيفاء المواطن لجميع الاوراق التي تمكنه من الصرف بسهولة حيث يحتاج المواطن الي احضار شهادة ميلاد الطفل وان يكون ولي الامر من الدرجة الأولي مثل الأب والأم والعم والخال هم فقط من يستطيعوا صرف العبوات الي جانب تدقيقنا الشديد علي ضرورة كتابة تاريخ صرف العبوات اولاً بأول حتي لا يصرف اي مواطن كميات زائدة ويبيعها في السوق السوداء. قال تامر ابراهيم وهشام فكري وحافظ علي - موظفون بالشركة المصرية للادوية المشكلات التي تواجه المواطنين في صرف عبوات لبن الاطفال المدعم ليس في استطاعتنا حلها ولكننا ملتزمون بتعليمات وآليات عمل نقوم بالتعامل من خلالها مع المواطنين ونصرف لهم الكمية المقررة حيث يمنع صرف اكثر من عبوتين أسبوعياً لكل مواطن يحمل شهادة ميلاد واحدة لمواجهة السوق السوداء. بالاضافة الي ضرورة احضار ما يثبت عدم وجود عبوات لبن في الادارة الصحية التابع لها ولكننا نقوم بالصرف اول مرة بدون اي مشاكل ونطالب ولي الامر بضرورة احضار ما يثبت ان الادارة الصحية التابع لها خالية من اللبن مصحوبا بخاتم الادارة. أشاروا الي ان منفذ الشركة المصرية للادوية في القاهرة هو الوحيد علي مستوي محافظات وجه بحري حيث يخدم محافظات القاهرةوالإسكندرية وبورسعيد لذلك نحن نراعي الدقة في صرف العبوات للمستحقين حتي لا يتأثر مواطنو تلك المحافظات من صرف غير المستحقين لعبواتهم وبالتالي تبدأ الكارثة. أوضحوا أنهم ملتزمون بصرف 4 عبوات لبن لمنجبي التوأم ولكن ايضا بعد حمله ما يثبت. مشيرين الي ان هناك افراد أمن تابعين للشركة مكلفون بضبط اي محاولات لصرف عبوات لبن زائدة او غير مستحقة ومراجعة شهادات الميلاد التي تحمل تاريخ الصرف موضحين ان هناك اكثر من حالة واجهتهم في عدم وضوح تاريخ آخر صرف للبن ومحاولة خداع الموظفين لصرف كميات بدون احضار شهادات ميلاد.