الرئيس الكولومبي عاجز عن صرف راتبه بعد العقوبات الأمريكية

أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عن إدراج الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، على قائمة العقوبات الأمريكية بموجب قوانين مكافحة المخدرات، ولم تقتصر العقوبات على الرئيس وحده، إذ شملت زوجته، وابنه، وأحد مساعديه المقربين، في إطار ما وصفته واشنطن ب«تحرك حاسم ضد تزايد نفوذ عصابات المخدرات في كولومبيا»، وهو ما انعكس بشكل مباشر على بيترو.
واشنطن تتهم بيترو بتسهيل تجارة الكوكايين
أوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في بيان رسمي أن إنتاج الكوكايين في كولومبيا شهد ارتفاعًا غير مسبوق منذ تولي بيترو الرئاسة، مشيرًا إلى أن البلاد أصبحت مصدرًا رئيسيًا لإغراق الأسواق الأمريكية بالمخدرات، مضيفًا في بيان رسمي أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لن تتسامح مع أي حكومة تسمح بازدهار العصابات التي تضر بصحة الشعب الأمريكي، مؤكدًا أن العقوبات جاءت تنفيذًا للأمر التنفيذي رقم 14059، الذي يستهدف الجهات الأجنبية المتورطة في تجارة المخدرات عبر الحدود.
وبحسب وكالة «فرانس برس»، لا تزال كولومبيا أكبر منتج للكوكايين في العالم، إذ تتولى العصابات المكسيكية شراء الكميات المنتجة وتهريبها إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية.
كما زادت تصريحات بيترو السابقة التي قلل فيها من خطورة الكوكايين وشبّهه بمشروب الويسكي، من حدة الانتقادات إذ اعتُبرت دليلاً على استخفافه بخطورة الملف الذي يهدد الأمنين الإقليمي والدولي.
خلفية سياسية مثيرة للجدل
يُذكر أن جوستافو بيترو، العضو السابق في إحدى حركات التمرد، تولى رئاسة كولومبيا عام 2022 بعد فوز تاريخي حمل وعودًا بإصلاح شامل تحت عنوان «السلام الكامل»، غير أن سياساته وامتيازاته التي منحها لمنظمات مرتبطة بتجارة المخدرات أدت إلى توسع زراعة الكوكا وارتفاع غير مسبوق في إنتاج الكوكايين، وفي سبتمبر 2025، صرّحت واشنطن رسميًا أن كولومبيا باتت «دولة فاشلة في التزاماتها بمكافحة المخدرات».
وتسبب سلوك بيترو، الذي وُصف بالمتقلب، بتصدّع العلاقات مع شركاء بلاده، ففي عام 2024، كشف معلومات سرية من قنوات مكافحة غسل الأموال، مما دفع مجموعة «إيجمونت» لتعليق عضوية وحدة الاستخبارات المالية الكولومبية، كما أثار غضب الولايات المتحدة بتحالفه مع نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، المتورط في عمليات تهريب دولية للمخدرات.
تجميد الأصول وصعوبات مالية للرئيس
في تداعيات مباشرة للعقوبات، كشف محامي الرئيس الكولومبي دانيال كوفاليك أن موكله يواجه صعوبة في الحصول على راتبه بعد تجميد حساباته وبطاقاته المصرفية داخل النظام المالي الأمريكي، موضحًا أن شركة وقود أمريكية رفضت تزويد الطائرة الرئاسية الكولومبية بالوقود في أثناء توقفها في إسبانيا، في خطوة تعكس اتساع نطاق الإجراءات العقابية.
كما أعلن المحامي كوفاليك عزمه الطعن في العقوبات أمام المحاكم الأمريكية ووزارة الخزانة، مشيرًا إلى أن العملية ستكون طويلة ومعقدة، مع احتمال اللجوء إلى القضاء الكولومبي أو إلى هيئات دولية، معربًا عن أمله في تسوية دبلوماسية، بقوله إن «الكثير من القضايا المشابهة حُلّت عبر التفاوض والوساطة».
ويرى كوفاليك أن ما يتعرض له بيترو تقف وراءه دوافع سياسية، مشيرًا إلى أن ترامب يعاقب كل من يقف في وجه السياسة الخارجية لواشنطن، مضيفًا: «إنها رسالة واضحة لكل القادة حول العالم: إما أن تصطفوا معنا أو ستُعاقَبون».