خلال مؤتمر صحفي عقده في سنغافورة، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة شديدة اللهجة إلى إسرائيل، داعيًا إياها إلى التحرك السريع من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأمهل ماكرون الحكومة الإسرائيلية «ساعات وأيام قليلة» لاتخاذ خطوات ملموسة، مؤكدًا أنه في حال غياب الاستجابة، فإن باريس ستدفع نحو تبني موقف أكثر تشددًا بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين. دعوة أوروبية لإنقاذ غزة وفرض عقوبات محتملة شدد ماكرون على ضرورة التزام الاتحاد الأوروبي بقيمه ومبادئه في مجال حقوق الإنسان، ملوحًا بإمكانية فرض إجراءات عقابية جديدة، لا سيما في حال تكررت الانتهاكات من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، على غرار ما حدث في السابق من إطلاق نار عشوائي على المدنيين. وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في أن تتجاوب الحكومة الإسرائيلية مع هذا النداء وتُظهر بعض الليونة في تعاملها مع الوضع الإنساني المتفاقم. شروط فرنسية لقيام دولة فلسطينية وفي وسط حديثه، أوضح ماكرون مجموعة من الشروط التي يرى أنها ضرورية لتحقيق السلام، من بينها الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وتجريد حركة حماس من سلاحها، وعدم مشاركتها في الحكم مستقبلًا. كما شدد على أهمية اعتراف الدولة الفلسطينية القادمة بإسرائيل وحقها في العيش بأمان، مع ضرورة تأسيس منظومة أمنية إقليمية تدعم هذا التوجه. خطة فرنسية للتحرك الدولي وتوقيت محتمل للاعتراف وبحسب وكالة «فرانس برس»، كشف ماكرون عن وجود نية فرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في وقت قريب، مشيرًا إلى أن هذا القرار قد يُتخذ خلال مؤتمر دولي مرتقب في يونيو تشارك فيه فرنسا والسعودية، مضيفًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحرك أوسع لدفع دول أخرى نحو الاعتراف المتبادل. ووصف ماكرون الحصار المفروض على قطاع غزة بأنه غير إنساني، معتبرًا أن الوضع الميداني بلغ حداً لا يُطاق، وتأتي تصريحاته في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن سماحها بإدخال كميات محدودة من الغذاء والدواء إلى القطاع، رغم استمرار عملياتها العسكرية المكثفة هناك. رد غاضب من إسرائيل واتهامات لفرنسا وفقًا لصحيفة «جورزاليم بوست»، أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي غضبًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث اتهمت تل أبيب ماكرون بقيادة حملة معادية لإسرائيل، واعتبرت مواقفه محاولة لمكافأة ما وصفته ب«الإرهاب»، بالإشارة إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وذهبت بعض التصريحات الإسرائيلية إلى حد السخرية من توقيت هذه الدولة المفترضة، قائلة إن عيدها الوطني سيكون في السابع من أكتوبر، في إشارة إلى بداية حرب الإبادة الجماعية.