الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني بحاجة عاجلة للمساعدات

دعت 4 وكالات تابعة للأمم المتحدة، إلى أن تولي دول العالم والمنظمات العالمية اهتمام دولي عاجل اتجاه الأزمة في السودان، لإنهاء المعاناة «الكبيرة» والمخاطر المتزايدة التي يتعرض لها السودانيين.
وخلال زياراتهم الأخيرة إلى السودان، شهد كبار القادة من المنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، الأثر المدمر للأزمة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك دارفور والخرطوم وغيرها من المناطق المتضررة من النزاع، إذ تواجه البلد الإفريقية واحدة من أشد حالات الطوارئ في العالم، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك أكثر من 9.6 مليون نازح داخليًا وحوالي 15 مليون طفل، وبالإضافة إلى ذلك، وبينما عاد حوالي 2.6 مليون شخص إلى ديارهم مع تراجع حدة القتال في الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد، يجد الكثيرون منازلهم وأحيائهم متضررة أو مدمرة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية.
وقالت المنظمات الأربع، في عامه الثالث في بيان، إنه الصراع دمر خدمات أساسية كالرعاية الصحية والتعليم، إذ أنه 14 من أصل 17 مليون طفل في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة، كما نزحت مجتمعات بأكملها، ففي الفاشر، يُحاصر أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، منذ أكثر من 16 شهرًا، محرومين من الغذاء والماء والرعاية الصحية، ويُحرم آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم من العلاج.
وصرح أوجوتشي دانيلز، نائب المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة، الذي عاد لتوه من زيارة إلى السودان: «هذا العدد الكبير من العائدين إلى الخرطوم هو علامة على الصمود وتحذير في آن واحد»، موضحًا: «التقيتُ بأشخاص عائدين إلى مدينة لا تزال تعاني من آثار النزاع، حيث المنازل مدمرة والخدمات الأساسية بالكاد تعمل، إن تصميمهم على إعادة الإعمار أمرٌ مثيرٌ للإعجاب، لكن الحياة لا تزال هشةً للغاية، إذ تنتشر الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في جميع أنحاء السودان، مما يزيد من إلحاح الاستثمار في المياه النظيفة والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية حتى يتمكن الناس من البدء من جديد».
تقول المنظمة، إن الوصول إلى معظم السكان المتضررين لا يزال مقيدًا، إذ لا تزال الهجمات على المدنيين منتشرة على نطاق واسع، ولا تزال النساء والفتيات يواجهن مخاطر جسيمة من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.
ويُفاقم نقص التمويل الأزمة، إذ لا تزال خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 4.2 مليار دولار أمريكي، تعاني من نقص حاد في التمويل بنسبة 25% فقط، مما يُهدد نطاق عمليات الطوارئ واستمراريتها، وعلى الرغم من التحديات الهائلة، فقد وصلت الاستجابة الإنسانية في السودان إلى أكثر من 13.5 مليون شخص حتى الآن هذا العام- بما في ذلك المناطق الأكثر تضررًا في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة، ولكن بدون موارد إضافية، ستُضطر الوكالات الإنسانية إلى تقليص تدخلاتها المنقذة للحياة، مما يُعرّض ملايين الأرواح للخطر.