أيدت المحكمة الدستورية الكورية الجنوبية، بالإجماع، اليوم الجمعة، عزل الرئيس يون سيوك-يول، وإقالته من منصبه بسبب فرضه الأحكام العرفية لفترة قصيرة في شهر ديسمبر الماضي، ودخل الحكم، الذي تلاه القائم بأعمال رئيس المحكمة مون هيونج-بيه حيز التنفيذ بشكل فوري، ما يستدعي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خلف ليون خلال 60 يوما. وفي منتصف ديسمبر الماضي تم عزل الرئيس الكوري من قبل الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة في منتصف ديسمبر بتهمة انتهاك الدستور والقوانين من خلال إعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر، ونشره قوات في «البرلمان» لمنع النواب من التصويت ضد المرسوم، وإصداره أوامر باعتقال سياسيين. واعتمد الحكم القضائي على 5 إجراءات رئيسية، وهي إعلان الأحكام العرفية، وكتابة مرسوم الأحكام العرفية، ونشر القوات في الجمعية الوطنية، ومداهمة اللجنة الوطنية للانتخابات، ومحاولة اعتقال السياسيين، وأقرت المحكمة فعليا بكل التهم الموجهة إلى يون، بما في ذلك عدم استيفائه للمتطلبات القانونية لإعلان الأحكام العرفية وإرساله قوات إلى الجمعية الوطنية لمنعها من إلغاء المرسوم. وفي سياق متصل، تعهد الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء هان دوك-سو ببذل قصارى جهده لإدارة الانتخابات المقبلة لضمان انتقال سلس إلى الإدارة المقبلة، وفي تعليقه على الحكم، قال حزب سلطة الشعب الحاكم إنه «يقبل بتواضع» حكم المحكمة، في حين رحب الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي بالحكم باعتباره «انتصارا للشعب». وألقى زعيم الحزب الديمقراطي لي جيه-ميونج، الذي يعتبر المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بيانا، مؤكدا أن الشعب الكوري استعاد الجمهورية الديمقراطية، فيما سيتم العمل على ستعادة سبل العيش والسلام والاقتصاد والديمقراطية للشعب المدمر بروح الوحدة العظيمة. ولم يكن الرئيس الكوري يون سيوك، هو الأول من حيث تعرضه للعزل، بل سبقه عزل الرئيسين السابقين روه مو-هيون، وبارك كون-هيه. وجراء الإعلان عن حكم العزل، انقسم الشارع الكوري بين مؤيد ومعارض، فيما انتشرت صور البهجة والبكاء بالقرب من المحكمة الدستورية في العاصمة الكورية سيئول. وفي لحظة وقت النطق بالحكم، انتابت كوريا الجنوبية حالة من الصمت والهدوء للاستماع لقرار المحكمة الدستورية، وخاصة في المطارات ومحطات السكك الحديدية. وفي أعقاب إقرار الحكم، قال الرئيس المعزول، إنه يشعر بالأسف إزاء عدم تمكنه من تلبية تطلعات الشعب، كما أنه يشعر بالندم العميق. والتزم المكتب الرئاسي الصمت، فيما شاهد كبار المساعدين الرئاسيين البث المباشر للحكم من مكاتبهم، في حين أفادت تقارير أن الرئيس المعزول شاهده من مقر إقامته في وسط سيول. ومن المتوقع أن يخلي «يون» المقر الرئاسي قريبا، فيما سيتم إنزال صور الرئيس المعزول، وسيتم عرض صور القائد الأعلى للقوات المسلحة في مكاتب وزير الدفاع والقادة العسكريين، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة وقادة القوات البرية والبحرية والجوية ومشاة البحرية، وسيتم حرق الصور.