قبل أيام من وفاته، عانى البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وحاكم دولة الفاتيكان، وأول بابا من أمريكا اللاتينية في التاريخ، من أزمة تنفسية تطورت إلى التهاب رئوي مزدوج، حيث أمضى 38 يومًا في المستشفى، وهي أطول فترة إقامة خلال مدة حكمه التي استمرت 12 عامًا. وفي 14 فبراير 2025، أكد الفاتيكان في بيان صحفي أن البابا كان في مستشفى بروما بسبب التهاب الشعب الهوائية، ودخل البابا فرنسيس إلى عيادة أجوستينو جيميلي لإجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة ولمواصلة العلاج في المستشفى بسبب التهاب الشعب الهوائية المزمن الذي يعاني منه والذي تطور إلى الالتهاب الرئوي المزدوج. وفي حالة البابا، أظهرت النتائج تدهورًا واضحًا في وظائف الرئتين، مع انخفاض في نسبة الأكسجين، ما استدعى نقله إلى قسم العناية المركزة، وإعطاءه مضادات حيوية واسعة المجال، إلى جانب أدوية الكورتيكوستيرويد المضادة للالتهابات. وغادر البابا المستشفى في 23 مارس الماضي، ولكن ظلت صحته متدهورة، حتى وافته المنية صباح اليوم الاثنين عن عمر ناهز 88 عامًا. للمزيد: ماذا يحدث عندما يموت بابا الفاتيكان؟ يُدفنون في ثلاثة توابيت والبابا فرنسيس ألغى هذا الطقس «يُدفن خارج الفاتيكان».. موعد جنازة البابا فرنسيس ما هو مرض الالتهاب الرئوي المزدوج؟ وفقًا لما أعلنه الفاتيكان، فإن البابا فرنسيس عانى من الالتهاب الرئوي المزدوج أو ما يعرف ب«الثنائي»، وهو التهاب يصيب كلتى الرئتين وليس رئة واحدة فقط، ورغم أن الإصابة في كلا الجانبين لا تعني بالضرورة أن المرض أشد، إلا أنها في حالات كبار السن تمثل خطرًا كبيرًا. ويحدث هذا النوع من الالتهاب عندما تمتلئ الأكياس الهوائية داخل الرئتين بالسوائل أو القيح، مما يعوق تنفس المريض، ويؤدي إلى أعراض مزعجة مثل السعال المصحوب بالبلغم أو الصديد، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام الجسم، والارتباك الذهني، وصعوبة التنفس. وفي حالة البابا فرنسيس، كانت العدوى متعددة الميكروبات، أي ناجمة عن مزيج من البكتيريا والفيروسات، مما صعّب من السيطرة عليها، وزاد من تعقيد العلاج، وعلى الرغم من أن معظم المصابين بالالتهاب الرئوي يتعافون بشكل جيد في المنزل ولا يحتاجون إلى دخول المستشفى، إلا أنه بالنسبة لكبار السن، يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي حالة مميتة. اقرأ أيضًا: بعد وفاة البابا فرنسيس.. ماذا يحدث داخل الفاتيكان؟ ولم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها البابا مشاكل في الجهاز التنفسي، إذ عانى في شبابه من التهاب في الجنبة، الغشاء المحيط بالرئتين، مما اضطر الأطباء حينها إلى استئصال جزء من إحدى رئتيه؛ ما جعل جهازه التنفسي أكثر هشاشة، وأقل قدرة على مقاومة العدوى، وهو ما أكد عليه الأطباء حين تدهورت حالته خلال الأسابيع الماضية. ولكن التعقيد الأكبر في حالة البابا تمثل في أن العدوى لم تكن بسبب ميكروب واحد، بل كانت ناتجة عن عدة مسببات، منها البكتيريا والفيروسات، مما صعّب من عملية تحديد العلاج المناسب. ومع التقدم في السن، يصبح كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد، خاصة بعد تجاوز سن ال65، وتعد هذه العدوى التنفسية من أكثر الأسباب المسببة للوفاة في العالم، فقد سجلت أكثر من 2.1 مليون حالة وفاة عام 2021 فقط، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية. اقرأ أيضًا: «منارة للرحمة وصديق مخلص للشعب الفلسطيني».. قادة وزعماء العالم ينعون البابا فرنسيس