الاحتلال يعزز هجومه على مدينة غزة.. والدبابات تتوغل داخل الأحياء

واصل الاحتلال الاسرائيلى حرب الإبادة والتجويع على قطاع غزة المحاصر من خلال تكثيف العمليات العسكرية فى مناطق متفرقة من القطاع، حيث عززت إسرائيل أمس هجومها على مدينة غزة، مع توغل دباباتها فى داخل أحيائها، على وقع اتهامات دولية جديدة بأن ما تقوم به فى القطاع المنكوب يرقى إلى إبادة جماعية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين فلسطينيين وشهود أن إسرائيل دفعت بدبابات إلى داخل مدينة غزة وفجرت مركبات «ملغومة» فى أحد أحياء المدينة، فيما لقى ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم فى غارات جوية.
وقال الجيش الإسرائيلى إن قواته مستمرة فى محاربة «حماس» فى جميع أنحاء قطاع غزة وإنها قصفت عدة مبان عسكرية ومواقع أمامية كانت تستخدم لشن هجمات على الجنود.
وأفادت وزارة الصحة فى غزة بوصول 98 شهيدا و404 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية، وبقى عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدنى على الوصول إليهم.
وسجلت مستشفيات القطاع 9 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال ال24 ساعة الماضية، من بينهم 3 أطفال، ليرتفع العدد الإجمالى لضحايا المجاعة إلى 348 حالة وفاة، من ضمنهم 127 طفلا.
وكان الكابنيت الإسرائيلى قد عقد اجتماعا سريا استمر نحو 6 ساعات داخل مخبأ حكومى محصن تحت حماية مشددة من جهاز الشاباك، وسط مخاوف من هجمات انتقامية محتملة من الحوثيين.
وتركزت المداولات طبقا لوسائل إعلام عبرية حول الخطط العسكرية فى قطاع غزة، إضافة إلى مناقشة مقترح صفقة جزئية للأسرى تتضمن الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانا مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما للتفاوض على اتفاق شامل لإنهاء القتال.
وعرض رئيس الأركان «إيال زامير» مزايا الصفقة الجزئية ودعا للمضى فيها، لكن غالبية الوزراء عارضوا وطلبوا التصويت. ورفض نتنياهو الطرح مؤكدا أنه غير مطروح للنقاش حاليا، فيما أبدى بعض الوزراء انفتاحا على «الاتفاق الجزئى».
فى الوقت نفسة كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية أن الحكومة الإسرائيلية تدرس خطة للسيطرة الجزئية على الضفة الغربية، تتضمن فرض السيادة على كامل منطقة «غور الأردن».
ويقود الخطة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وتدعو إلى سيادة جزئية فقط على الضفة الغربية، خلافا لتوقعات وزراء آخرين يطالبون بضم أوسع. ويرى «ديرمر» أن هذه الخطوة قد تحظى بقبول الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومى كبير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى فقط إلى السيادة الجزئية، رغم توقعه مواجهة انتقادات أوروبية واسعة، لكنه يستطيع فى المقابل ضمان اعتراف أمريكى كامل من الرئيس دونالد ترامب.
فى الوقت نفسة قرر وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن جفير السماح لنحو 100 ألف إسرائيلى إضافى بالحصول على رخص سلاح خاص، ضمن سياسة مثيرة للجدل. وبحسب مكتبه، تم إصدار نحو 230 ألف ترخيص جديد لحمل أسلحة نارية منذ بداية سياسة التسليح التى أطلقها فى نهاية عام 2023.